القوى السياسية في اي بلد عادةً ما تخوض صراعاً شرساً لكن هذا الصراع هو من أجل الوطن والمواطن غير أن صراع القوى السياسية في بلدنا مختلف تماماً..! صراع القوى السياسية في بلدنا يكرس من أجل الذات والمصالح الضيقة ولا يهمها إطلاقاً ما يتعرض له الوطن من أخطار وانتكاسات وتعثرات. هذا الواقع المزري والمستفز لا يحتاج إلى براهين .. ونحن نرى كيف أن بعض القوى مثلاً بمجرد أن سقطت من الحكم الى نصف سلطة ، قد تحولت إلى مشاغبة ومخربة ومدمرة لكل ما هو جميل. للأسف هذه القوى لا يهمها الوطن بأستقراره وأمنه وتطوره ، لهذا فهي تمارس تصفية حسابات ضيقة جداً ، بينما يفترض على تعددها أن تكون في خدمة الوطن أولاً وأخيراً ..! وعندما نتحدث عن التعددية وحرية التعبير، لابد ان نتذكر أنها جاءت في خدمة الأوطان والشعوب.. وليس لهدمها وتشظيتها..!. تتعدد الأحزاب وتتنوع الافكار، ولكنها يجب ان تتوحد في مصهر الوحدة الوطنية والنسيج الوطني الواحد. لكن أمام هذا الهول من إثارة الفتن والبلبلة بما يسيء للوطن ويستهدف شق الصف الوطني، فإن من المعيب والمثير لأكثر من علامة استفهام ان عقلاء الوطن يتوارون خلف جدار الصمت ولا أحد يتصدى ويصرخ في وجه الغوغائيين لفرملة الهذيان المجنون في إشاعة الاراجيف والفوضى والتشكيك بكل ماهو جميل ونافع..!. أنا لا أستغرب من أي نقد موضوعي بنَّاء، ولكنني أستغرب من هذه الحملة الشعواء التي نتابعها هذه الأيام ضد كل ماهو معقول والمطالبة بما هو فوق المعقول، دون الاخذ بالحسبان بأن وطننا يواجه تحديات من العيار الثقيل وعلينا تحمل الاعباء والاصطفاف في مواجهتها، بدلاً من الهرولة في حالة من اللاوعي في مهاوي الشتات..!. ما يجري الآن يشبه الفاجعة (الفاوست) امتطى البعض ظهر الشيطان.. يهدم ولا يعلم.. مصلوب على خشبة الماضي، ولا يرى في حاضر التغيير الا الانتقام من الآخر ..! استنهاض العقول الآن وليس غداً.. إنها دعوة نريدها أن تخرجنا من أتون الظاهرة غير الصحية والهدامة التي طالما عشناها ونعيشها بمرارة، ومع كل محاولة للنهوض بمهام مرحلة التغيير.. والتي لا تتحقق أبداً بدون مشاركة الجميع بمسؤولية عالية. رابط المقال على الفيس بوك