من الخطأ افتراض الصواب المطلق أو الخطأ المطلق في الناقد والمنقود وفي الحاكم أو معارضيه، فهناك نسب من الحقيقة موزعة هنا وهناك ... مسؤولية الحاكم والمسؤول أن يكون واسع الصدر والأفق يعفو ويتحلى بالتسامح و يبحث عن النصائح الصائبة وأخطائه وعيوبه التي تخرج من الناقدين كهدايا من بين اكوام النقد، شعاره (رحم الله امرءاً أهدى الي عيوبي) دون الوقوف أمام الإساءات ضد شخصه أو الأسلوب الخطأ، فالكبير يتغاضى ويتغابى ويتغافل ويكبر بحب والحكمة تقول ( ليس الغبي بسيد في قومه إنما السيد من يتغابى) من الخطأ، ان ينكب المستشارون والجلساء على تتبع الإساءات اللفظية والشخصية من هنا وهناك وتضخيمها وتحويلها لمادة لإفشال المسؤول عن طريق إيغار صدره وشحنه بالغضب والكراهية واتخاذ مواقف خصومة وصناعة عدو وهمي وكأن المعركة شخصية تتحدد في الدفاع والهجوم عن شخص المسؤول... لو كان الأمر كذلك يكون من الأفضل للمسؤول ان لا يتصدر للأمانة والمسؤولية العامة ونكد المسؤولية ...الكراهية لا تصلح امراً والغضب لا يعمر ولا يبني ورفع الحساسية للانتصار للشخص تنمي الحقد والحقد يسقط قيم المسؤولية وينهي مكانة الكبير و(ليس كبير القوم من يحمل الحقد ) من الواجب أن يستمع المسؤول لمنتقديه ويسمع التفاصيل بصدق ويوضح ويصحح ... قوة المسؤول تكمن في التقاط أماكن الخلل ومواقع أخطائه دون حساب لصغائر الأمور والشكليات و(الاتيكت ) التي قد يزينها له شياطين الإنس وجلساء السوء ..؟ المسؤول الذي يتصدر للمسؤولية العامة عليه أن يكبر بحجم المجتمع ويستوعب تلاوناتهم واختلاف مصالحهم ورؤاهم ولا يمكن ان يكون كذلك إلا إذا ارتفع وترفع ليطل على الجميع الصالح والطالح والضعيف والقوي بنظرة الأب وصبر الحليم، بعيداً عن ردود الأفعال الشخصية لأنها هنا نقطة ضعف قاتلة ماحقة .. عليه أن لا يلتفت إلى ما يقال عنه شخصياً بل إلى ما يقال عن عمله وتقصيره، عليه مسؤولية إنهاء الاحتقانات لا مجاراتها وشد الحبل , ان الحبل عندما ينقطع يكون المسؤول الاول هو المسؤول الذي لم يجتهد كثيراً ليبقي على شعرة الوطن وان كان هذا لا يعفي الآخرين ... النقد للمسؤول ليس خصومة ياأصحابنا نحن الآن نتعلم ثقافة المعارضة والحكم الرشيد بقواعد الحكم غير الرشيد للأسف ... لا يوجد أعداء وأصدقاء بين المسؤول ومواطنيه ولايوجد ضرب تحت الحزام، هناك حقوق وواجبات تحفظ بالإنصات واحترام متبادل والبعد عن العناد والمكابرة أو الانجرار إلى الخصومة ولغة نكون أو لا نكون، لأن هذا لايعني سوى السقوط وانخراط العقد وتدمير بيتنا بأيدينا ومن العيب أن نحمل الآخرين مسؤولية أخطائنا وخيبتنا وقلة عقولنا ...من الحكمة أن نتبادل المواقع بمعنى كل طرف يضع نفسه بجد في موقع الآخر فقد يجد كل عذر للآخر وتتقارب القلوب بدلاً من ان تتحول العقد بين الناس الى عقائد من الخصومة العمياء و«أعمى يجر أعمى للزربه» وسط بيئة لا ترحم من لا يرحم نفسه. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك