في ظل استمرارية البحث العميق والمنهك لطوق النجاة المرهونة عليه آمال العبور إلى الواجهة الأخرى والأكثر أماناً تبرز المساعي اللاهثة وبتلهف شديد إلى قطع أعمدة الجسور الجماهيرية الممتدة على طريق شاطئ الأمان , وفي الوقت الذي يسعى فيه العالم بأسره لمساندة استقرار الأوضاع في اليمن و إيجاد الحلول المرضية والحقة لكافة القضايا العالقة عن طريق مؤتمر الحوار الوطني يتضح للعيان بأن نخر الوعاء سببه السوس الكامن بداخله , والتي سواء كانت مقاطعتها له تدللاً من نوع حمقي أو بغرض الإعاقة فهي ربما لا تدرك بأنها ومن خلال هذا الأسلوب لن تغيظ من تقصده من الفئات كون شرارة اللهب ستلتهم في طريقها كل الزهور وأوراق الخضيرة التي شرع أبناء المجتمع زرعها في بستان اليمن الجديد ,وبرغم أننا في مرحلة الحوار الوطني إلا انه تمكن من كشف حقائق غاية في الأهمية من بينها التعرية المفصلية بين اطراف كانت تعاني من قضايا ومشاكل حقيقية , وبين أخرى نهجت أسلوب البلبلة لتداري حقيقة أفعالها , ولعل استلام اللجنة المكلفة بمعالجة القضية الجنوبية ل29 الف ملف الخاصة بالأشخاص المستبعدين من وظائفهم المختلفة لدليل على مدى تمتع تلك الفئة رغم معاناتها الطويلة بقدر كبير من الحس الوطني الذي جسده تجاوبها بتفاعل خلاق مع مؤتمر الحوار الوطني كما أكد حرصها على السلامة الوطنية مقابل من يسعى أمام ممثلي الدول الداعمة لمؤتمر الحوار وبلادنا بشكل عام إلى تشويه صورة الحكمة اليمانية التي تسعى وبجموح إلى انتشال الوطن من حافة الهاوية , وقد مثلت الشعب خير تمثيل من خلال تجاوبها المندفع بشدة للمثول أمام لجان المؤتمر الحواري , والذي لم يشكل وينعقد فقط من اجل قضايا بارزة مثل القضية الجنوبية , وقضية صعدة وتهامة بل من اجل القضايا كافة والتي لا تخلو فئة أو شريحة في مجتمعنا من وجودها حيث يسعى الجميع للحلول والمعالجات في اطار الحفاظ على القضية الوطنية الكبرى وهي بناء الدولة المدنية الحديثة ،من الجوار ومن البعيد قدم إلينا الكثير ممن يأملون الخير الكبير لوطننا ..عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي , والمبعوث الأممي جمال بن عمر , وممثلو الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية مراهنين تغليب اليمنيين لمصالحهم الشخصية على مصلحة الوطن وجعلها العليا على الدوام غير متوقعين انه وبعد كل تلك الجهود والمساعي المبذولة في سبيل إخراج اليمن من بؤر الصراع وأزمته الراهنة أن يوجد هناك خارجون عن الصفوف الوطنية لم يراعوا حتى لذلك البيت الذي لطالما حفظناه تحت راية الوطن الخفاقة “ قسما محد من الصف يخرج” فهل تعرفون لماذا خرجوا؟ لان قضيتهم في الأساس تكمن في الخروج الدائم عند كل لحظة تتوحد فيها الصفوف ..! رابط المقال على الفيس بوك