الحديث عن الأحلام هو الحديث عن تلك المساحة الشاسعة والعميقة في حياتنا ، فالحلم جزء من الحياة، والحياة نبضها الواقع مهما كانت حلكته ، والحلم كالهواء لا نستطيع أن نَلمَسهُ، لذا ندع الاحتمالات تؤطره فإما أن يندثر في واقع قاحل أو يظل حلما مقيداً لا يتجاوز المخيلة أو يُترجم إلى واقع ملموس . • في هذا الزمن باتت الأحلام شائكة واقرب ما تكون كفخٍ الوقوع فيه أسهل بكثير من الخروج منه ، كأن يكون لديك حلم في أن تتقاسمَ وجعكَ مع “أحدٍ” كرغيف الخبر ..أن تحمل معظمه لينام ال “أحدُ ” بلا ثقل فيطير ويرمي لك حبلاً كي تصل لأعلى أحلامِه ولكن .. بعض الأحلام مجرد حبر على ورق ! • أو أن يكون لديك حلم بأن يطوقك الفرح كطيف يعقب زخات المطر ، فتسمع للابتسامة صوتاً يدوي في خوالج الروح، ولكن تتفاجئ بحضور الابتسامة ك زيف من خزعبلات أمل ،وتشعر أن هيستيرية الضحك مجرد دراما مسرحها نفاق جمهورها ورق أيضا ! • وفي زمن كهذا لطالما تفشت الأحلام بوطن ومنفى، فكم نحن بحاجة لأوطان لحرياتنا ومنافي لها أيضا، بعد أن طاردنا السؤال (أين موطنك) وخنقتنا الإجابة (وطني وطأني) ! • أحلامنا الوردية هي المساحة اليانعة والجميلة في عبق الأحلام، ولذا فهي وردية .. مؤخراً بدت لي بثوب يلائم عمري بعد ان كانت بمقاس الطفولة ثم كبرت إلى مقاس المراهقة وهاهي الآن تشبهني ! فباتت اقرب أحلامي أن اقْلِق فم الحُزن فلا يبقى لُه صَوت ولاحس يُثِير ، وأغَلِّف القلوبَ بِألوانِ الجَمَالِ فتُشع للفرح منابر من نور .. ولكن يد الحُزن طولى! • رغم الانكسارات والنكبات في عالم تؤثثه الأحلام، إلا أنها تظل مخبوءة في بقاع الروح كما لو كانت حياتنا الجميلة التي لم نعشها بعد، لذا لا بد أن نؤمن بأن لَنا قُلوباً لاَ تنام ..ستبقى تَنبض .. على أرصفة الحزن تقاوم ..تَبحثُ عَن جَوازٍ سَفرٍ إلى مُدنِ الأملْ ..حَيثُ الحُرية ، حتَى لوَ أَشتَدَ أَلمنَا بِ صَريرُ الوَجع ..سَ تبقَى قُلوبناَ تَحلم ولو كانت أحلاماً شائكة ... رابط المقال على الفيس بوك