لم تكد الطائرة تقلع ونستوي على مقاعدنا نتناول الوجبة الخفيفة ونرشف بعض القهوة حتى ارتفع صوت قائد الطائرة طالباً ربط الأحزمة وتعديل المقاعد استعداداً للهبوط.. إنها بضع مئات من الكيلومترات تفصل العاصمة الرياض عن مدينة البحر والتجارة والسياحة (جدة).. وبينما كانت الطائرة تتهادى فوق أجواء جدة، بدت هذه المدينة تمتد في البحر الأحمر كاللسان الذي ينطق بحاضر مشرق..! حططنا رحالنا وفي المطار، كان في استقبالنا الزميل محمد حمدي من العلاقات الخارجية لوزارة الثقافة والإعلام بالمملكة.. ومن ثم انطلق بنا السائق المالكي الذي قال لنا إن المسافة حتى المدينة ومكان إقامتنا لا تزيد عن ساعة.. الوقت قبيل العشاء.. وحدة الحرارة منكسرة وثمة رطوبة الى حدٍ ما كما هو مناخ جدة. في الصباح توجهنا ميممين شطر إذاعة البرنامج الثاني، وجدنا مديرة الإذاعة الزميلة دلال عزيز ضياء بانتظارنا وقد نضدت امامها مجموعة براشورات ومراجع عن مسيرة هذه الإذاعة ومشوارها في الخدمة الإعلامية المسموعة، وتحدثت إلينا بالتفصيل عن الإذاعة.. أكبرت اهتمام هذه المرأة وعلمت أننا في حضرة خبيرة بهذا المجال.. دار الحديث الودي حول الإذاعات ووسائل الإعلام والصحافة عموماً، ودورها في خدمة الدولة والمجتمع.. حديث استمر خلال ارتشاف القهوة السعودية المعطرة بالهيل.. بعد ذلك اتجهنا لزيارة صحيفة (عكاظ) واستقبلنا رئيس التحرير محمد فرج التونسي واستمعنا الى شرح عن نشاط الصحيفة ومشاريعها المستقبلية وجرى الحديث حول أهمية التكامل الإعلامي بين الصحف اليمنية والسعودية والارتقاء به الى مستوى مواجهة التحديات. وبعد انتهاء برنامج ذات اليوم خرجنا بجولة مسائية في أرجاء مدينة جدة.. المدينة السعودية بشوارعها ومبانيها، حدائقها وشواطئها التي تمتد حولها وكأنها حزام ذهبي على خصر فتاة في ربيعها..! وعلى منطقة الكورنيش الذي يمتد 100 كيلومتر على شاطئ البحر الأحمر حيث المتنفس للعائلات السعودية وللسياح، واصلنا جولتنا، وكانت لحظات جميلة يحس فيها المرء بتجديد نشاطه وحيويته..! جدة.. هي أكبر المدن السعودية بعد الرياض، وهي الميناء البحري الرئيسي على البحر الأحمر، وبوابة الحرمين الشريفين جواً وبحراً بالنسبة لمعظم الحجاج والمعتمرين والزوار..! وهذه المدينة التجارية والصناعية النشطة يزيد نطاقها العمراني عن (1200) كلم2 وعدد سكانها يتجاوز مليوني نسمة، وهي كثيرة العمران والمعالم الحضارية وتنتشر في ساحاتها وحدائقها الأشكال الجمالية الى درجة أنها تعد من أهم الأماكن السياحية في المملكة..ومن أهم معالمها نافورة الملك فهد التي تقع داخل مياه البحر الأحمر على مقربة من الشاطئ، حيث تنطلق منها المياه الى ارتفاع (260) متراً، ويبدو منظرها في الليل جميلاً على شكل هالة ممتعة من الأضواء الملونة الساحرة. في جدة أيضاً جامعة الملك عبدالعزيز، ومطار الملك عبدالعزيز، وميناء جدة الإسلامي. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك