كانت مدينة المخا في الماضي من أشهر المدن اليمنية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي لوجود مينائها التاريخي العريق الذي اشتهر بتصدير البن اليمني إلى أنحاء العالم، فقد كان ماضيها مزدهراً حيث كانت تمثل مركزاً تجارياً مهماً على الساحل الشرقي في البحر الأحمر وكان يوجد فيها عدد من القنصليات التجارية الأجنبية وعلى الرغم من مرور خمسين عاماً على انطلاق ثورة ال26 من سبتمبر عام 1962م التي قضت على الحكم الإمامي المتخلف.. وأكثر من 22 عاماً على إعادة وحدة الوطن اليمني أرضاً وإنساناً في 22 مايو 1990م إلا أن مدينة المخا لم تحظ بالاهتمام المطلوب، فقد تعاقبت عدة حكومات قبل الوحدة وبعدها وجميعها لم تلتفت إلى هذه المدينة ومينائها التاريخي الهام رغم كثرة الوعود التي كان يتم إطلاقها عند زيارة مسؤول كبير لها بأنه سيتم تحديث الميناء وإيلاء المدينة كل الاهتمام ولكن تلك الوعود كانت تتبخر في الهواء، فالميناء حتى اليوم لم يشهد أي تحديث أو تطوير ووضع المدينة في أسوأ حال رغم وجود محطة الكهرباء والمدينة السكنية الخاصة بالعاملين في المحطة وكذا مرور الطريق الساحلي فيها وقربها من وادي الملك ووادي يختل ووجود فيها شاطئ جميل وهو ما يجعلها من أهم المناطق السياحية الساحلية في محافظة تعز إلا أنه وللأسف الشديد لم يتم إعطاؤها ما تستحقه من الاهتمام حيث لا يوجد فيها أي مشروع سياحي كما أن أنواع الأسماك التي يتم استخراجها من شواطئ المخا تعد من أحسن الأنواع ورغم ذلك لايوجد أي اهتمام بهذا الجانب من حيث إنشاء ميناء للاصطياد ومصنع للثلج ومصنع لتعليب الأسماك وهي مشاريع استثمارية مربحة ستسهم في تشغيل الأيادي العاملة العاطلة. - وما من شك أن محافظ تعز الأخ شوقي أحمد هائل لديه أفكار نيرة وطموحات كبيرة في إحداث نقلة تنموية شاملة للنهوض بمحافظة تعز في مختلف المجالات، وما من شك أن لديه تصورات خاصة بالمناطق الساحلية «المخا ذباب المندب» وفي المقدمة المخا لما تمتلكه من المقومات الطبيعية التي تجعلها منطقة سياحية متميزة كما أن موقعها الجغرافي يؤهلها لأن تكون منطقة صناعية كونها تقع على الساحل الشرقي للبحر الأحمر وفيها ميناء إذا ما تم تحديثه وتطويره فسيصبح من أهم الموانئ اليمنية المصدرة للمنتجات الوطنية إلى الدول الأفريقية. من هذا المنطلق كنت أتمنى أن يتم إقامة مدينة حمد الطبية فيها وكذلك المدينة الرياضية وإنشاء مطار تعز الدولي في المفرق كنواة لمدينة المخا المستقبلية التي يجب تهيئتها لتكون عاصمة محافظة تعز مستقبلاً وذلك بوضع مخطط عمراني حديث يلبي طموحات إنشاء مدينة نموذجية حديثة على غرار مدينة أبو ظبي ومدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة الشقيقة. تظل هذه مجرد طموحات وأحلام ربما أنها بعيدة المنال لكن تحقيقها ليس بالشيء المستحيل فإذا توفرت الإرادة الصادقة والعزيمة القوية فليس هناك شيء اسمه مستحيل بمشيئة الله وتوفيقه. ولذلك أقول لمن سخروا من تصريحات المحافظ شوقي هائل التي قال فيها أنه يطمح إلى أن يجعل تعز مثل دبي حتى أن أحدهم كتب في صحيفة «أخبار اليوم» مقالاً بعنوان «قوارح شوقي هائل تصل دبي» سخر فيه من طموحات المحافظ وأمنياته بأن يرى تعزدبي أخرى. أقول لهؤلاء الشامتين والمتشائمين والذين لا يرون أبعد من أنوفهم ويريدون مصادرة حقنا في أن نطمح ونحلم بأن تكون بلدنا مثل بقية بلدان الجوار.. ألم تكن أبو ظبي ودبي مجرد صحراء ليس فيها سوى دار الإمارة ومجموعة عشش في الستينيات، ولكنهما أصبحتا اليوم من أجمل مدن العالم.. فما الخطأ أن نطمح ونحلم ،ألم يكن ما وصلت إليه اليوم أبو ظبي ودبي في ستينيات القرن الماضي مجرد طموحات وأحلام لدى القيادة الإماراتية ممثلة بالشيخ زايد بن سلطان رحمه الله وكذلك الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ،فلماذا يستكثر أولئك المحبطون علينا أحلامنا وطموحاتنا؟. رابط المقال على الفيس بوك