المرافق الخدمية الخاصة في بلادنا ليست أكثر من موضة وفشخرة لديها قدرة خارقة على الكسب السريع..!! المدارس الخاصة مثلاً هي مكان يزج الآباء فيها بأبنائهم ليقال أنهم يدرسون في مدارس خاصة، ولا يهتم بعدها الآباء والأمهات بالمستوى الحقيقي ولا التحصيل العلمي لأبنائهم..!! ولكن حين تلتقي الأمهات في جلسات التفرطة يبدأن في التباهي “ ابني بيدرس في مدرسة خاصة، وكل درجاته ستين من ستين..؟؟!!” هذا الطفل هو الذي لا يستطيع أن يفرق بين الباء والنون، ولا بين علامتي الجمع والطرح، وهو يدرس في مدرسة خاااصة أي مدرسة تجارية.. اليوم أطفالنا يجلسون في قاعات الامتحانات النصفية، وفي رؤوسهم هواء، وكلمات متقاطعة حفظوها بسبب التكرار لا الفهم، كتبت ذات معاناة وقلت ياوزارة التربية والتعليم، قومي بكبسة على إحدى المدارس الخاصة وانظري مايفعلون، في المدارس الخاصة يعطى الأطفال الاختبارات مقدماً ليستذكروها قبل الاختبار على شكل ملخصات، ومع ذلك حين يأتي طالب ويسقط في الاختبار سقوطاً مهما كان مدوياً فإنه مع ذلك وبقدرة قادر عليم ينتقل إلى المستوى التالي..!! وهذا لأنه يدفع والمدرسة ليس لديها استعداد أن تخسر زبوناً بسبب تسع وأربعين درجة فقط. التعليم في اليمن يمر بأخطر مراحله ابتداء بالمناهج المغفلة مروراً بالمدارس الخاصة والمعلم الذي لايفقه من المنهج شيئاً وبحاجة ماسة إلى التأهيل والتدريب وتحسين وضعه المادي، في المدارس الخاصة التي تكسب الملايين وتعطي معلميها الفتات، وبنصاب حصص يصل إلى ثلاثة أضعاف أحياناً مقارنة بمعلمي المدارس الحكومية، كل هذه الإشكاليات يجب أن تسارع الجهات المختصة بحلها، نحتاج فعلاً إلى رقابة فيما يخص المدارس الخاصة خاصة التي تشبه دكاكين التنباك، والنجاح بنسبة مائة في المائة ، في هذه المدارس يضع مائة علامة استفهام أمام وزارة التربية والتعليم ، وحول المدرسة إن كانت هناك رقابة حقيقية، ووعي بأهمية مستوى التعليم النوعي الذي تقدمه هذه المدارس لأطفالنا، فكون طفلي يحصل على درجة نهائية وأنا أعلم أن لديه مشكلة في ضبط الحروف أو في أي اساسيات العملي التعليمة هذا لا يجعلني سعيدة بل يصيبني بالإحباط والشعور بالذنب، لأني أعرف أن هذا غش وتدمير لمستقبل طفلي، المغالطة في هذا الأمر لن يتضرر منها أحد سوى الطفل نفسه ومستقبل هذا البلد الذي هو في الواقع على كف عفريت مخزن بقات صوتي..؟ وقائع كثيرة فيما يخص التعليم الخاص أعايشها يومياً، فهذه قريبتي التي الحقت طفلها في مدرسة خاصة لمدة عامين، وفي العام الثالث اضطرت إلى نقله إلى مدرسة حكومية لتكتشف أن طفلها لا يزال مستواه في الأول الإبتدائي، لأنه لا يستطيع أن يميز بين الألف والباء. لست هنا لأقول إن المدارس الحكومية أفضل من هذه المدارس الخاصة ولكن مايميز الحكومية أنها لاتعطي نجاحاً لطالب استحق الفشل بجدارة. بالنسبة لي اعتبر التعليم هو حجر الأساس الذي يجب أن نبدأ بإصلاحه ولو لم يكن من حكومة الوفاق شيء سوى النظر إلى هذا الأمر بالجدية والاهتمام الذي يستحقه لغفر لها كثير من عيوبها، التعليم ياخلق الله التعليم نحن نذهب بأطفالنا إلى المدارس لكي نستهلك عقولهم وذكاءهم الفطري، غير هذا لا فائدة..وزدنا على طيننا بلة وعممنا المدارس الخاصة التي لا رقابة لها ولا ضمير، حتى لو كان ضميراً مستتراً تقديره اتقوا الله في هذا الوطن وفي هؤلاء الأبرياء.. سأسرد لكم ختاماً موقفاً لطالما سردته وأنا أكتب عن التعليم هو سؤال سالني إياه سياف ، الطالب الذي كان يومها في الصف الثامن، وهو في لجنة اختبار آخر العام حيث سألني بأدب جم “ يا أستاذة الراء والألف بيتلاصقوا..؟؟ أجبته يومها وأنا أشتاط غضباً وغيظاً: لا..لا يا سياف لو تلاصقوا الكلمة اللي ستنتج عن تلاصقهما ستكون بنت حرام مش بنت شريعة..” هذه الحكاية تلخص مأساة المدارس الخاصة لو كانت وزارة التربية والتعليم تفقه شيئاً.. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك