ألحظ بوادر حرب ضروس بدأت تطفو على سطح المشهد السياسي ,بطلها مراكز النفوذ القديم ,وسيلتها البعض من زملاء المهنة ,وغايتها واضحة ولاتحتاج إلى الكثير من الجهد لسبر أغوارها : سلق سمعة وزير المالية وتجريده من صورته الناصعة البياض ...مهما كلف الثمن ! نفس القوى ونفس الوجوه التي ظلت لأكثر من ثلاثة عقود تتصدر واجهات الصحافة كبلدوزرات امتصاص وتفيد للمال العام ,وعبث وتسخير اعتباطي لمقدرات الشعب في خدمة أطماعها النفعية ,ومصالحها الانتهازية الأنانية الضيقة ,هي من يدير اليوم المعركة السياسية والإعلامية ضد وزير المالية صخر الوجيه ,ويحشد لهذه المعركة حشد من المرتزقة والأبواق لتشويه سمعة الرجل ,وطمس حضوره الوردي كوزير نظيف من أذهان الناس ضمن مشروع لا أخلاقي بدأت رائحته تصعد إلى السطح قبل أشهر معدودة ويستهدف “شيطنة” كل من يقفون عقبة أمام النزوة المتحكمة في نفوس قوى العبث والتغول الاستنزافي النفعي العابث والمدمر لاستكمال مسيرة استنزاف مقدرات الوطن .. وهي قوى باتت معروفة ومكشوفة أمام الجميع ..قبل نحو عام استلم صخر الوجيه وزارة المالية كممثل عن المجلس الوطني لقوى الثورة ضمن اتفاق تقاسم الحقائب الوزارية فيما بين الفرقاء ,لا أدري حقيقة لم وقع الاختيار على الوجيه ومن الذي طرح الفكرة على طاولة المجلس الوطني ,ولم أكن يوماً مهتماً للأمر ,بيد أن شغفي اليوم لمعرفة صاحب الفكرة ينطلق من رغبة عارمة في إزجائه الامتنان والشكر، على اعتبار أن البعد الوطني لذالكم الاختيار يتجلى يوماً بعد يوم في أداء صخر الوجيه وطريقة إدارته لشؤون وزارته. وبالنسبة لي يكفي أن أتمعن في مصدر الحملة الشعواء ضد الوجيه لأعرف كم صار مزعجاً لمراكز الفيد والسطو والعبث ,وقوى النفوذ التي اعتاشت ولازالت حتى اليوم تعتاش على النهب والفساد والاستنزاف المنظم لثروات الوطن ومقدراته !. لم يغادر الوجيه هاجسي منذ نحو ثلاثة أيام ,وذلك عندما صادفت صورته محشورة وسط كومة من السطور المدلسة والمضللة على واجهات إحدى الصحف التي لا أقرأها عادة ,الأمر الذي ولدّ لديّ رغبة في التقيؤ ؛فهنالك مقالات صحفية عندما تقرأها تجتاحك رغبة في التقيؤ لأسباب غير مجهولة ,وهناك صحافة لاتفعل شيئاً في الواقع أكثر من منحك حافزاً طارئاً لاستجماع حنقك والصراخ بكل قدراتك الصوتية :تباً لمن سمح ومول وأنشأ وحرر وكتب وطبع ووزع هذا النوع من الصحف ! تباً لمن يرتضي قوت أطفاله وحشو بطونهم بفضلات الأطعمة على حساب سمعة الآخرين ,ونزاهة الآخرين ,ووطنية الآخرين ! تباً لكل من يقبل الاصطفاف خلف اليافطات القذرة وضداً على قناعاته الشخصية لالشيء ؛إلا لكي يسترزق ويظفر بمزيد من الحضور الذاتي لدى مراكز الكرع ,والضخ .. والدفع المسبق ..عموماً لا أظن أن تلك الهجمة الضارية على الرغم من قساوتها ووحشيتها على قدر من الإيلام ،بحيث تتمكن من دفع الوجيه للرضوخ والاستسلام .. لقد راهنت على جلده ذات يوم وها إنني أؤكد مجدداً على رهاني ....وبيننا الأيام ! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك