على طاولة الحوار .. ليس من المعقول أن ينتظر البعض من مؤتمر الحوار الذي دشن أمس الاثنين مناقشة كل هموم البلاد والاختلالات الموجودة في الدوائر الحكومية ومؤسسات الدولة وإصلاح اعوجاجها ومكامن الخلل فيها. ولو أننا أردنا ذلك لاحتجنا لسنوات من الحوار ..لأن كل جانب من جوانب حياتنا يشتكي وجعا بل أوجاعا ويحتاج لمؤتمر حوار لوحده (التربية والتعليم .. والقضاء.. ككيانين مفرغين من مهامهما الحقيقية مثال بارز للعبث والعشوائية والفساد ). .. لكن تظل هناك قضايا رئيسية كبيرة ستكون من أولى الأولويات المطروحة على طاولة مؤتمر الحوار. أهم تلك القضايا – من وجهة نظري– والتي تمثل همّا مشتركا لكل الوطنيين: 1 - القضية الجنوبية ..كقضية وطنية غاية في الأهمية ..وهي قضية شائكة ومعقدة نوعا ما وتمس ثابتاً وطنياً مقدساً الذي هو الوحدة. 2 - القضية الحوثية ..وهي رغم اختلافها عن القضية الجنوبية إلاّ أنها تلتقي معها في بعض الأمور. 3 - هيكلة الجيش هيكلة حقيقية واقعية بما يضمن عودة الجيش كاملا إلى حوزة الدولة عتادا وأفرادا وولاءً. 4 - تجريد كل الجهات والجماعات من أسلحتها الثقيلة والخفيفة كخطر يهدد أمن البلاد والسلم الاجتماعي. 5 - المكاشفة الصريحة عن المتسبب في عرقلة سير الحكومة وتنغيص حياة المواطنين ..بزرع ألغام الفتن والقلاقل والاعتداءات المتكررة على مؤسسات الدولة والمنشآت الحكومية ومصالح الشعب التي تمس حياة المواطن بشكل مباشر مثل الكهرباء والنفط والغاز وغيره. وقد يكون هذا البند الأخير له علاقة كبيرة بالبنود الأربعة الأولى وجعلها الهم الأكبر والشغل الشاغل والمؤرق للشعب والدولة. 6 - شكل الدولة القادمة والذي نتطلع أن تكون دولة مدنية ذات مؤسسات تضطلع كل مؤسسة بمهامها.. أمّا الشكل الدستوري فلابد أن يجتمع أهل الاختصاص ويتناقشوا ليخرجوا برأي حول الشكل الذي يناسب الحالة اليمنية ..وهذا البند وإن كان الأصل أن يكون هو الأول– لأهميته - إلاّ أنه مرتبط بمناقشة وحل القضايا السابقة في البنود الخمسة الأولى. أخيراً ..كلنا أمل أن يفتح مؤتمر الحوار الوطني نافذة أمل للشعب .. ينظر من خلالها لحياة أفضل وغد أجمل ودولة مدنية حديثة طالما حلمنا بها. صحافة بالحسّابة الحملة الشرسة التي تتبناها بعض الصحف ضد رئيس الحكومة باسندوة وبعض الوزراء المحسوبين على الثورة ..فقط دون غيرهم رغم أن الفساد موجود في كل الوزارات ..هذه الحملة لا تعني سوى أن هذه الصحف تعمل على قاعدة الزعيم - أقصد عادل إمام بطل مسرحية الزعيم – الساعة بخمسه جنيه والحسابة بتحسب ) مع اختلاف العملة طبعاً؟!. فشِل الثورة يتكلمون عن فشل الثورة ويتمنون فشلها وكأن هذا الوطن عدوّهم .......متى تستيقظون من أحقادكم؟!. ليبراليون وحوثيون قضية الحوثيين ..عرّت الكثير من الليبراليين واليساريين الذين ظلوا يخدعوننا – لزمن –بأقنعة التنظير للحرية وحقوق الإنسان والمساواة وغيرها من الشعارات و المبادئ السامية التي كانوا ينظّرون لها ويطالبون بها.. ولكن تلك الأقنعة سقطت وذابت أمام أول اختبار مدعّم بالريال الإيراني حين تماهوا وصفقوا للفكر الاستبدادي السلالي الطبقي في تنكر عجيب لأطروحاتهم وتنظيراتهم فانحازوا للقاتل ضد المقتول ..وللجلاد ضد الضحية متجاهلين كل تلك الاعتداءات والدماء والأشلاء فباؤوا بلعناتها. شرفة لأجلي وأجلك نحن خرجنا وثرنا على الليل حين استبد بنا وصادر أحلامنا ومن أجل هذا الوطن نحاول - في غمرة الحب - نمسح عنه غبار الحزن ونطرد عنه ذئاب الظلام وقبح العفن ونفتح للنور بابا وللفرح بابا فكيف بربك تغتال حلمي وحلمك وأحلام هذ الوطن ومن أجل من ؟؟ [email protected] رابط المقال على الفيس بوك