نظرا للاستحقاقات الواجبة إما للشباب الذي قدم وضحى بكل شيء من أجل إنجاح الثورة أو للبلد.. وما يحتاجه المواطن البسيط من تلمس نتائج الثورة.. والتي تعطيه قدراً من التفاؤل والأمل والاستعداد لبذل المزيد من الجهود والتضحية.. في خدمة هذا الوطن.. ولقرب انعقاد مؤتمر الحوار الوطني، التقينا بعدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية بمحافظة إب.. وكانت رؤاهم عن مؤتمر الحوار الوطني على النحو التالي.. دستور جديد - علي محمد الزنم (وكيل محافظة إب المساعد) تحدث قائلاً: انعقاد مؤتمر الحوار يأتي تنفيذاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ويعد من أهم المحطات في المبادرة بل وتأتي أهميته وتعليق آمال الشعب اليمني لطي صفحات الماضي ورسم واضح وجلي لمستقبل الأجيال القادمة من خلال حوار جاد وبناء يفضي إلى بناء الدولة المدنية والحفاظ على وحدة وأمن واستقرار الوطن وأهميته كمخرج وحيد لا بديل آخر له سوى الاقتتال والتشظي للأرض والإنسان اليمني لا قدر الله.. وبالتالي ليس أمام المتحاورين سوى المضي صوب 18 من مارس للتدشين والبدء برسم ملامح اليمن الجديد الذي يضمن المواطنة المتساوية للجميع بدون استثناء، عنوانه نجاح المؤتمر سيبلور من خلال صياغة دستور جديد كل ما يتفق به المتحاورون أن شاء الله. - وأضاف: كما أسلفت يجب على كل مكونات الحوار أن تنصاع للحوار وعلى المتلكئين الالتحاق به قبل أن يجدوا أنفسهم خارج الطابور ومنحصرين بزاوية ضيقة يصعب الانفلات منها، وبالتالي ليس أمامهم سوى الحوار لنضع سوياً المعالجات الحازمة التي تنهي الاحتقان الكبير في الشارع الجنوبي الذي جاء نتيجة تعبئته لسنوات شوهت وجه الوحدة الحقيقي أما بسبب مافيا الأراضي وناهبي الأسماك أو الإقصاءات المتعمدة التي أخرجت الكثير من الوظيفة العامة للدولة فقد تراكمت الأحقاد وآثار حرب صيف 1994م وجعلت من القوى المتربصة بالوحدة داعية لاستعادة الحقوق ورد المظالم وصولاً إلى رفع السقف من خلال المطالبة بالانفصال.. - وأردف: إن تطلعاتنا إلى ما بعد الحوار هي التنفيذ العملي لكل ما يتم التوافق عليه في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وإعادة بناء الوطن في مختلف الجوانب، فالمهام ستكون كبيرة وغير سهلة كيف لا ونحن على موعد بعد صياغة الدستور وإعادة شكل الدولة والنظام بأكمله، والتوجه إلى انتخابات رئاسية ونيابية، ويحدد من خلالها الطرف الذي سيقود مرحلة ما بعد الأزمة والحوار محطة هامة وتطلعات عريضة بعزيمة كل القوى لأبناء الشعب اليمني ستتجاوز الصعوبات ولن تنتهي الحكاية ما لم توجد حلول جذرية للقضايا المحورية تمكننا من المضي بخطىً ثابتة نحو مستقبل يسوده التصالح والتسامح بين كل فرق العمل السياسي. - وأضاف: إن القضية الجنوبية آخذة مساحة كبيرة وستأخذ من الحوار ما تستحقه باعتبار الحديث عنها حديثاً عن مستقبل الوحدة اليمنية، وهناك قوى حراكية وإقليمية تسعى لاستثمار القضية وتحويلها إلى صراع مسلح، والخروج من النهج السلمي، وتتحول القضايا إلى عبوات ناسفة ومليشيات مسلحة تقوض الحلول العادلة للقضية الجنوبية لكن من خلال اهتمام وإجماع كل القوى على تصدر الحوار الوطني للقضية الجنوبية إضافة إلى الضغط الدولي والإقليمي على التيار الانفصالي الذي يقوده البيض حتما سينهار أصعب المشاريع الصغيرة التي تقزم القضية الجنوبية وسيكون للمحاورين كلمة الفصل في وضع المعالجات والتطورات التي تحمي الوحدة بالصورة المرضية للجميع والتي سوف نتوافق عليها. بوابة حقيقية - كما تحدث الأستاذ نجيب عبد الله الدعيس (رئيس الكتلة الوطنية لشباب الثورة المستقل) قائلاً: علينا جميعاً التعاطي مع مؤتمر الحوار الوطني الذي سينطلق في 18 مارس القادم بحس وطني عال وبواقعية أيضاً وذلك من خلال التوعية بأن مؤتمر الحوار ليس هو الحل الفوري لكل مشاكلنا واحتياجاتنا لأنه وللأسف هناك اعتقاد سائد أنه بمجرد انعقاد المؤتمر ستصبح الحياة ربيعاً ولكن الحوار هو البوابة الحقيقية والصحيحة للوصول إلى معالجات حقيقية وصادقة لكل المظالم وتأسس الدولة اليمنية الحديثة من خلال عقد اجتماعي جديد ويجب الدخول إلى الحوار والاستعداد له بذهنية جديدة غير الذهنية السابقة التي كانت تدير مثل هكذا أحداثاً، فاليمن ليست ملكاً لأحد ولا جماعة ولا حزب ولا مراكز قوى أو نفوذ أو أصحاب مصالح ضيقة فاليمن تاريخ لآلاف السنين.. الحوار هو الوسيلة للخروج من أي حالة تأزم أو احتقان عقب أي ثورة وبهذا نكون قد سلكنا الأسلوب الحضاري والراقي في التعاطي والتعامل المؤسس لبناء دولة حقيقية وديمقراطية. - وأضاف: بأن النقاط التي يجب توافرها لإنجاح الحوار الوطني تكمن في التحرر من كل الأفكار المسبقة والدخول بذهنية متجردة لكل الإيديولوجيات السياسية والفكرية والمعتقدات المذهبية البعيدة عن الصواب بمفهومه العام والرصين والمتزن والمتوازن، والدخول إلى الحوار وفي دمائنا حب اليمن ولا تغادر عقولنا الأوضاع والتعقيدات الدقيقة التي تمر بها البلاد والأحوال المأساوية الكارثية التي يعانيها أبناء شعبنا من صعوبات واحتياجات حياتية ملحة، والوضوح والصدق في اختبار المواضيع للنقاش وأيضا خلال المناقشة والبعد عن الانتهازية في اختيار القضايا التي تفضي للخروج بنتائج لمصلحة قوى بعينها بمعنى أوضح الموضوعية والحيادية والوطنية يجب أن تكون هي السمة الأساس، والواقعية بالتعاطي مع القضايا على أن يكون المحرك للجميع المصلحة العامة واختيار الكفاءات العلمية والفكرية والمجتمعية والشخصيات الوطنية لتقريب وجهات النظر والخروج بمشروع وطني حقيقي، والاستفادة من التجارب السابقة والمماثلة أو القريبة لما يدور في بلادنا والأخذ بعين الاعتبار الظروف المحيطة محلياً وإقليمياً ودولياً بما يتوافق ومصالح اليمن أولاً، كما أن الوقت والزمن عاملان مهمان فالإسراع مطلوب والتسرع معيق. - وأردف: وإذا تم تحديد أهداف رئيسية بدقة والتي توصلنا للغاية النهائية والمطلوبة وهي بناء دولة مدنية ديمقراطية مدينة تُحترم وتحترم حقوق المجتمع والفرد ويؤدي فيها المجتمع والفرد واجباته دولة تصان فيها الحرية بدون ابتذال أو إسفاف أو تسفيه لأي ثابت ديني أو قيمة عربية أصيلة أو تكفير أو حكر الدين والتدين على جماعة أو فئة، وأن تكون الدولة منتجة وليست مستهلكة مبنية على الأخذ بأسباب العلم تسودها المحبة الصادقة والتعاون الحقيقي المبني على الإخلاص والتسامح النقي والألفة المبنية على التواضع والحب الطاهر وتسوده ثقافة الاختلاف المفضية للرأي الأصلح والتي يحكمها دستور يحدد العلاقات بين السلطات بوضوح والواجبات والحقوق بوضوح. آمال وتطلعات - الدكتور علي أحمد قعشة (رئيس هيئة مستشفى العام إب) تحدث قائلاً: إن الحوار الوطني له أهمية كبيرة لدى كل يمني يحب وطنه وإعلان فخامة الأخ عبد ربه منصور هادي – رئيس الجمهورية لموعد الحوار يعد خطوة مهمة على طريق استكمال استحقاق المرحلة الانتقالية فيمننا الحبيب بأكمله يبني كثيراً من الآمال على الحوار الذي سيتبنى العديد من القضايا الوطنية بما يحفظ وحدة واستقرار يمننا الحبيب وحل كافة الخلافات مثل القضية الجنوبية وإقرار وصياغة دستور جديد يتم الاستفتاء عليه من قبل جميع أبناء الشعب اليمني. مشاركة المرأة - الأخت بشرى محمد الصنعاني (مدير عام إدارة تنمية المرأة إب) تحدثت قائلة: أملنا لوطننا الحبيب الرفعة والتقدم ولمؤتمر الحوار الوطني النجاح والتوفيق لتحقيق كل آمالنا وأحلامنا وطموحاتنا في الحياة الحرة والكريمة والعيش السعيد ولقيادتنا السياسية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي كل التوفيق والسداد وأن يأخذ الله بيده إلى كل خير والمشاركة المجتمعية ضرورة أن يكون للمرأة دور فاعل في الحياة السياسية والمجتمعية وأن لا تكون مجرد تكميل أو ديكور وفي نفس الوقت أطالب بناتي وأخواتي وزميلاتي التزود بالعلم والتحصيل العلمي ليكن فاعلات في كل المجالات. - وأضافت: وها نحن اليوم على بعد أيام قليلة باتت تفصلنا عن أهم حدث قد لا يتكرر إن لم يغتنمه الجميع كمخرج شاف لإصلاح كل الاختلالات وإعادة الحقوق لأصحابها وإعداد رؤية وعقد اجتماعي يقودنا نحو الدولة المدنية الحديثة التي تحفظ لنا جميعا كرامتنا وحرياتنا وتقيم الحقوق وتحدد المواطنة العادلة و(مؤتمر الحوار الوطني) هو المخرج الرئيسي والوحيد والذي أتذكر كلام الرئيس عبد ربه منصور هادي عندما قال (إنها فرصة سانحة لكل اليمنيين ويجب أن لا تفوته) فهو فرصة قد لا تتكرر وليس غير الحوار هو المخرج لكل ما نعانيه، ولكل ما وصلنا إليه في الجنوب وصعدة ولكافة القضايا والأمور العالقة التي سيشارك الجميع من أبناء الوطن بكل فئاته وأطيافه وتأتي مشاركة المرأة اليمنية في مؤتمر الحوار الوطني كامتداد طبيعي لوجودها فهي نصف الحاضر وكل المستقبل وكتعزيز إضافي يضاف إلى ما وصلت إليه من مشاركة في عملية البناء والتنمية ولكي تنتصر من خلال المؤتمر لمزيد من حقوقها فمشاركتها أضحت ضرورة أساسية لبناء المجتمع للوصول إلى التنمية المستدامة التي ستحقق لنا جميعا التقدم والتطور والنماء لليمن أرضا وإنساناً، وما نؤمله من النساء أن تتحد جهودهن ولا تتشتت للوصول إلى إثبات حقوق المرأة في كل مخرجات مؤتمر الحوار الوطني سواء لإعداد الدستور الذي هو مصدر التشريعات والذي سينعكس على كافة المواد الدستورية في مختلف القضايا وعلى كافة الأصعدة السياسية والتعليمية والصحية والاقتصادية والاجتماعية.. فالمرأة اليمنية أضحت رقماً صعباً لا يمكن تجاهله أو تجاوزه والمبادرة الخليجية ألزمت كافة الأطراف والفعاليات السياسية بإشراك المرأة وتمثيلها التمثيل العادل والفعلي في كافة المجالات وهذا المؤشر الإيجابي يجب أن نعمل عليه جميعا وصولاً بالمرأة إلى المشاركة في صنع القرار والوظائف الإدارية وكذا حصولها على نسبة ال 30 % من التمثيل النيابي وهنا فقط ستصبح المرأة لها وجودها وكيانها وقوتها الفعلية التي تضمن لها الوصول إلى مرحلة الأمان والاستقرار. - الأستاذ زياد أمين الحاج (مدير المعهد الأمريكي) تحدث قائلاً: إن أهمية الحوار الوطني في إخراج الوطن من بؤرة الاحتقان السياسي، والتي تعتبر أهم خطوه يخطوها الوطن، كذلك يمثل الحوار الركيزة الأساسية للأمن والاستقرار، أيضاً رفع مستوى الوطن سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً، فالحوار الوطني هو المنقذ الوحيد للوطن من مربع العنف، والتطرف والغلو والإرهاب.