يقف اليمنيون في انتظار ما سيخرج به مؤتمر الحوار الوطني القادم، على أمل أن يضع فيه حكماء اليمن زبدة أفكارهم وخلاصة تجاربهم للخروج بالوطن من المشاكل التي تعيق عملية التنمية والاستقرار والنماء فيه حيث أصبح من الضرورة أن يتم الإعداد الجيد لفعاليات المؤتمر والتنسيق بين مختلف القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها من الأطراف التي ستشارك في الحوار الوطني، بما يحقق الأهداف المرجوة من هذا المؤتمر الذي أصبح محط أنظار الداخل والخارج؛ على اعتبار أنه محطة فاصلة في تاريخ اليمنيين، بعد معاناة عاشوها ليحقق أبناء الوطن ما يصبون إليه من أمن ورخاء واستقرار في شتى مناحي الحياة. وفي هذا الصدد رصدت (الجمهورية) آراء عدد من الأكاديميين والسياسيين والمهتمين بمحافظة حجة، الذين تحدثوا عن أهمية مؤتمر الحوار الوطني، وماهي تطلعات أبناء المحافظة من هذا المؤتمر الذي سيقف أمام كافة القضايا الوطنية الشائكة ليضع الحلول الأخيرة المتفق عليها من الجميع والتي ستضع حداً لها ليبدأ أبناء الشعب مرحلة البناء لليمن الجديد.. الدكتور إبراهيم الشامي أمين عام لجنة الحوار الوطني بالمحافظة” اعتبر مؤتمر الحوار الوطني ضرورة وطنية ملحة للخروج بالبلاد من أزماته التي يعيشها، كما أنه في فرصة لجميع اليمنيين في الداخل والخارج لأن يساهموا بصورة كبيرة في إزاحة الوجه المظلم عن الشعب، مشيراً إلى أننا اليوم ننتظر بأن نحقق مستقبلاً حافلاً بالخير مبنياً على العدل والمساواة، وأن عهد الإقصاء والتهميش قد ولى، وزمن الشراكة نحو البناء والتنمية لابد أن يؤمن به الجميع، داعياً كافة القوى السياسية للدخول إلى مؤتمر الحوار الوطني وكلهم على قلب رجل واحد وضد العبث بخيرات وأمن واستقرار الوطن، مؤكداً بأن كل من تلطخت أيديهم بدماء الشهداء لامجال لمشاركتهم في المؤتمر، كما أن مشاريع العنف والإرهاب قد عفا عليها الزمن ولاينبغي السماح لمن يحملون هذه الأفكار بالقرب من مؤتمر للحوار لا للقتال. على الضياني سكرتير أول الحزب الاشتراكي من جانبه اعتبر مؤتمر الحوار الطريق الصحيح الذي يسلكه اليمنيون بعد الثورة التي قادها الشباب ولايمكن حل القضايا إلا بالحوار، الذي هو أساس حل كل القضايا وعلى وجه الخصوص القضية الجنوبية التي أوصلنا إليها النظام المخلوع وما رافقها من سلبيات، وكذا مناقشة القضايا الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من القضايا الملحة كالحد من الفقر والبطالة، مشيراً إلى أنه لابد أن يشارك فيه كل أطياف الشعب اليمني ومكوناته السياسية وبالذات شباب الثورة الذي نؤكد أن يتم تمثيل كافة ساحات الثورة بالتساوي، فلايجوز تمثيل ساحة دون أخرى، ويجب على لجنة التواصل أن تستبعد كل من شارك في قتل شباب الثورة أو اعتدى على ممتلكات الناس أو نهب المال العام أو عليه قضايا فساد لأنه لايجوز إشراكهم في الحوار لما سبق، مطالباً المشاركين في المؤتمر بأن يقدموا الحلول المناسبة للعيش إخوة متحابين في أمن وسلام ورخاء، وأن يتم إعطاء كل ذي حق حقه خاصة أبناء المناطق الجنوبية الذين حرموا من وظائفهم أو نهبت أموالهم، وأن يتم تعويضهم التعويض العادل، إلى جانب العمل على وضع الأطر المناسبة لتوحيد الجيش والأمن تحت مؤسسة موحدة تحت قيادة واحدة يكون رئيس الجمهورية قائداً عاماً لها.. الأكاديمي بجامعة حجة الدكتور. عبدالله حيدر قال: إن أهمية مؤتمر الحوار تنبع من حاجة الوطن له، والوضع الذي وصل إليه الوطن الغالي الذي عانى ومازال من التشرذم والتمزق والصراع والخراب والدمار، مشيراً إلى أن كل تلك القضايا سيمثل أمامها المؤتمر وستمثل ركيزة أساسية في مناقشتها للقضايا على الماضي البئيس، مضيفاً بأن المؤتمر يُعد انطلاقة قوية للسير في عملية التغيير وتجنيب اليمن مخاطر العنف والإرهاب، وكذا الخروج بتصورات جديرة ببناء دولة مدنية حديثة ينشدها كل اليمنيين. ووجه الدكتور حيدر رسالة للمشاركين في المؤتمر القادم للحوار الوطني مفادها بأنه لابديل للحوار إلا الانتحار بمشاريع متفرقة تخدم مصالح ضيقة شخصية كانت أو حزبية ستذهب باليمن إلى المجهول لاسمح الله لذا كان لزاماً على المتحاورين أن يدركوا أنهم أمام قضية وطن لا قضية فرد أو حزب أو جماعة، وأن يكونوا عند مستوى المسئولية أمام الله والشعب الذي ينتظر منهم تحقيق طموحاته وآماله.. المحامي علي المطري منسق فريق منظمة هود بحجة، شارك معنا بالقول: عقد مؤتمر للحوار الوطني هو أحد الآليات التي تضمنتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ويعلق اليمنيون عليه آمالاً كبيرة في الخروج بالبلاد من الحالة التي تعيشها وسيكون ذلك إن شاء الله، غير أن نجاح هذا المؤتمر مرهون بتوفير عدد من الضمانات، والتي منها استكمال كافة الخطوات الممهدة لأرضية الحوار وعلى رأسها استكمال هيكلة الجيش والأمن وإزاحة كافة المتورطين في قتل المتظاهرين عن المراكز التي يشغلونها في مؤسسات الدولة المختلفة ووضع آلية للحوار يتفق عليها جميع الأطراف الداخلة في الحوار قبل البدء فيه لتكون مرجعاً يحكم مؤتمر الحوار الوطني ويلتزم به جميع الأطراف في حال تباين وجهات النظر، وهذه أهم ضمانة لنجاح المؤتمر، ومنوهاً إلى أنه ينبغي تمثيل كافة الفئات والشرائح الممثلة للشعب بما فيهم الجماعات المسلحة بعد أن تلقي سلاحها وتلتزم الحوار وسيلة لحل كافة الخلافات والمشاكل على الساحة اليمنية. يحيى القفيلي رئيس مجلس منسقية الثورة بحجة: يعتبر فرصة عظيمة لتوحيد الصف اليمني والرؤى بين اليمنيين ولإعادة صياغة الدستور ونظام الحكم في اليمن بحيث تتوافق عليه كل القوى السياسية، وتتحقق من خلاله أهداف الثورة الشعبية الشبابية ويعزز وحدة الصف اليمني وما نؤكد عليه أن يكون الحوار شاملاً لكل القوى والمكونات والمحافظات وألا يستثني أحداً، وأن يكون للثوار النصيب الأوفر من حيث المشاركة وتقديم الرؤى كونهم من بدأ مسيرة التغيير ومن حملوا هم بناء المستقبل المشرق لليمن، متمنين للمؤتمر النجاح في مهامه. علي سنحان مدير عام مكتب وكالة سبأ بالمحافظة: خطوة إن كتب لها التوفيق فستخطو بالبلاد إلى الأمام في ظل هذه الأوضاع الراهنة باعتبار أن كل أبناء اليمن بحاجة ماسة إلى مثل هذا المؤتمر ليس استباقاً لنتائجه؛ وإنما كونه سيجمع كافة الأطياف ومن سيتخلف عنه سيكون قد أظهر حقيقته تجاه الوطن؛ لأنه لم يعد هناك مبررات أمامه، وستعد إعلاناً لسوء النوايا ضد الوطن، وآمل بأن يكون هناك قدر كبير من الحكمة في اختيار من سيمثل الشعب من مختلف القوى في هذا المؤتمر الذي يعتبر بمثابة تحول للوطن نحو الأفضل كما نتمنى بأن يأخذ المؤتمر الوقت الكافي لمناقشة القضايا وأن تحشد له كافة الجهود لإنجاحه، وأن تكون الشفافية مبدأ أساسيا في تناول القضايا وأن يتم طرحها وفقاً للأولوية. الزميل الصحفي علي حسن بدوره أبدى رأيه بالقول: يمثل الحوار الوطني القادم الحل الأمثل لليمنيين في الخروج من عنق الزجاجة وحلحلة الكثير من المشاكل التي تواجه البلد، بل ويمثل البوابة الرئيسية للخروج باليمنيين إلى بر الأمان، وحتى يتحقق الحوار يجب على كل القوى السياسية والمكونات أن تشارك بفاعلية الابتعاد عن اختلاق الشروط المسبقة التي تنم عن وضع العراقيل من أصحاب تلك الشروط التعجيزية، كما أنه لابد من التهيئة الحقيقة للحوار الوطني الشامل والتواصل مع كافة القوى الوطنية، والتواصل الجاد مع شباب الثورة الذين كان لهم الفضل بعدالله في نجاح التغيير وقيادة الثورة وتقديم الكثير من التضحيات في سبيل رفعة وعزة ومكانة هذا البلد، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر يأتي بمثابة تضميد الجراح وتخفيف الآلام لأبناء اليمن وكسر حالة الجمود السياسي والخروج برؤية موحدة تقطع الطريق على الانتهازيين ومن لا يريدون الخير للشعب والمتاجرين بقضاياه. وعلى القائمين على الحوار الوطني التعامل بشفافية مطلقة وإيجاد رؤية واضحة للحوار حتى لاتتكرر الأخطاء من جديد كون الواقع أثبت فشل الحوار مع النظام السابق؛ لذا فإن الحوار الوطني الشامل القادم يعد فرصة ثمينة لأبناء اليمن لحل الكثير من العقد، والذي لابد أن تتهيأ له الأجواء وتشكل له لجان لدراسة الملفات الشائكة في الجانب الاقتصادي والسياسي خاصة ليتم إثراؤها والخروج بنتائج من شأنها نقل اليمن إلى مصاف الدولة المتقدمة، كما نتمنى أن يكون للصحفيين والإعلاميين مشاركة واسعة في هذا المؤتمر لعرض مشاكلهم ورؤاهم المستقبلية لتطوير الصحافة في اليمن والوقوف على ما يتعرض له الصحفيون طوال السنوات السابقة على اعتبار أنهم القلب النابض بهموم الشعب وقضايا الوطن.