العليمي يشيد بجهود الأشقاء في المملكة من أجل خفض التصعيد في حضرموت والمهرة    لقاء في صنعاء يناقش مستجدات اتفاق تبادل الأسرى    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    عاجل: سلطة حضرموت المحلية تؤكد دعمها الكامل لقرارات المجلس الانتقالي الجنوبي    بالفيديو .. وزارة الداخلية تعلن دعمها الكامل لتحركات المجلس الانتقالي وتطالب الرئيس الزبيدي بإعلان دولة الجنوب العربي    الإعلامية مايا العبسي تعلن اعتزال تقديم برنامج "طائر السعيدة"    الصحفي والمناضل السياسي الراحل عبدالرحمن سيف إسماعيل    استثمار سعودي - أوروبي لتطوير حلول طويلة الأمد لتخزين الطاقة    ميسي يتربّع على قمة رياضيي القرن ال21    الأميّة المرورية.. خطر صامت يفتك بالطرق وأرواح الناس    باكستان تبرم صفقة أسلحة ب 4.6 مليار دولار مع قوات حفتر في ليبيا    الرياض: تحركات مليشيا الانتقالي تصعيد غير مبرر وتمت دون التنسيق معنا    ويتكوف يكشف موعد بدء المرحلة الثانية وحماس تحذر من خروقات إسرائيل    أرسنال يهزم كريستال بالاس بعد 16 ركلة ترجيح ويتأهل إلى نصف نهائي كأس الرابطة    تركيا تدق ناقوس الخطر.. 15 مليون مدمن    شرعية "الروم سيرفس": بيع الوطن بنظام التعهيد    ذا كريدل": اليمن ساحة "حرب باردة" بين الرياض وأبو ظبي    بيان بن دغر وأحزابه يلوّح بالتصعيد ضد الجنوب ويستحضر تاريخ السحل والقتل    الجنوب العربي: دولة تتشكل من رحم الواقع    حضرموت.. قتلى وجرحى جراء اشتباكات بين قوات عسكرية ومسلحين    نيجيريا.. قتلى وجرحى بانفجار "عبوة ناسفة" استهدفت جامع    سلامة قلبك يا حاشد    المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشير سنان يكرم الزملاء المصوّرين الصحفيين الذين شاركوا في تغطية بطولات كبرى أُقيمت في دولة قطر عام 2025    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    ذمار.. مقتل مواطن برصاص راجع إثر اشتباك عائلي مع نجله    النائب العام يأمر بالتحقيق في اكتشاف محطات تكرير مخالفة بالخشعة    الجزائر تفتتح مشوارها بأمم إفريقيا بفوز ساحق على السودان"    تعود لاكثر من 300 عام : اكتشاف قبور اثرية وتحديد هويتها في ذمار    ضبط محطات غير قانونية لتكرير المشتقات النفطية في الخشعة بحضرموت    مؤسسة الاتصالات تكرم أصحاب قصص النجاح من المعاقين ذوي الهمم    شباب عبس يتجاوز حسيني لحج في تجمع الحديدة وشباب البيضاء يتجاوز وحدة حضرموت في تجمع لودر    أبناء العمري وأسرة شهيد الواجب عبدالحكيم فاضل أحمد فريد العمري يشكرون رئيس انتقالي لحج على مواساته    الرئيس الزُبيدي: نثمن دور الإمارات التنموي والإنساني    مصلحة الجمارك تؤيد خطوات الرئيس الزُبيدي لإعلان دولة الجنوب    الدولار يتجه نحو أسوأ أداء سنوي له منذ أكثر من 20 عاما    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في مشروع سد حسان بمحافظة أبين    لملس يتفقد سير أعمال تأهيل مكتب التعليم الفني بالعاصمة عدن    الحديدة تدشن فعاليات جمعة رجب بلقاء موسع يجمع العلماء والقيادات    هيئة الزكاة تدشن برامج صحية واجتماعية جديدة في صعدة    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    رئيس مجلس الشورى يعزي في وفاة الدكتور "بامشموس"    دور الهيئة النسائية في ترسيخ قيم "جمعة رجب" وحماية المجتمع من طمس الهوية    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    تضامن حضرموت يواجه مساء اليوم النهضة العماني في كأس الخليج للأندية    اختتام دورة تدريبية لفرسان التنمية في مديريتي الملاجم وردمان في محافظة البيضاء    تونس تضرب أوغندا بثلاثية    إغلاق مطار سقطرى وإلغاء رحلة قادمة من أبوظبي    وفاة رئيس الأركان الليبي ومرافقيه في تحطم طائرة في أنقرة    البنك المركزي يوقف تراخيص فروع شركات صرافة بعدن ومأرب    الفواكه المجففة تمنح الطاقة والدفء في الشتاء    تكريم الفائزات ببطولة الرماية المفتوحة في صنعاء    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    مرض الفشل الكلوي (33)    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نافذون و تهريب وتاريخ مدفون..!!
مديريات الساحل: مَعبر الثراء ومسكن الفُقراء
نشر في الجمهورية يوم 26 - 03 - 2013

مديريات الساحل تقع إلى الغرب من مدينة تعز، على بعد مائة كيلومتر منها، وتعد أقرب نقطة ساحلية للمحافظة؛ تتربع على ساحل يمتد على البحر الأحمر يبدأ من الزهاري وحتى مضيق باب المندب و طول يقدر بمائة كيلو متر تقريباً، تطل من خلاله بحياء على العالم الخارجي بأطلال مدينة مطمورة و بقايا ميناء، وساحل مفتوح، ومضيق يحسدنا عليه العالم، كما تتوزعها قرى متناثرة لمديريات أربع هي: (المخا و ذو باب و الوازعية وموزع) و قوام السكان يربو على مائة وخمسين ألف نسمة، يخضع أغلبهم لفقر مدقع رغم امتلاكهم مساحة تمثل 40 % من إجمالي مساحة المحافظة.
بادية النسيان
باديات الساحل والساحل كله بادية، في قراها قصص تفوق الخيال، أناس توقف عندهم الوقت وتجمد التاريخ في مجاهيلها منذ زمن غابر، فأضحت أشبه بمتحف ضم في أرجائه الفسيحة كل تفاصيل الإنسان الأول، إلا أن مكوناته هم أناس حقيقيون وليسوا افتراضيين، بيوت أغلبيتها من قش لا ترد شمساً ولا تمنع مطراً ولا تحول دون برد, ولباسهم بالكاد يستر، وفرشهم الأرض ولحافهم السماء، لا شيء هناك يدل على الرفاهية ولا وجود لهذه المفردة في قاموسهم، فالبيوت والمطابخ وأسرة النوم مسميات لا علاقة لها بالأسماء، ومقتنيات البيت متناهية البساطة، فيما الماء يجلب من أماكن بعيدة وبشق الأنفس، ولا مخزون استراتيجي في البيوت سوى القناعة والثقة بالله الخالق، والنسيان مطبق بجناحيه على الجميع إلا القليل.
- قفر في عهد التحضر، وفقر في زمن التطور، وبدائية في كل شيء، والمدنية لم تزرهم ولو مرة و ربما هم لم يزوروها، وعربات الثراء المارة من على قراهم لتهريب ما لا يجوز لا تترك لهم سوى الغبار المتصاعد خلف دواليبها المسرعة..!!
- هناك النسيان و شظف العيش، و المعاناة سيد الموقف، بساطة إلى حد العوز، و فاقة إلى حد الهلاك، باختصار هناك الثالوث الرهيب: الفقر والجوع والمرض.
- هذه الطريقة القاسية في المعيشة طوعت الساكنين على القبول بالأمر الواقع وقتلت روح الطموح فلا أحد هناك يحلم بأكثر من كسرة خبز تمده بالبقاء، أو قطعة قماش تستر عورته، وقد لا تعمر حتى تحضر التي تنوبها وما عدا ذلك شيء كمالي بالنسبة لهم وفوق ما يحلمون..!!
- الطب هو الآخر سيد الغائبين فما كسر لا يجد ما يجبره، و المأساة قد تحل في بيت واحد، كل الأمراض حاضرة في المنطقة بكثافة كحضور كثبان رمالها، أبرزها: السرطان, الفشل الكلوي, الحالات النفسية, والإعاقات بأنواعها.
عمليات التهريب
- يظن المشاهد لأول وهلة أن سواحلنا محمية بعيون ساهرة، والحقيقة غير ذلك، صحيح أن المعسكرات متواجدة في المنطقة، وأن عيونها مفتوحة، إلا عن المهربين حيث فأمامهم تغفو عند مرور كل صفقة مشبوهة.
- فوق أوجاع البائسين تمرق قوافل العابرين إلى الثراء الفاحش غير المشروع والوطن يدفع من اقتصاده وصحة أبنائه وأحياناً من أرواحهم نزيفاً لا يندمل، وخللاً لا يعتدل، وكأن الواقع يقول بلسان الحال: لم يستيقظ رجال الوطن بعد - حتى الآن على الأقل - ليسووا وضعه ويعيدوا الأمور إلى نصابها.
وحتى البشر..!!
كل محذور وغير محذور مسموح له بالمرور ويحصل من التسهيلات ما لا يحصل عليه من يخضع للنظام والقانون في هذا البلد، الخمور والمخدرات والحشيش والسلاح، الأدوية والمبيدات الكيماوية والسجائر وقطع الغيار والدراجات النارية وحتى البشر.
- يقول( أ . ض . م) أحد سكان المنطقة الذين قابلناهم وطلبوا عدم ذكر أسمائهم: لو بدأنا الحديث عن تهريب البشر فهناك عصابات تهريب لأفارقة إلى السعودية يتم جلبهم إلى أحواش مقابل حوالات مالية يقبضونها لتوصيلهم إلى الحدود بسيارات تهريب، هذا بخلاف ما نشاهد من مجموعات تقطع الطريق سيراً على الأقدام.
- و يضيف: عصابة تهريب البشر تقوم بالتعامل مع من تهربهم بطريقة تتنافى مع أبسط القيم، كما تنفذ ضدهم ممارسات تعكس أبشع صور المعاملة من إهانات وضرب وتعذيب واغتصاب، إذا ما حاول أحدهم التهرب من دفع ما عليه أو ماطل أهله في تحويل تلك مبالغ.
- ويواصل قوله: في البحر والبر طرق سالكة للتهريب وما صعب تمريره من الطريق الرئيس فالممرات الفرعية كفيلة بتأمين نقله إلى مخازن البيع.
- وعن كيفية التهريب يقول: هناك قوارب مملوكة لمقاولين من المنطقة يتم الاتفاق بين تجار كبار داخل البلد وأصحاب هذه القوارب على توصيلها إلى البر ليقوموا هم بتوصيلها بطريقتهم ( ذكر عشرين اسماً من هؤلاء نحتفظ بأسمائهم)، وتمر هذه العملية بخطوات: يتم إرسال البضائع من بلد المنشأ (ترانزيت) عبر ميناء جيبوتي أو عبر سفن تهريب، ثم تقوم بنقلها قوارب كبيرة - خشبية أو فيبر جلاس - إلى قرب سواحل مديرية باب المندب وتصل حمولة القارب الواحد من 50 طناً إلى 300 طن، يتم بعد ذلك تفريغ الشحنة في عرض البحر إلى قوارب صغيرة ومنها إلى مواقع الإنزال في الساحل، وأشهر هذه المواقع موقعان (واحجة) و(الجديد).
- ويكمل ( أ . د . ن ) شاهد آخر: تؤخذ البضائع إلى أحواش كبيرة وبعد ذلك يتم ترحيلها إلى حيث يريد صاحب البضاعة (تعز أو الحديدة أو صنعاء أو صعدة). وعادة ما تتم هذه العمليات ليلاً.
- وقال ( د . م . ق ) شاهد ثالث: تم ضبط دينتين لممنوعات أواخر شهر ديسمبر بعد مداهمات لموقع الإنزال بواحجة واعتقل مالك (السنبوق) وهللنا بهذا العمل لكننا فؤجئنا بإطلاقه مع البضاعة من قبل أحد النافذين مقابل ستة ملايين ريال، واستطرد قائلاً: عائدات الميناء ما يقارب 60 مليون ريال شهرياً كانت تؤخذ كمخصصات لهؤلاء النافذين.
- الجهات المسؤولة عن حماية هذا الشريط الساحلي: اللواء 33 الذي تم استبداله مؤخراً باللواء35 ، القوات البحرية والدفاع الساحلي، اللواء 17 مشاة - وهذا اللواء تبدأ مسؤوليته من حدود باب المندب باتجاه منطقة خرز، لكن القوارب تقع تحت مراقبته قبل الوصول إلى مديرية باب المندب.. إدارة أمن مديرية باب المندب، إدارة أمن مديرية المخا.
دوافع التهريب
هناك عدة دوافع تجعل التهريب على أشده في المنطقة يمكننا إجمالها في الآتي: الطلب لأشياء ممنوعة كالخمور والمخدرات والحشيش و السلاح وبعض الأنواع من المبيدات الكيمياوية، ومنع بضائع مشروعة بسبب تضارب مصالح بين أصحاب النفوذ على سبيل المثال: عندما يشتهر مبيد كيمياوي مرخص يسعى بعض النافذين لاستخراج أمر لإدراجه في قائمة الممنوعات وإيجاد قائمة بديلة ليس لها جدوى، فيشتد طلب المزارعين على تلك السلعة كونها ذات جدوى، رغم ارتفاع ثمنها الأمر الذي يدفع التجار لتهريبها، و التهرب من دفع الجمارك: هو أيضاً من الدوافع التي تجعل بعض التجار يمارسون هذا الدور، بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه الألوية العسكرية في تسهيل التهريب.
ميناء بلا رصيف
من يجهل الدور الذي لعبه ميناء المخا عبر التاريخ يجهل التاريخ نفسه، فموقعه الاستراتيجي جعله محط أنظار الجميع بما في ذلك الغزاة، فقد كانت منفذاً بحرياً هاماً، يصدر البن والملابس وينقل الحجيج والبضائع إلى عهد قريب، واليوم باستثناء حركة كسولة في الميناء تنزل من خلالها أغنام صومالية، وتصدر شيئاً من شركة التجارة الخارجية لبيت هائل سعيد وبعض تجار الأغنام تبقى الميناء خاوية برصيف لا يؤهله للحركة النشيطة، وعمق لا يسمح للسفن الكبيرة بأن ترسو، ومن العجب العجاب أن ميناء المخا يتبع ميناء الحديدة إدارياً. . قابلت رئيس قسم الموارد البشرية في الميناء مختار أحمد ناجي القدسي فقال: يقتصر نشاط الميناء على استيراد البقر والأغنام من الصومال وجيبوتي، وبعض الصادرات كالبسكويت والألبان والزيوت، وبعض الملابس، كما توجد خزانات للزيت الخام لشركة بيت هائل وبعض الناقلات لشركات النفط التي يتم تفريغها في خزانات تابعة له، وتمنى أن يكون ميناء المخا ميناء دولياً نظراً لتاريخه العريق، ويرى أن من الأولويات سرعة إنجاز الرصيف وإضافة أرصفة جديدة وتعميق القناة الخاصة بدخول السفن، وإخراج الثكنات العسكرية من حرم الميناء، والاقتصار على الحراسات الضرورية فقط مثله مثل بقية الموانئ .
آثار ابتلعها الرمل
من الشارع الرسمي المرصوف للمخا يتبدى لك جامع الشاذلي التاريخي بمنارته الطويلة وشيء من قبابه من خلف تلال الرمل، وكأنه يستنجد من غرق ! . ليس وحده فقد سبقته للطمر أو استسلمت للاندثار معالم المدينة القديمة كلها.
- مدينة كانت عامرة بالمباني الأنيقة المبنية من الآجر والمحصنة بسورها الشهير.
الضوء القادم من الغرب
محطة المخا البخارية منذ عام 86 وهي تمد اليمن بالطاقة والضوء وتعد من المنجزات الهامة التي لها ارتباط مباشر بمصالح الناس، بثلاثة "تربينا" ورابع تحت الصيانة الشاملة، بخبرات يمنية 100 % و على وشك الدخول تحت الخدمة .
- يقول باجل جعفر الشميري نائب مدير المحطة: المحطة كغيرها من المحطات التي انتهى عمرها الافتراضي بعد عمر يزيد عن ربع قرن تحتاج لصيانة كاملة لبعض الوحدات والتربينات مع أنها صامدة وتعمل بشكل جيد بفضل حرص العاملين بالمحطة الذين يبذلون جهدا للحفاظ على بقائها.
- ووجه الشميري رسالة إلى وزير الكهرباء يقول فيها: المحطة بحاجة إلى كوادر فنية تم نقل معظم المهندسيين والفنيين حتى تكون مخرجاتها أكثر كفاءة. ويؤكد على ضرورة دعم المحطة مادياً ومعنوياً وبالأخص العنصر البشري الذي يحتاج إلى اهتمام وتدريب ليبدع ويستمر بالعطاء و رفدها بقطع الغيار لتجديد بعض المعدات التي انتهى عمرها و إنشاء خزانات للوقود لضمان المخزون الاستراتيجي، وأضاف: في مواسم الرياح الشديدة يصعب على نواقل الوقود الرسو في المواقع الخاصة بالتفريغ مما يضطرنا إلى تخفيض الأحمال على الوحدة أو إخراج بعضها عن الخدمة.
ملك السمك مخاوي
كونها ساحلية فطبيعي أن تكون منطقة صيد لمختلف الأنواع من الأسماك لكن ملك السمك (الديرك) يعد الأشهر بين أنواع الأسماك ثمناً ونوعية.
- يقول الصياد محمد أحمد قائد: نصطاد الديرك و الشروخ و الجحش والناقصة و البياض و الحبار و الزينوب، ويتم بيعها في مؤسسة المخا وتقوم بتصديره إلى الحديدة و حضرموت و إلى الخارج كالخليج والصين عبر شركات .
لكن أشهرها الديرك المخاوي الذي يسمى ملك السمك والشروخ . ويقول الصياد محمد عبده شاذلي: نواجه صعوبات جمة كضعف المعدات والجرافات التي تجرف الأحياء البحرية والشعاب المرجانية، كما نعاني من الزوارق الحربية الإرتيرية التي تطاردنا إلى حدودنا، ومن يلقى عليه القبض يتعرض للسجن والتعذيب لشهور ومصادرة القوارب، وشهدت الأيام الماضية عودة بعض الصيادين من هناك ولا نجد من يحمينا ومن يفقد في عرض البحر لا يجد من يبحث عنه كما أن الوكلاء في المؤسسة يتحكمون بالأسعار.
منطقة واعدة
إذا ما تجاوزنا الموقع الاستراتيجي للمنطقة كونها تطل على البحر الأحمر وتشرف على أهم مضايق العالم (باب المندب) الذي تمر منه ناقلات النفط حيث يقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر فيه في الاتجاهين، بأكثر من 21000 سفينة وناقلة سنوياً أي ما يعادل 57 رحلة يومياً، أي ما يعادل ثلث احتياج العالم من النفط، بالإضافة إلى المحطة البخارية المتقادمة والرصيف البحري الصغير, كما يمر عبرها الخط الساحلي الذي يربط غرب البلاد بشرقه، إذا ما تجاوزنا كل هذا فالمنطقة تستحق بجدارة أن تكون ميناء بحرياً وجوياً مميزاً إذا ما أعيد تأهيل الميناء و تم بناء مطار دولي هناك، وهي تمتلك أحسن ممر للرياح في العالم بحسب خبراء ما يؤهلها لإقامة مزارع من محطات إنتاج الطاقة بالرياح على طول الخط الممتد من مدينة المخا وحتى باب المندب، ستغطي حاجة اليمن من الكهرباء وتزيد، وقد بدأت بوادر هذا المشروع بتوقيع اليمن ممثلاً بوزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي في الخامس عشر من شهر فبراير للعام 2012 م مع الصندوق اليمني للإنماء على اتفاقية تمويلية للإسهام في مشروع محطة المخا لتوليد الكهرباء بالرياح بطاقة تصل إلى 60 ميجا وات وكلفة تقدر ب 65 مليون دولار، وأقر مجلس النواب القرض الخاص بتمويلها في العشرين من ديسمبر2012 م، ومقداره 65 مليون دولار كمساع عاجلة لتغطية الحاجة الملحة لها، وفي المنتصف من نفس الشهر وضع محافظ المحافظة حجر الأساس لمشروع محجر المخا البيطري الذي يتوقع منه أن يلعب دوراً بارزاً في تربية وتسمين الثروة الحيوانية.
محطة تحلية
- والأنظار تتجه إلى المخا لتلافي الجفاف الحاصل في الأحواض الجوفية لمحافظة تعز لمدها بالماء عبر محطة تحلية تبنى هناك، بالإضافة إلى كونها منطقة سياحية ستستهوي السياح من داخل الوطن وخارجه، إذا ما بنيت المرافق السياحية اللازمة لذلك لجلب السياح إلى مواقعه السياحية ك (الزهاري ووادي الملك) كما أن هناك إمكانية مشجعة لبناء سكة حديد موازية للخط الأسفلتي الذي يربط السواحل الغربية بالسواحل الشرقية من حرض حتى المهرة.. وليس ترفاً الموافقة على تشييد الجسر المعلق الذي سيربط بين آسيا وأفريقيا من أقرب نقطة التقاء بينهما جنوب البحر الأحمر في باب المندب حيث تبلغ المسافة بين ضفتي المضيق 30 كم من رأس منهالي في الساحل اليمني إلى رأس سيان في الساحل الجيبوتي مما يؤهله ليكون أطول جسر معلق في العالم ! و يتوقع إذا نفذ هذا المشروع العملاق أن يسهل المرور براً إلى جيبوتي ومنها إلى بقية دول القرن الأفريقي كأثيوبيا والصومال وكينيا كما سيزيد من حجم التبادل التجاري بين اليمن وجيرانه من الغرب، حيث كان قد طرح هذا الأمر للتداول في العام 2008 م بأنه ستبنى مدينة مشتركة بين الدولتين اليمن وجيبوتي في عرض البحر ستسمى مدينة النور ثم توقف الحديث عنه فجأة ! .
أودية سياحية جذابة
لم تعط السياحة من الاهتمام ما يكفي سوى محاولات خجولة للمجلس المحلي تمثلت بالبدء بكورنيش وقليل من العشش، على الساحل لم تكتمل ملامحه بعد، والعمل فيها متوقف مع أن الأودية والسواحل في المنطقة كثيرة وجميلة منها: الزهاري وعزلة الزهاري تتصل من الشمال بمديرية الخوخة في محافظة الحديدة، المشهورة بشواطئها الجميلة والنقية، وشواطئ مديرية الزهاري لا تقل جمالاً و نقاءً عنها حيث تضم عدداً من مواقع الشواطئ البحرية الطبيعية السياحية والقرى التقليدية الجميلة مثل: قرية يختل التي تضم عدداً من المساجد التاريخية القديمة وتحيط بها أشجار النخيل الباسقة بكثافة، والرويس: تبعد عن الشاطئ ( كيلومتر واحد ) تظللها أشجار النخيل الباسقة والأشجار المتشابكة، والكديحة وهو مصب واد زراعي غني بالفواكه والخضروات المتنوعة، وشاطئ سياحي جميل ونقي، وداي المُلك ويعد من أجمل الشواطئ السياحية الساحرة بجمالها ونقاء وصفاء مياهها، وجمال رمال شواطئها.
- هذه سواحل المخا أما أشهر سواحل باب المندب فهي خور الشوري، خور عزيرة، جبل الشيخ سعيد بن عطا الطيب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.