مهما يكن حجم الشخص السياسي أو وجاهته الاجتماعية.. ومهما يكن حجم الحزب.. أو القبيلة.. الخ.. فلا يمكن ان يكون الا أداة مطيعة لخدمة الوطن اولاً وثانياً وعاشراً..!. وعندما نتحدث عن الديمقراطية ومناخات التعددية وحرية التعبير، علينا ان نتذكر أنها جاءت في خدمة الأوطان والشعوب.. وليس لهدمها وتشظيتها..!. تتعدد الاحزاب وتتنوع الافكار، ولكنها يجب ان تتوحد في مصهر الوحدة الوطنية والنسيج الوطني الواحد. لكن امام هذا الهول من اثارة الفتن والبلبة بما يسيء للوطن ويستهدف شق الصف الوطني، فان من المعيب والمثير لأكثر من علامة استفهام ان عقلاء الوطن يتوارون خلف جدار الصمت ولا احد منهم ممن يملأون الدنيا بضجيج وطنيتهم وشعاراتهم الوحدوية ينبس ببنت شفه في وجه الغوغائيين لفرملة الهذيان المجنون في اشاعة الاراجيف والفوضى والتشكيك بكل ماهو جميل ونافع..!. انا لا استغرب من أي نقد موضوعي بنَّاء، ولست ضد مطالب مشروعة من اي نوع في اطار المعقول والنظام والقانون.. ولكنني استغرب من هذه الحملة الشعواء التي نتابعها هذه الأيام ضد كل ماهو معقول والمطالبة بما هو فوق المعقول، دون الاخذ بالحسبان بأن وطننا يواجه تحديات من العيار الثقيل وعلينا تحمل الاعباء والاصطفاف في مواجهتها، بدلاً من الهرولة في حالة من اللاوعي في مهاوي الشتات..!. ما يجري الآن لا ينبغي الصمت أمامه.. وعلى عقلاء الوطن من كل الاحزاب والانتماءات والفئات الاجتماعية.. ان يهبوا في خندق الصف الوطني..!. ما يجري الآن يشبه الفاجعة( الفاوست) امتطى البعض ظهر الشيطان.. وبسحر ساحر تطغي اهواء الجناة على الذات وعلى الوطن برمته.. يهدم ولا يعلم.. مصلوب على خشبة الماضي، ولا يرى في العصر آفاقاً وفضاءات.. ينتظر حريته وأحلامه من تجريدات اللاهوت..! ولكن كيف ..؟!.. لا ندري..!. يا سادة.. يا عقلاء.. قليل من الواقعية.. قليل من الاهتمام والانتباه لحاضر الوطن ومستقبله..!. استنهاض العقول الآن وليس غداً.. فالعقول مثل الفصول والمواسم حين تأتلق هي في صحوة العقل والمنطق كما الألوان في قوس السحاب..!. انها دعوة لعقلاء الوطن.. نريدها ان تخرجنا من أتون الظاهرة غير الصحية والهدامة التي طالما عشناها ونعيشها بمرارة في كل مناسبة وغير مناسبة، ومع كل محاولة للنهوض بمهام المرحلة.. والتي لا تتحقق ابداً بدون مشاركة الجميع بمسؤولية عالية.