إذا أردت أن تنظر إلى مستقبل أي أمُة وعطائها الحضاري، فعليك أن تنظر إلى عمل المؤسسات التعليمية ومكانة التعليم في المجتمع والدولة .. عندنا يتوقف التعليم في الجامعة فينام المسؤولون قريري العين .. هناك ظاهرة أمامنا تعبر عن خلل خطير بالضمير الوطني .. هل نستطيع أن نقول عن تعز مثلاً مدينة العلم وعاصمة الثقافة والجامعة فيها موقفة لأشهر دون أن تهتز لأحدهم شعرة ...الأمة التي ترهن مستقبل الجيل بأفراد و أمزجتهم أمة ميتة والمسؤولون عليها حفارو قبور وهم لايملكون خاصية العطاء الكريم ... بالمناسبة العطاء لا يقاس بالدينار والدرهم وإنما بمدى الانجاز ومنسوب الحب والتواضع الذي يمتلكه الفرد ليحترق مثل الشمعة ليضيء للآخرين ...العطاء هو سمة العظماء الذين يحمون شعوبهم من الأعاصير ويعرفون كيف ينتشلوها في الوقت الحرج بما يناسب متحررين من قيود الأنانية والغرور المدمر والنرجسية القاتلة !! من يحترق يعطي ومن يخف على أهله يصل قبل فوات الأوان وقبل هجوم الوحش, ومن يحب ينجز ومن يتواضع يزرع السنابل وثمار الخير لأن همه الإنجاز والإثمار ... بعيداً عن الأنا وعبادة الذات والمقامرة الفارغة التي تقف وراء الفشل الحضاري المخزي والعجز العام والخاص بل تعبر عنه؟.... لكي نبلغ القمة لابد أن نغوص في أوحال الوطن ولكي ننتشل المجتمع نسير في الطين ونتمرغ في التراب لكي نزرع السنابل وما أجمل قول الرائع احمد مطر هنا وهو يقول: أجل إنني انحني وماتنحني الشمس إلا لتبلغ كبد السماء أجل إنني انحني وما تنحني السنبلة إذا لم تكن مثقلة ولكنها ساعة الانحناء تواري بذور البقاء لتخفي برحم الثراء ثورة مقبلة بمناسبة السنبلة والعطاء هناك في مزارع الذرة شيء اسمه (العكابي) وهي سنبلة فاسدة متفحمة لا تنحني فلا شيء في رأسها حتى يجبرها على العطاء والتواضع ...خفيفة عقل وعديمة خير فتراها مزهوة بفشلها وخيبتها تصعر خدها الفاسد في السماء فلاشيء تملكه !!..عاجزة عن العطاء عاجزة عن التواضع عاجزة عن الانجاز والابذار... ففاقد الشيء لا يعطيه وهذه مشكلة حضارية وإشكالية ثقافية بالأساس. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك