لدى الكثيرين يقين راسخ بان الحوار كان ومازال وسيظل يمثل أرقى مستويات الألق والنصر الثوري الذي يصنع العدالة ويمثل روح الثورة وعدالة قضيتها وهو تجسيد حقيقي أيضاً لآلية تحقيق أهدافها على الأرض فالثورة شرارة تنطلق وتتعاظم لتتحول إلى بركان يجرف كل مخلفات الماضي البغيض وفي المقدمة الظلم والفساد اللذان شكلا سبب انطلاق شرارة الثورة الأولى وليأتي الحوار كمحصلة طبيعية لنضالات وتضحيات بذلت في سبيل التغيير والخلاص وضوءاً مشعاً يرسم طريقاً واضحة لبناء المستقبل المليء بنور العدالة والمساواة المرتكزة على قاعدة احترام النظام والقانون واحترام أدمية الإنسان في وطنه. كل هذه التجليات والأهداف النبيلة تتجلى وتتحقق فعلياً فقط بالحوار بعيداً عن العنف والتعصب بين أناس يتقاسمون العيش والحب للأرض التي تحتويهم والسماء التي تظلهم وبالرغم من اختلافاتهم الفكرية والأيدلوجية إلا أنهم يدركون أن الخلاص من كل بؤر التمزق والتناحر لا تتحقق إلا بالحوار باعتباره قيمة إنسانية وحضارية لا يمكن تجاهلها كأساس قوي لبناء المستقبل الذي يحقق الأمان والكرامة للجميع كبارا وصغار. من أجل هذا كل اليمنيين يتطلعون بشوق لالتئام مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي تفصلنا عنة أيام قلائل ويعلق علية الجميع آمالاً وأحلاماً لمستقبل مشرق لا تتسع لوصفه الكتب والمجلدات لاسيما وقد ذاق اليمنيين مرارة الصراع ومآسي العنف خلال الفترة الماضية والتي قدمت فيها قرابين من الدماء الزكية والتضحيات الكبيرة من أجل حياة أفضل تتحقق فيها أحلام اليمنيين.. و لا غرابة أن نجد هذا الحماس وهذه اللهفة لدى الناس في الشارع اليمني لانطلاق أول مؤتمر حوار وطني شامل في تاريخ اليمن الحديث ارتكز على أسس سليمة ومساواة بين مختلف القوى السياسية الفاعلة وحتى المهمشة التي ظلت لسنوات خارج نطاق الفعالية وبمشاركة الشباب والشابات ومختلف منظمات المجتمع المدني وبإرادة سياسية و شعبية كبيرة ودعم عربي وإقليمي لم يتحقق بهذا الحجم على مدى تاريخ اليمن المعاصر خاصة في ظل وجود تحديات كبيرة تواجه بلادنا في المرحلة الحالية. لهذا اليوم الأطراف السياسية اليمنية تمثل أمامها مسئولية كبيرة بل وعظيمة ودقيقة لجعل الحوار الوطني طوق النجاة لإخراج البلد من أتون مستقبل قد يكون أكثر من مظلم لا قدر الله وعليها أن تدرك بان الحوار الوطني هو الفرصة الأخيرة أمام اليمنيين ليحموا أنفسهم وأطفالهم من النفق المظلم إذا أضاعوا هذه الفرصة التي لن تتوفر بهذا الشكل وعلى المواطن البسيط في الريف أو المدينة وكل شرائح المجتمع أن يدركوا ان مسئولية إنجاح الحوار تقع عليهم أيضاً بل هم الأساس قبل الأطراف السياسية والأجهزة الأمنية والأطراف الدولية لأننا جميعاً نبحث عن الاستقرار والحياة الكريمة ومستقبل آمن مزدهر لنا ولأولادنا وهذا المستقبل على بعد خطوات بسيطة وينتظر فقط إرادة وعزيمة اليمنيين لصناعة الفجر القادم بإذن الله تعالى. رابط المقال على الفيس بوك