في لحظات كثيرة من التجلي الأليم يحدث بأننا كشعب منكوب كثيرا من نشغل تفكيرنا وتلا فيف أدمغتنا بمقارنات محرقة بيننا وبين شعوب ودول أخرى ,مجاورة أو بعيدة, اقل منا في الخيرات وأكثر منا في العطاء والبناء والضمير,,حينها فقط وبدون إنذار تنفجر فينا آهات أنين حبيسة مكبلة بقيود من لهب الألم يريد أن ينوح بأعلى غبنه ومعاناته,ليس على شيء سوى أننا ضيعنا كل الزمن الفائت سدى ومر بطوله وعرضه صراعات وخيبات ونحن مازلنا فقط عند نقطة انه لا يصح أن نرمي كيسا في الشارع ,ومازلنا بعد لم نتعلمها' رغم مرور خمسون عاما مضت وولت من عمر ثورة البناء, كما قالوا لنا وأوهمونا . ألا تشعرون معي الآن بنفس غصتي الكاتمة لأنفاس الروح والعالقة بطرف دمعات تنتظر مني أن أفرج عنها لتسحب بعدها قطيع وجع لذاكرة وطن ظل ومازال كسيحا؟ دعوني فقد أفكر بصوت مسموع ولا أنوي تحريضا ضد احد بقدر ما هو تنفيسا عن قهر نشعره جميعا ونكتشفه كلما نظر احدنا لعيون الآخر وحجم بؤسه لكننا نتحاشى هذا الشعور خوفا من الانهزام والبكاء المرير. نتساءل بحسرة ماذا كان حينها دورنا كشعب يعيش غريبا في وطنه بينما الفاسدون يهيمون فيه تلطيخا وتخلفا؟فنرجع بالذاكرة للوراء ونجيب:كنا فقط مشغولين بنفخ الأسياد حتى صاروا اكبر من الوطن وتسيدوا علينا وظلمونا وسحبونا إلى الخلف آلاف الأميال, ونحن السبب،كنا نفرح بشدة ونصفق ببلاهه لانجازات ليست بشيء أمام ما يفترض أن ينجزونه ,وكانوا هم بدورهم يكملون بأنيننا براويزهم الناقصة أمام الغير. فيا لتعاستنا حينما أدركنا أننا عشنا خمسين عاما خارج إطار الحياة و الزمن الذي تعيشه دول غيرنا ، لم نتطور ولم نتمدن ولم نعش بكرامة بل تعسكرنا,تبندقنا, تقبيلنا, تعصبنا,تعادينا, تمنطقنا الجهل في العقول والبدائية في السلوكيات وكنا (حمران) عيون مبهررين شرسين قبحاء, ولا ندري كيف غيبونا عن الوعي وجعلونا نصدق بأننا أحسن ناس، لم يعلمونا تذوق جماليات الحياة وصرنا ينقصنا الذوق وحسن المعشر وجمال الروح, أصبحنا (جلفين) غلاظ بسببهم اكثر من اللازم، وإلا فأين ناطحات السحاب وأين مسرح الفنون والسينما والأوبرا وصالات الموسيقى؟ أين حصص الرسم والفنون والغناء ؟أين الإحساس بحب الحياة؟لا شيء سوى القبح والهمجية وسوء الذوق. نفتش حولنا لنجد وحشة المكان وغربة الوجوه وفقر وعوز وحرمان صرنا نقتاته كأسلوب حياة أجبرنا عليه ولم نعرف سواه. فيا لبؤسنا كيف ضاعت سنوات عجاف وعجاف ونحن مازلنا واقفون عند السنابل اليابسات,,ويا لوجعنا متى يحين أوانها لتغدوا سنابل خضراء مفعمة بحب الحياة؟ وكم من الزمن يلزمنا حتى نزيح غصص النواح وقطرات الألم ومعاناة مازلت تتحشرج في حلوقنا وأكبادنا ومآقينا؟كم يا ترى؟ رابط المقال على الفيس بوك