يلعب الاعلام دورا هاما في التأثير على المستهلك من حيث تشكيل الثقافة الاستهلاكية ، وتوعيته بما يوفر له الحماية من الغش ، والاحتكار ، والتلاعب بالأسعار .. كما يوفر له الحماية الصحية من حيث جودة المنتج ، فترة الصلاحية ، والمكونات .. واذ تتنوع السلع المعروضة للمستهلك (أغذية ، أدوية ، آلات ومعدات ، خدمات .... الخ) فإن مظاهر الحماية التي يوفرها الاعلام للمستهلكين تتنوع بتنوع ذلك الكم الهائل من السلع والمنتجات التي غالبا ما تمارس الشركات التجارية أساليب مختلفة من الترويج والتسويق قد لا تخلو من الخداع والتضليل الاعلاني وعبر وسائل الاعلام نفسها .. الامر الذي يتطلب من وسائل الاعلام والعاملين في حقل التثقيف والتوعية والاتصال الاعلامي المواءمة بين دور الاعلام في حماية المستهلك وبين متطلبات الاعلانات التجارية التي توفر قدرا كبيرا من الموارد للمؤسسات الاعلامية ، وبالتالي يجب أن لا تطغى الاعلانات التجارية على مصداقية الرسالة الاعلامية الموجهة للمستهلكين والحيلولة دون وقوعهم في فخ التضليل الاعلاني الذي قد يلحق بهم أضرارا صحية واقتصادية . . اذ لا يمكن أن نسمح بأن تتحول أجهزة الاعلام الى شريك في غش وتضليل المستهلكين ، مسئوليتنا كمواطنين قبل أن نكون اعلاميين تفرض علينا الانحياز للمستهلك الذي كثيرا ما عانى ويعاني من الآثار السلبية للأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وما نتج عنها من تزايد معدلات الفقر والبطالة وارتفاع الاسعار، الى جانب تدهور الأوضاع الصحية والبيئية التي أضرت بالفرد والمجتمع.. ووفقا للحقوق التي أكدها القانون رقم ( 46 ) لسنة 2008 الخاص بحماية المستهلك والتي تلتقي مع حقوق المستهلك كما نصت عليها المنظمة الدولية للمستهلكين .. تمارس وسائل الإعلام بأشكالها المختلفة (المرئية والمسموعة والمقروءة) دوراً مزدوجا في التثقيف والتوعية وكشف الحقائق من جهه .. وفي كونه نافذة لنقل هموم المستهلكين وآرائهم ، احتياجاتهم الى المسؤولين في مختلف أجهزة الدولة ، الشركات المنتجة والتجار والوسطاء وكل من له علاقة مباشرة أو غير مباشرة من جهة أخرى ، بما يحفظ للمستهلكين حقوقهم ويجنبهم مخاطر ما قد يتعرضون له من الغش والخداع والتضليل.. ويندرج ضمن ذلك توعية المستهلك بأهمية التدقيق في مواصفات وصلاحيات السلع والبضائع التي يشتريها والخدمات التي يحصل عليها ، وتأكيد حقوقه على البائع والمسوق بما في ذلك اشهار الاسعار ، وتدوين تاريخ الانتاج والانتهاء ومدة الصلاحية بوضوح ،مع ضرورة ابلاغ الجهات المختصة بأي مخالفات .. ان حق توفير المعلومة الصحيحة ، وحرية النفاذ اليها هي أيضا من الحقوق الأساسيه للمستهلك والتي من واجب الاعلام التوعية بها وبأهمية جعلها سهلة المنال .. ولابد للاعلام أن يرسخ ثقافة تشمل كافة فئات المجتمع وتؤدي الى احساس مشترك بأن حماية المستهلك مسئولية الجميع . وبالنظر الى معطيات الواقع الاعلامي الاستهلاكي الراهن.فإن تفعيل دور الاعلام في هذا المجال يتطلب الآتي : 1 - اقامة تحالف بين وسائل الاعلام الرسمية والخاصة والحزبية ، ومنظمات المجتمع المدني ذات العلاقة وفي مقدمتها جمعية حماية المستهلك ، والجهات الحكومية يتضمن ذلك التحالف تنظيم حملات المناصرة وفعاليات الدعم لثقافة المستهلك ، وجعل قضايا حقوق المستهلك قضايا حية في الاعلام اليمني عموما وفي نشاط مختلف منظمات المجتمع المدني ، والمؤسسات الحكومية المعنية باعتبار حماية المستهلك مهمة الجميع .. مع وضع الخطط والبرامج الموجهة لتعديل أنماط الاستهلاك بما يخدم الفرد والمجتمع . 2 - دراسة الاولويات في ثقافة المستهلك اليمني ، ووضع الخطط والبرامج الاعلامية التي تؤثر في سلوكه بما يحقق عقلنة وترشيد السلوك الاستهلاكي. 3 - منع بث أو نشر الاعلانات التجارية القائمة على الخداع ، والغش ، والتضليل ، أو المبالغة الى الحد الذي لا يعكس المواصفات ومقاييس الجودة المحددة. 4 - وضع برامج تدريبية ، تأهيلية للكوادر الاعلامية مكرسة لتنمية مهاراتهم في مجال ثقافة المستهلك ، وبما يفعل دور أجهزة الاعلام والصحافه في التوعيه نحو ثقافة استهلاكية ايجابية. 5 - تشجيع الاعلاميين على التخصص في مجال الاعلام الاستهلاكي ، والقائم على الالمام بالحد المناسب من المعرفة بالعلوم المرتبط به مثل علوم ( الاقتصاد، الادارة ، التسويق ، الصحة ، الغذاء ، الدواء ) بالاضافة الى أنماط التسوق والاستهلاك ، والمتغيرات التي تحكم سلوك المستهلك في الظروف العادية ، وفي المناسبات والاعياد . 6 - تنمية دور الرسالة الاعلامية المدعمة برأي وارشادات المختصين في مجال الادوية ، والغذاء ، الصحة العامة ، القوانين والانظمة والاجراءات التي توفر الحماية القانونية والقضائية للمستهلك . 7 - التناول الاعلامي المحايد ، النزيه ، الشفاف .. القائم على التخصص هو الاسلوب الامثل لتمكين الاعلام كوسائل وأشخاص وأنظمة واجراءات من تحقيق أهدافه في التوعية وتحسين اتجاهات سلوك الجمهور المستهدف وتعديل أنماط الاستهلاك والشراء والاستخدام . 8 - تعزيز الدور الاعلام في حماية المستهلك لابد من اتباع المنهجية العلمية التي تقوم على تحديد المشكلة أو القضية الاستهلاكية ، جمع وتحليل البيانات والمعلومات من قبل اخصائيين مؤهلين، استخلاص النتائج ونشرها عبر وسائل الاعلام المتاحة .. ومن ثم المتابعة والتقييم ، قياس ردود الفعل وتحديد ما تحقق من منافع . 9 - الاهتمام بتنمية دور الاعلام الالكتروني في حماية المستهلك نظرا للدور الكبير لهذا النوع الحديث من الاعلام المؤثر في اتجاهات المستهلكين بما يتيحه يوميا وعلى مدار الساعة من الاطلاع على آخر التطورات في أسعار السلع والخدمات ، ومن امكانات التسوق والشراء عبر شبكة الانترنت .. وفي هذا الاتجاه نرى أن يتم الآتي : •تنظيم وتنفيذ دورات تدريبية نوعية ، وورش عمل متخصصة للكوادر الاعلامية تكرس لتنمية مهاراتهم التخصصية في التوعية والتثقيف بحقوق وواجبات المستهلك. •تشجيع عمل مواقع احترافية تخصصية على شبكة الانترنت تهتم بسلوك وثقافة الاستهلاك . •تطوير الموقع الالكتروني الحالي لجمعية حماية المستهلك وجعله أكثر تفاعلاً واحترافية .. •رصد جوائز مالية تشجيعية ، وشهادات تقدير( لأفضل الاعلاميين ، والصحفيين ، لأفضل عمل اعلامي صحفي ، لأفضل كاريكاتير ، لأفضل مؤسسة اعلامية صحفية ، موقع اليكتروني) سنويا يتم توزيع هذه الجوائز والشهادات في فعالية الاحتفال باليوم العالمي للمستهلك . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك