رغم المآسي التي تحدث في سوريا الحبيبة إلا أن الأزمة المتصاعدة في جمهورية مصر تكاد تطغي على كل شيء ... فلمصر أهمية عند كل عربي وتطلعات الجماهير العربية لأن تكون مصر هي القاطرة للدول العربية كاليمن للخروج من حالة الفقر والفساد والطغيان والتسلط الأسري أو الفئوي و التخلص من كل أنواع الاستبداد والتخلف الذي كرسته عهود الطغيان و الظلام كل ذلك يدفع كل مواطن عربي للقلق على مصر والاهتمام بما يجري على أرضها... من المؤكد انه لا الإعلان الدستوري و لا الخوف على صرح القضاء ولا استعراض العضلات في الفضائيات هو ما يمكن أن يكون السبب لهذه الضجة و الصراع و لكن الأمر هو بوضوح مسألة “تكسير” عظام و انتقام متبادل بين الأطراف فالإخوان لم ينسوا سنوات التنكيل بهم و الفلول خرجت من مخابئها و امتطت ظهور بعض الرموز من عواجيز المولد و تحالفت معها لإعادة الصفعة للجماهير و إعادة الحال إلى ما كان عليه وبذلت و لا زالت تبذل الأموال الطائلة وتدعمها عدد من الدول العربية التي تعيش في رعب من اليقظة الجماهيرية أن تمتد إلى ساحاتها وتعصف بأنظمتها العتيقة المتهالكة و خاصة أن الاضطراب قد وصلت الى عديد من الدول ولو بنكهات مختلفة إلا أن المطلب الجماهيري في الحقيقة واحد... وبما أن اليمن مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بشقيقتها الكبري – تاريخياً – ومصيرياً – وعلى كافة الأصعدة فحتماً أن ما يحدث في مصر وما سيكون عليه نتيجة الصراع هناك سينعكس على اليمن... ففلول اليمن كبيرهم و صغيرهم متقوقعين و مختفين بل إن البعض يتقمصون ثوب تحت موجة الرغبة في التغيير تماهياً مع الجماهير بينما هم في الواقع متربصين و منتظرين الفرصة للانقضاض على من أقض مضاجعهم وهدد مصالحهم و سعى لهدم صروح فسادهم فلو لا قدر الله نجحت فلول مصر في مسعاها فإن ذلك حتماً سيدفع فلول اليمن أن تطلق الألعاب النارية وتخرج إلى الشوارع في زفات انتقامية وستكشر عن أنيابها و مخالبها و تعمل في الجماهير و الثوار ما يصعب حتى التخمين به ... من هنا فإننا نناشد من تبقى من ( ثوار الشعب و الشباب اليمني ) أن يكون على أهبة الاستعداد لمواجهة المتربصين و لا تغرنكم دعوات المبادرات و الحوارات فكلها لن تفيد إذا سقطت قوي الخير في مصر.... وعلى رغم السلبية الظاهرة في النزاع الدستوري القانوني في مصر وما أحدثه من انقسام في الشارع إلا أن له ايجابية مستترة وهي تثقيف غير مباشر للمواطن المصري و العربي بأهمية القوانين و حمايتها والاهتمام بدولة القانون و محاولة أن تدخل الجماهير إلى دهاليز القضاء و القانون لتعرف مالها وما عليها وبالتالي لا يأتي عفط في قادم الأيام ويفعل بها و بالبلاد الأفاعيل. نسأل الله السلامة لمصرنا و يمننا. رابط المقال على الفيس بوك