أقصى حدود العبث والروح العدمية هذا الذي نشاهده اليوم من تحلل من كل الالتزامات الأخلاقية والدينية والانسانية .. التهويش اللفظي والحركي، ذر الرماد على العيون هروباً من الحقيقة ، أسلوب لم يعد مجدياً من بعض ( المخوفاتيه ) الذين يجب أن يدركوا تماماً بأنه لم يعد هناك مجال للصنمية ، أو تقديس الأشخاص .. فالقداسة هي لله وحده لا شريك له ، وللقرآن الكريم ، والسنة النبوية .. أما البشر فيظلون قاصرين ولا يصلون إلى مستوى الكمال ، إنهم هدف للنقد الموضوعي والبناء .. وكما لم تفلح أساليب التهميش والتهويش في الماضي فإنها في الوضع الحالي أكثر فشلاً .. بل إنها أصبحت مرفوضة بأعلى صوت أياً كان المهوش الذي ينتهجها ... مثل هذا الأسلوب الخاطىء الذي يتبعه البعض لمحاولة الحد من شجاعة وجرأة الآخر في التعبير عن رأيه ، والحد من ثقته بذاته ، ما هو الا استحضار لما تبقى من نهج ديكتاتوري متخلف .. الذي يحاول أن يضفي على نفسه طابع القداسة ، واعتبار أن ما يوجه اليه أو يشخص فيه من نقد أو تحليل تطاول على قداسته في حين يدعي زوراً وبهتاناً أنه يحترم ( القيم و الأخلاق والمبادىء وحرية التعبير ) في تناقض مع ذاته حينما يمارس أساليب شتى من الانكفاء على الذات والتهرب من استحقاقات الآخر ، بل إنه يلجأ الى تركيز الصلاحيات في قبضته ، والايقاع بين القيادات الإدارية بحثاً عن ثغرات وشروخ لاستنزاف الإمكانات ، أو إقصاء الآخر .. إنها أساليب المعتوهين، والغريب أن تمارس هذه التصرفات الخاطئة في زمن التغيير..مجدداً تجد نفسك محتاراً أمام شخوص على هذه الشاكلة تحاول أن تقنعك بأنها ملائكة هبطت من سابع سماء في حين تمارس طقوس الشيطان ..مدرسة متخلفة في الإدارة تقوم على التطفيش ، واسقاط ما يعانونه من مركبات النقص ونقاط الضعف على الآخرين ..بينما يكشف الواقع يومياً الانطفاء التدريجي لبريقهم المزيف ليظهر ذلك الصدأ والحقد المتراكم منذ سنين. التهويش من أجل التكويش صار واضحاً ، شكل من أشكال البلطجة التي لا تعبر سوى عن عجز في استيعاب الواقع وتقديم الحلول للناس بما يوحدهم ، ويحول دون تفرقهم ،في الوقت الذي أصبح الجميع يعلم ويعرف ويقول .. فالتهويش يظل تهويشاً ولن يغير الحقيقة مهما حاول المهوش أن يغطي أخطاءه ( بالبهرره ) لن يثني ذلك صاحب الحق من انتزاع حقه والسير بثقة مستمدة من قوة المنطق ، ورصانة التعبير بإصرار لا يتراجع على أن الحقيقة لا يمكن أن تخفيها خفافيش قبلت على نفسها أن ترفع شعار ( مشي حالك ) ماضية بهوسها وخطابها المتشنج نحو مصير مجهول .