فهد علي البرشاء في كآبة الكون اللأمتناهية وأحزانه الموجعة التي تشق عميقا في الحنايا.. تنسيني ابتسامتك ذلك الهم الجاثم على صدر الزمان وترتسم على شفتاي ابتسامة تذيب تلك الأحزان ..فأدرك أنك أنت والزمان خصمان وندان شتان أن يشبه أحدهم الآخر أو أن يصبح أحدكم الآخر..
فأنت بلسم يضمد الجراح , ونسيم يشفي العليل وابتسامة تذيب الآلام.. وهو نتاج لما نصنعه نحن بني الإنسان.. وحينما أجدني قد وقعت في حبائل الكون المرير وأوجاعه اللأمتناهية,ويستبد بي الالم,وتذرف أحداقي الدمعات أتجه صوبك لأتخلص مما علق بي وأميط عن محياي عبوس الزمان وأنهي إقامته الجبرية بداخلي ..
ولهذا فأنا لا أخاف من وجع وأحزان ومشاكل الحياة التي نصنعها نحن لانك باختصار من ستخلصني منها مهما بلغ حجمها ووجعها في دواخلي !! ولاتظن أني حين أقول هذا أكون مبالغا أو مادحا أو مازحا , بل تلك حقيقة أدركها أنا وحدي وأعيشها أنا وحدي..
وأستشعر عظمتها وجمالها ولذتها أنا وحدي لان نظرتي لك أنت دون تلك النظرات وإحساسي تجاهك وبأهمية وجودك في عالمي لا يشبهه أو يضاهيه إحساس, ويكمن ذلك التميز في كونك تستطيع أن تشق غياهب ذاتي وتبحر عميقا بين ثنايا روحي ستكشف ما يعتمل فيها وتنقب عن ذلك الوجع والحزن الذي توغل عميقا وأحدث جرحا غائرا تنكيه لحظات الذكرى والبؤس التي تحيط بعالمي..
أجد كل هذا بمجرد أن أنظر إلى ذلك الثغر الباسم وتلك العينين المشعتين بالأمل والبراءة وذلك المحياء الذي تحتويه الطفولة وتلك الكلمات العفوية التلقائية البسيطة الغير مصطنعة التي تبع من جوفك بصدق وبراءة رغم إنها تتخبط في خروجها وتتلعثم حينما تنبلج من تلك الحنجرة التي لم تعرف ولن تعرف (غصص الألم ) طالما والأمل يسابقها ويحيط بها ..
حينها تذوب تلك الأوجاع وتتبدد تلك الأحزان وتقف الكلمات حائرة في منتصف الطريق أتكمل رحلة الشكر إلى ذلك الطهر أم تعبر عنه بصمت أقرب إلى البلاغة التي تحمل الكثير من المعاني الصادقة في كلماتنا المصطنعة والتي نتفنن في صياغتها وتخلوا من مضامين الحقيقة ومعايير الإنسانية الصادقة التي تبخرت في عالم المصالح والمكايدات وتلاشت بين من يبحث عن الحقيقة ومن يركض خلف السراب..