حين تسري الهواجس في قائمة الرصد العلنيّ لمشاريع الخيبة .. يركض مجداف التشظّي بين مدٍّ من طموحٍ غير مشروع وجزرٍ من قهقهات عيال الخديعة .. وإحباطات طالع الأفق المسكون بالعتمةْ . وحين تمضي حناجر الوطن معلنة عن ضُحاها تستشرف المدى وما تخبئّه نهارات الغيم المثقل بالأحلام والإشتعالات المغروسة برحم النجوى.. وتختلس الضوء لتسكن حقيقته الرابضة على عتبة الصمت .. حينها تدرك المسافة قدَر المسافر في الخيبة والأسى .. يخصف أوراق العمر علّه ينأى بذاته عن وحشة الدرب .. وما تحمله الآكام من فجيعة وما تلوكه طيور الشؤم من نداءات الحرب وتلفيقات الزمن . ولعل المسافة في مدها وجزرها وهي ترقب الآتي على أفيائها .. تستذكر من مروا على ذاكرة أشيائها ومقدار ما حملوا بوجدانهم من زادٍ وحداء .. علّ زمناً سيأتي لا يحتفي بذاكرة المُعلّبة نفوسهم وهم يقطنون في دائرة العتمة .. واللهفة العابثة . فما الذي يجبرنا على تلاوة الماضي في زمن الحلم ! وما الذي يدعونا أن نستنسخ أوجاعنا وهي مشنوقة في محراب الذاكرة السوداء ! وما الجدوى من مستقبلٍ لم ولن نستشرف كنُهه وهو غيبٌ تحمله الهواجس المُضنية في القائمة العليلة وهي تُسبّح بحمد مزهوّ بخيمته المهترئة في حقيقة التأريخ العصيّ وهو يؤبجد الخريف العربيّ في دمعة الثكالى .. ويمنح عيال النطيحة والمتردية وما أكل الرصيف من أحلام الشباب المُثقل بالهمّ الإنسانيّ في زمن الأراجيح .. والمناطيد المزركشة وفق لون سماء وأرض القابعين على فوهة الإنكسار . وأما وطني الغارق في أحلام مستقبلٍ مجهول ليس له مني سوى حاضر أعيش لحظته بكل تفاصيلها الصامتة ضجراً .. والمشتعلة بؤساً في حقيقة الرؤى .. وذاك سنة حياة تعطي بقدر ما تأخذ وتبقى المسافة على أرجوحة الزمن الحر والعبد معاً . [email protected]