أخبريني عن مطرك المتصاعد للأعلى .. وصحرائك الممتدة من خاصرتي لأقصى دمعةٍ سقطت للتو بمحرابك .. عن سرّ أوجاعك المتراكمة .. عن دهشتك اليتيمة وهي ترتبك في مسافات الأمان ..عن طفولتك المرصودة برصاصة طائشة .. عن الأوباش وهم يؤثثون الفجيعة بكوارث . أخبريني عن « صنعاء» كيف ترينها وهي تشي بسحابات كرومك فلا يقطفها انتظارك .. عن شوارعها المكتظّة بالبارود ..عن دهاليزها الموشومة بمساحيق الأرصدة ..عن حضارتها الذابلة في أحضان الكآبة .. عن بلادتها في سطور الجريدة .. عن حزنها الملفوف بقطعة حرير مُغمّس بشعوذة الثعابين .. عن قهقهات عتاولة التقاسم والمؤلفة قلوبهم بقدر صبواتهم المترنحة على جداول اليباس . أخبريني عن يفاعة «عدن» وصِباها الجامح وهو يترجم نصف حكاية ..عن كهولتها الشاهقة حدّ الخذلان ..عن مصيرها كيف سيكون والرياح تزأر في نافذة نسائمها الرابضة بين زنادٍ وطعنة! أخبريني عن الليل وهو يسافر في التماع وعود الأمان ولا يعود .. عن الغسق وهو يلملم ثوب خيباتك من جديد ..عن البدايات للالتفاف على أقدارك ..عن المتاهات وهي تؤرخك .. عن الأزمات وهي ترسم في سهولك وجبالك نعي المحبة وهتك المواثيق..عن الصلوات وهي تتبلّد في شفة السؤال المرّ يفضح حقيقة المتآمرين ..عن السماوات وهي تبارك حتفك. .. عن الأرض وهي تميد تحت قدميّ لهبك ..عن الأرصفة وهي تتحاشى الوثوب خشيةً من أجندة الموقنين بسذاجة وعيك .. عن أضواء المبادرات وهي تلاحق أنفاسك المصوّبة بإتقان نحو المجهول . أخبريني عن بُحّة الإستقرار وهو يصرخ في طلاسم الأفاعي.. كيف ستعبر بك الهواجس وهي تحيل نزفكِ إلى طائرٍ دون جناحين! عن القرارات تهوّم النار فتذكي أبجدية التوهان في سماء العتمة لتتدلى قوافل الصرير على عتبة دمارك. أخبريني عن حلمك يسقط للأعلى يترنح في أجنّةّ السحاب فتتوارى أمكنة الضوء ويغرق الغيم في نصف قصيدة . أخبريني عن “ الوفاق” يؤثث المدى لآخر نهدةٍ عالقةٍ في الضلوع يذرف شجناً سخياً في قارورة الأرجوانة الثكلى بأحجية المنافي ! أخبريني عن “المؤتمر” متى سيدرك أن انقطاعه عنكِ لن يرمم فتق التياعه في منصّة التذمر المصفود في قارعة التلاشي ! واخبريني أيّهم أقرب لطين قداستك .. وأيّ الفريقين يكتبكِ وعداً حقيقياً يؤرّخ زهوكِ في مهرجان الأوطان .. وأيّهم مازال يراود مضجعك بشماتةٍ أنكى .. ووجع لا ينتهي إلا بسحق آخر زهرةٍ روتها دماء شبابك .. ذات رصيفٍ يدهسه العابرون إلى منصّة الخذلان ! . [email protected]