حظيت القرارات الرئاسية الأخيرة التي أصدرها الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، والخاصة بإعادة هيكلة الجيش والقوات المسلحة، بارتياح شعبي كبير، وتأييد إقليمي ودولي غير مسبوق. حيث رحب شباب الثورة ومعهم حشود غفيرة من أبناء الشعب اليمني، الذين خرجوا بمسيرات دعماً وتأييداً لهذه القرارات.. بهذه القرارات والتي وصفت بالتاريخية والشجاعة، في تاريخ اليمن الحديث، لأنها ولأول مرة ستعيد للمؤسسة العسكرية هيبتها ودورها المبدئي الذي وجدت من أجله وهو خدمة الوطن وحماية الثورة والجمهورية ومكتسباتهما، والدفاع عن سيادة الوطن، بعد أن غيبت هذه المؤسسة زمناً طويلاً، وسخرت فقط لخدمة الفرد والعائلة، وحماية النظام. فهذه القرارات الجريئة والحاسمة جاءت في الوقت المناسب، لتزيل عوامل التذمر والإحباط التي سادت قلوب الكثيرين.. وتزيح عن كاهلهم أعباء التوتر والاحتقانات وتلطف الأجواء السياسية الملبدة بالتوجس والحذر من القادم والغد المجهول. ولأول مرة أشاهد مناظر الفرحة والابتسامة تعلو شفاه المواطنين والكل يتحدث عن الرئيس ويشيد بحنكته وحكمته.. في الشوارع والأماكن والقرى، وفي حافلات الركاب. أحدهم يصف هذا اليوم أي 19 ديسمبر، بأنه عيد للجيش، وآخر يقول: هذا يوم يذكرني بقرارات الرئيس الشهيد طيب الذكر إبراهيم الحمدي حين أعلن ثورة التصحيح في مؤسسات الدولة وخاصة الجيش. وثالث يقول: هذه القرارات هي المسمار الأخير الذي يدق في نعش نظام الأسرة والعائلة في داخل اليمن وخارجه.. الكل تغمرهم مشاعر الفرحة والابتهاج وهم يرون أحلامهم التي خرجوا ثائرين من أجلها قد بدأت تتحقق.. وحلم الدولة المدنية يقترب أكثر فأكثر. لقد ظلت المؤسسة العسكرية والأمنية لعقود ثلاثة خارج نطاق تغطية الشعب وخدمة الوطن وكانت حكراً على أسرة أو قبيلة، تديرها شبكة مصالح نفعية.. واليوم بهذه القرارات استعاد الشعب ثقته، وأعيد الاعتبار للمؤسسة العسكرية ولثورة 26 سبتمبر والتي من أهم أهدافها “بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها” بل واستعاد الشعب أمله بإرادة التغيير.. وكل هذا بفضل الثورة الشبابية وشهدائها الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم رخيصة من أجل هذا الوطن.. ومن أجل هذه اللحظات التي نعيشها بفرح وابتهاج أكثر بأن القادم سيكون أجمل.. فلتهنأ أرواح الشهداء ولتنم قريرة الأعين. وهذه القرارات وإن كانت إيجابية وشجاعة إلا إنها خطوة أولى في الطريق الصحيح.. ويجب أن تليها خطوات إضافية نحو استعادة الدولة وبناء المؤسسات وأن لا تتعثر أقدامنا عند هذه الخطوة، وما النقاط العشرون التي رفعتها أحزاب اللقاء المشترك للأخ الرئيس إلا عوامل مساعدة ومهيئة لأجواء الحوار الوطني والدخول فيه بتوافق وانسجام، لنتمكن من وضع أقدامنا في الطريق الصحيح، ونبدأ مشوار البناء.. وما هذه القرارات إلا مفتاح الدخول للدولة المدنية. إذن، هي قرارات مهمة وضرورية باتجاه هيكلة الجيش وتوحيده على أسس ومعايير وطنية وعلمية، حتى ننتقل من مرحلة تعدد الولاءات والتعصب لأسرة أو طائفة في الجيش إلى جيش وطني لا يكون ولاؤه إلا لليمن أولاً وأخيراً. رابط المقال على الفيس بوك