فيضانات مفاجئة الأيام المقبلة في عدة محافظات يمنية.. تحذير من الأمم المتحدة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    العميد باعوم: قوات دفاع شبوة تواصل مهامها العسكرية في الجبهات حماية للمحافظة    وكالة دولية: الزنداني رفض إدانة كل عمل إجرامي قام به تنظيم القاعدة    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    الشيخ الزنداني رفيق الثوار وإمام الدعاة (بورتريه)    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مديريات الساحل: مَعبر الثراء ومسكن الفُقراء
نافذون و تهريب وتاريخ مدفون..!!
نشر في الجمهورية يوم 26 - 03 - 2013

مديريات الساحل تقع إلى الغرب من مدينة تعز، على بعد مائة كيلومتر منها، وتعد أقرب نقطة ساحلية للمحافظة؛ تتربع على ساحل يمتد على البحر الأحمر يبدأ من الزهاري وحتى مضيق باب المندب و طول يقدر بمائة كيلو متر تقريباً، تطل من خلاله بحياء على العالم الخارجي بأطلال مدينة مطمورة و بقايا ميناء، وساحل مفتوح، ومضيق يحسدنا عليه العالم، كما تتوزعها قرى متناثرة لمديريات أربع هي: (المخا و ذو باب و الوازعية وموزع) و قوام السكان يربو على مائة وخمسين ألف نسمة، يخضع أغلبهم لفقر مدقع رغم امتلاكهم مساحة تمثل 40 % من إجمالي مساحة المحافظة.
بادية النسيان
باديات الساحل والساحل كله بادية، في قراها قصص تفوق الخيال، أناس توقف عندهم الوقت وتجمد التاريخ في مجاهيلها منذ زمن غابر، فأضحت أشبه بمتحف ضم في أرجائه الفسيحة كل تفاصيل الإنسان الأول، إلا أن مكوناته هم أناس حقيقيون وليسوا افتراضيين، بيوت أغلبيتها من قش لا ترد شمساً ولا تمنع مطراً ولا تحول دون برد, ولباسهم بالكاد يستر، وفرشهم الأرض ولحافهم السماء، لا شيء هناك يدل على الرفاهية ولا وجود لهذه المفردة في قاموسهم، فالبيوت والمطابخ وأسرة النوم مسميات لا علاقة لها بالأسماء، ومقتنيات البيت متناهية البساطة، فيما الماء يجلب من أماكن بعيدة وبشق الأنفس، ولا مخزون استراتيجي في البيوت سوى القناعة والثقة بالله الخالق، والنسيان مطبق بجناحيه على الجميع إلا القليل.
- قفر في عهد التحضر، وفقر في زمن التطور، وبدائية في كل شيء، والمدنية لم تزرهم ولو مرة و ربما هم لم يزوروها، وعربات الثراء المارة من على قراهم لتهريب ما لا يجوز لا تترك لهم سوى الغبار المتصاعد خلف دواليبها المسرعة..!!
- هناك النسيان و شظف العيش، و المعاناة سيد الموقف، بساطة إلى حد العوز، و فاقة إلى حد الهلاك، باختصار هناك الثالوث الرهيب: الفقر والجوع والمرض.
- هذه الطريقة القاسية في المعيشة طوعت الساكنين على القبول بالأمر الواقع وقتلت روح الطموح فلا أحد هناك يحلم بأكثر من كسرة خبز تمده بالبقاء، أو قطعة قماش تستر عورته، وقد لا تعمر حتى تحضر التي تنوبها وما عدا ذلك شيء كمالي بالنسبة لهم وفوق ما يحلمون..!!
- الطب هو الآخر سيد الغائبين فما كسر لا يجد ما يجبره، و المأساة قد تحل في بيت واحد، كل الأمراض حاضرة في المنطقة بكثافة كحضور كثبان رمالها، أبرزها: السرطان, الفشل الكلوي, الحالات النفسية, والإعاقات بأنواعها.
عمليات التهريب
- يظن المشاهد لأول وهلة أن سواحلنا محمية بعيون ساهرة، والحقيقة غير ذلك، صحيح أن المعسكرات متواجدة في المنطقة، وأن عيونها مفتوحة، إلا عن المهربين حيث فأمامهم تغفو عند مرور كل صفقة مشبوهة.
- فوق أوجاع البائسين تمرق قوافل العابرين إلى الثراء الفاحش غير المشروع والوطن يدفع من اقتصاده وصحة أبنائه وأحياناً من أرواحهم نزيفاً لا يندمل، وخللاً لا يعتدل، وكأن الواقع يقول بلسان الحال: لم يستيقظ رجال الوطن بعد - حتى الآن على الأقل - ليسووا وضعه ويعيدوا الأمور إلى نصابها.
وحتى البشر..!!
كل محذور وغير محذور مسموح له بالمرور ويحصل من التسهيلات ما لا يحصل عليه من يخضع للنظام والقانون في هذا البلد، الخمور والمخدرات والحشيش والسلاح، الأدوية والمبيدات الكيماوية والسجائر وقطع الغيار والدراجات النارية وحتى البشر.
- يقول( أ . ض . م) أحد سكان المنطقة الذين قابلناهم وطلبوا عدم ذكر أسمائهم: لو بدأنا الحديث عن تهريب البشر فهناك عصابات تهريب لأفارقة إلى السعودية يتم جلبهم إلى أحواش مقابل حوالات مالية يقبضونها لتوصيلهم إلى الحدود بسيارات تهريب، هذا بخلاف ما نشاهد من مجموعات تقطع الطريق سيراً على الأقدام.
- و يضيف: عصابة تهريب البشر تقوم بالتعامل مع من تهربهم بطريقة تتنافى مع أبسط القيم، كما تنفذ ضدهم ممارسات تعكس أبشع صور المعاملة من إهانات وضرب وتعذيب واغتصاب، إذا ما حاول أحدهم التهرب من دفع ما عليه أو ماطل أهله في تحويل تلك مبالغ.
- ويواصل قوله: في البحر والبر طرق سالكة للتهريب وما صعب تمريره من الطريق الرئيس فالممرات الفرعية كفيلة بتأمين نقله إلى مخازن البيع.
- وعن كيفية التهريب يقول: هناك قوارب مملوكة لمقاولين من المنطقة يتم الاتفاق بين تجار كبار داخل البلد وأصحاب هذه القوارب على توصيلها إلى البر ليقوموا هم بتوصيلها بطريقتهم ( ذكر عشرين اسماً من هؤلاء نحتفظ بأسمائهم)، وتمر هذه العملية بخطوات: يتم إرسال البضائع من بلد المنشأ (ترانزيت) عبر ميناء جيبوتي أو عبر سفن تهريب، ثم تقوم بنقلها قوارب كبيرة - خشبية أو فيبر جلاس - إلى قرب سواحل مديرية باب المندب وتصل حمولة القارب الواحد من 50 طناً إلى 300 طن، يتم بعد ذلك تفريغ الشحنة في عرض البحر إلى قوارب صغيرة ومنها إلى مواقع الإنزال في الساحل، وأشهر هذه المواقع موقعان (واحجة) و(الجديد).
- ويكمل ( أ . د . ن ) شاهد آخر: تؤخذ البضائع إلى أحواش كبيرة وبعد ذلك يتم ترحيلها إلى حيث يريد صاحب البضاعة (تعز أو الحديدة أو صنعاء أو صعدة). وعادة ما تتم هذه العمليات ليلاً.
- وقال ( د . م . ق ) شاهد ثالث: تم ضبط دينتين لممنوعات أواخر شهر ديسمبر بعد مداهمات لموقع الإنزال بواحجة واعتقل مالك (السنبوق) وهللنا بهذا العمل لكننا فؤجئنا بإطلاقه مع البضاعة من قبل أحد النافذين مقابل ستة ملايين ريال، واستطرد قائلاً: عائدات الميناء ما يقارب 60 مليون ريال شهرياً كانت تؤخذ كمخصصات لهؤلاء النافذين.
- الجهات المسؤولة عن حماية هذا الشريط الساحلي: اللواء 33 الذي تم استبداله مؤخراً باللواء35 ، القوات البحرية والدفاع الساحلي، اللواء 17 مشاة - وهذا اللواء تبدأ مسؤوليته من حدود باب المندب باتجاه منطقة خرز، لكن القوارب تقع تحت مراقبته قبل الوصول إلى مديرية باب المندب.. إدارة أمن مديرية باب المندب، إدارة أمن مديرية المخا.
دوافع التهريب
هناك عدة دوافع تجعل التهريب على أشده في المنطقة يمكننا إجمالها في الآتي: الطلب لأشياء ممنوعة كالخمور والمخدرات والحشيش و السلاح وبعض الأنواع من المبيدات الكيمياوية، ومنع بضائع مشروعة بسبب تضارب مصالح بين أصحاب النفوذ على سبيل المثال: عندما يشتهر مبيد كيمياوي مرخص يسعى بعض النافذين لاستخراج أمر لإدراجه في قائمة الممنوعات وإيجاد قائمة بديلة ليس لها جدوى، فيشتد طلب المزارعين على تلك السلعة كونها ذات جدوى، رغم ارتفاع ثمنها الأمر الذي يدفع التجار لتهريبها، و التهرب من دفع الجمارك: هو أيضاً من الدوافع التي تجعل بعض التجار يمارسون هذا الدور، بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه الألوية العسكرية في تسهيل التهريب.
ميناء بلا رصيف
من يجهل الدور الذي لعبه ميناء المخا عبر التاريخ يجهل التاريخ نفسه، فموقعه الاستراتيجي جعله محط أنظار الجميع بما في ذلك الغزاة، فقد كانت منفذاً بحرياً هاماً، يصدر البن والملابس وينقل الحجيج والبضائع إلى عهد قريب، واليوم باستثناء حركة كسولة في الميناء تنزل من خلالها أغنام صومالية، وتصدر شيئاً من شركة التجارة الخارجية لبيت هائل سعيد وبعض تجار الأغنام تبقى الميناء خاوية برصيف لا يؤهله للحركة النشيطة، وعمق لا يسمح للسفن الكبيرة بأن ترسو، ومن العجب العجاب أن ميناء المخا يتبع ميناء الحديدة إدارياً. . قابلت رئيس قسم الموارد البشرية في الميناء مختار أحمد ناجي القدسي فقال: يقتصر نشاط الميناء على استيراد البقر والأغنام من الصومال وجيبوتي، وبعض الصادرات كالبسكويت والألبان والزيوت، وبعض الملابس، كما توجد خزانات للزيت الخام لشركة بيت هائل وبعض الناقلات لشركات النفط التي يتم تفريغها في خزانات تابعة له، وتمنى أن يكون ميناء المخا ميناء دولياً نظراً لتاريخه العريق، ويرى أن من الأولويات سرعة إنجاز الرصيف وإضافة أرصفة جديدة وتعميق القناة الخاصة بدخول السفن، وإخراج الثكنات العسكرية من حرم الميناء، والاقتصار على الحراسات الضرورية فقط مثله مثل بقية الموانئ .
آثار ابتلعها الرمل
من الشارع الرسمي المرصوف للمخا يتبدى لك جامع الشاذلي التاريخي بمنارته الطويلة وشيء من قبابه من خلف تلال الرمل، وكأنه يستنجد من غرق ! . ليس وحده فقد سبقته للطمر أو استسلمت للاندثار معالم المدينة القديمة كلها.
- مدينة كانت عامرة بالمباني الأنيقة المبنية من الآجر والمحصنة بسورها الشهير.
الضوء القادم من الغرب
محطة المخا البخارية منذ عام 86 وهي تمد اليمن بالطاقة والضوء وتعد من المنجزات الهامة التي لها ارتباط مباشر بمصالح الناس، بثلاثة "تربينا" ورابع تحت الصيانة الشاملة، بخبرات يمنية 100 % و على وشك الدخول تحت الخدمة .
- يقول باجل جعفر الشميري نائب مدير المحطة: المحطة كغيرها من المحطات التي انتهى عمرها الافتراضي بعد عمر يزيد عن ربع قرن تحتاج لصيانة كاملة لبعض الوحدات والتربينات مع أنها صامدة وتعمل بشكل جيد بفضل حرص العاملين بالمحطة الذين يبذلون جهدا للحفاظ على بقائها.
- ووجه الشميري رسالة إلى وزير الكهرباء يقول فيها: المحطة بحاجة إلى كوادر فنية تم نقل معظم المهندسيين والفنيين حتى تكون مخرجاتها أكثر كفاءة. ويؤكد على ضرورة دعم المحطة مادياً ومعنوياً وبالأخص العنصر البشري الذي يحتاج إلى اهتمام وتدريب ليبدع ويستمر بالعطاء و رفدها بقطع الغيار لتجديد بعض المعدات التي انتهى عمرها و إنشاء خزانات للوقود لضمان المخزون الاستراتيجي، وأضاف: في مواسم الرياح الشديدة يصعب على نواقل الوقود الرسو في المواقع الخاصة بالتفريغ مما يضطرنا إلى تخفيض الأحمال على الوحدة أو إخراج بعضها عن الخدمة.
ملك السمك مخاوي
كونها ساحلية فطبيعي أن تكون منطقة صيد لمختلف الأنواع من الأسماك لكن ملك السمك (الديرك) يعد الأشهر بين أنواع الأسماك ثمناً ونوعية.
- يقول الصياد محمد أحمد قائد: نصطاد الديرك و الشروخ و الجحش والناقصة و البياض و الحبار و الزينوب، ويتم بيعها في مؤسسة المخا وتقوم بتصديره إلى الحديدة و حضرموت و إلى الخارج كالخليج والصين عبر شركات .
لكن أشهرها الديرك المخاوي الذي يسمى ملك السمك والشروخ . ويقول الصياد محمد عبده شاذلي: نواجه صعوبات جمة كضعف المعدات والجرافات التي تجرف الأحياء البحرية والشعاب المرجانية، كما نعاني من الزوارق الحربية الإرتيرية التي تطاردنا إلى حدودنا، ومن يلقى عليه القبض يتعرض للسجن والتعذيب لشهور ومصادرة القوارب، وشهدت الأيام الماضية عودة بعض الصيادين من هناك ولا نجد من يحمينا ومن يفقد في عرض البحر لا يجد من يبحث عنه كما أن الوكلاء في المؤسسة يتحكمون بالأسعار.
منطقة واعدة
إذا ما تجاوزنا الموقع الاستراتيجي للمنطقة كونها تطل على البحر الأحمر وتشرف على أهم مضايق العالم (باب المندب) الذي تمر منه ناقلات النفط حيث يقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر فيه في الاتجاهين، بأكثر من 21000 سفينة وناقلة سنوياً أي ما يعادل 57 رحلة يومياً، أي ما يعادل ثلث احتياج العالم من النفط، بالإضافة إلى المحطة البخارية المتقادمة والرصيف البحري الصغير, كما يمر عبرها الخط الساحلي الذي يربط غرب البلاد بشرقه، إذا ما تجاوزنا كل هذا فالمنطقة تستحق بجدارة أن تكون ميناء بحرياً وجوياً مميزاً إذا ما أعيد تأهيل الميناء و تم بناء مطار دولي هناك، وهي تمتلك أحسن ممر للرياح في العالم بحسب خبراء ما يؤهلها لإقامة مزارع من محطات إنتاج الطاقة بالرياح على طول الخط الممتد من مدينة المخا وحتى باب المندب، ستغطي حاجة اليمن من الكهرباء وتزيد، وقد بدأت بوادر هذا المشروع بتوقيع اليمن ممثلاً بوزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي في الخامس عشر من شهر فبراير للعام 2012 م مع الصندوق اليمني للإنماء على اتفاقية تمويلية للإسهام في مشروع محطة المخا لتوليد الكهرباء بالرياح بطاقة تصل إلى 60 ميجا وات وكلفة تقدر ب 65 مليون دولار، وأقر مجلس النواب القرض الخاص بتمويلها في العشرين من ديسمبر2012 م، ومقداره 65 مليون دولار كمساع عاجلة لتغطية الحاجة الملحة لها، وفي المنتصف من نفس الشهر وضع محافظ المحافظة حجر الأساس لمشروع محجر المخا البيطري الذي يتوقع منه أن يلعب دوراً بارزاً في تربية وتسمين الثروة الحيوانية.
محطة تحلية
- والأنظار تتجه إلى المخا لتلافي الجفاف الحاصل في الأحواض الجوفية لمحافظة تعز لمدها بالماء عبر محطة تحلية تبنى هناك، بالإضافة إلى كونها منطقة سياحية ستستهوي السياح من داخل الوطن وخارجه، إذا ما بنيت المرافق السياحية اللازمة لذلك لجلب السياح إلى مواقعه السياحية ك (الزهاري ووادي الملك) كما أن هناك إمكانية مشجعة لبناء سكة حديد موازية للخط الأسفلتي الذي يربط السواحل الغربية بالسواحل الشرقية من حرض حتى المهرة.. وليس ترفاً الموافقة على تشييد الجسر المعلق الذي سيربط بين آسيا وأفريقيا من أقرب نقطة التقاء بينهما جنوب البحر الأحمر في باب المندب حيث تبلغ المسافة بين ضفتي المضيق 30 كم من رأس منهالي في الساحل اليمني إلى رأس سيان في الساحل الجيبوتي مما يؤهله ليكون أطول جسر معلق في العالم ! و يتوقع إذا نفذ هذا المشروع العملاق أن يسهل المرور براً إلى جيبوتي ومنها إلى بقية دول القرن الأفريقي كأثيوبيا والصومال وكينيا كما سيزيد من حجم التبادل التجاري بين اليمن وجيرانه من الغرب، حيث كان قد طرح هذا الأمر للتداول في العام 2008 م بأنه ستبنى مدينة مشتركة بين الدولتين اليمن وجيبوتي في عرض البحر ستسمى مدينة النور ثم توقف الحديث عنه فجأة ! .
أودية سياحية جذابة
لم تعط السياحة من الاهتمام ما يكفي سوى محاولات خجولة للمجلس المحلي تمثلت بالبدء بكورنيش وقليل من العشش، على الساحل لم تكتمل ملامحه بعد، والعمل فيها متوقف مع أن الأودية والسواحل في المنطقة كثيرة وجميلة منها: الزهاري وعزلة الزهاري تتصل من الشمال بمديرية الخوخة في محافظة الحديدة، المشهورة بشواطئها الجميلة والنقية، وشواطئ مديرية الزهاري لا تقل جمالاً و نقاءً عنها حيث تضم عدداً من مواقع الشواطئ البحرية الطبيعية السياحية والقرى التقليدية الجميلة مثل: قرية يختل التي تضم عدداً من المساجد التاريخية القديمة وتحيط بها أشجار النخيل الباسقة بكثافة، والرويس: تبعد عن الشاطئ ( كيلومتر واحد ) تظللها أشجار النخيل الباسقة والأشجار المتشابكة، والكديحة وهو مصب واد زراعي غني بالفواكه والخضروات المتنوعة، وشاطئ سياحي جميل ونقي، وداي المُلك ويعد من أجمل الشواطئ السياحية الساحرة بجمالها ونقاء وصفاء مياهها، وجمال رمال شواطئها.
- هذه سواحل المخا أما أشهر سواحل باب المندب فهي خور الشوري، خور عزيرة، جبل الشيخ سعيد بن عطا الطيب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.