طالما لم يكلّ ولم يملّ أولئك المخربون عن قطع التيار الكهربائي وتعطيل هذه الخدمة العمومية الهامة مراراً وتكراراً , فمن واجبنا أيضاً أن لا نكل ّ ولا نملّ وأن نبادلهم نفس الإصرار والعزيمة ونعلن الحرب عليهم بلا هوادة, فهم ومن يقف وراءهم يستحقون لعنة الله ولعنات الشعب الذي يسومونه كل يوم وكل ليلة سوء العذاب والقهر والمعاناة. والحقيقة أننا لم نعد نعرف أسباب كل ذلك العبث والتخريب, أهو فعلاً تخريب سياسي ممنهج مرتبط بظروف سياسية معينة كما هو الحال مؤخراً حين جاءت هذه الخبطات الأخيرة مُستبقةً بأيام لقرارات الهيكلة الشاملة والضخمة ثم مرافقةً وتاليةً لها, أم أن الأمر له أبعاد قبلية ومطلبية أو ابتزازية ذاتية, مع أن الاحتمال الثاني ضعيف وليس له سند قوي. وأياً تكن الدوافع سياسية أو قبلية أو ابتزازية أو شيطانية أو غيرها, فإن ما يطلبه المواطن أو بالأصح ما يتطلع إليه الملايين من أقصى شمال اليمن الى أقصى جنوبه , ومن أقصى غربه إلى أقصى شرقه هو الشعور بوجود "دولة عظيمة وما حد يعصي الدولة".. دولة تضرب بيد من حديد كل أولئك المخربين والعابثين الذين ينطبق عليهم قوله تعالى: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يُقتّلوا أو يُصلّبوا أو تُقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُنفوا من الأرض ذلك لهم خِزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذابٌ عظيم" صدق الله العظيم . نحن نعرف أن هؤلاء الذين يضربون التيار الكهربائي بخبطات فتّاكة هم نفرٌ قليل أو لنقل العشرات يتوزعون في آل شبوان والجدعان والدماشقة بمحافظة مأرب وفي نهم بمحافظة صنعاء, فضلاً عن عبيدة بمحافظة مأرب التي تخصص أبناؤها في تخريب أنبوب النفط, ويُحسب لهم هذا التخصص أياً تكن الجريمة, المهم أنهم انتقلوا من مرحلة التخريب العام إلى التخريب التخصصي. ولكن إذا لم تستطع أو ترغب قبائلهم في ردع أولئك النفر القليل أو استئصال الورم الخبيث, فماذا نفعل أو ماذا على الدولة أن تفعل؟ هل عليها أن تضرب لهم تحية سلام وتقول لهم: "ألف مليون سلام يا جدعان أو يا دماشقة أو يا آل شبوان" أم أن الواجب يفرض عليها أن تقوم بمسؤولياتها تجاه بلد ووطن وشعب تعداده يناهز 25 مليون نسمة. أعتقد أن كل المشروعية الدينية والدستورية والقانونية والأخلاقية هي بيد الدولة وبيد الجيش والقوات المسلحة التي عليها أن تضرب بيد من حديد وأن تبطش وتفتك بأولئك النفر ومن يحميهم أو يتستر عليهم أو يهادنهم أو يدعمهم قبلياً أو حزبياً أو سياسياً أو من شاكلة. لقد بلغ الأمر حداً لا يطاق بالنسبة لعمليات التخريب للكهرباء بدرجة أولى ولأنبوب النفط والغاز بدرجة ثانية ولخدمات أخرى وجوانب أمنية واقتصادية وكل ما يتعلق بأوضاع هذا البلد وحياة ومعيشة أبنائه, وآن الأوان أن تأخذ الدولة مكانها الطبيعي وتقوم بمسئولياتها بحيث لا صوت يعلو على صوت الشعب ولا قوة تعلو على قوة الدستور والنظام والقانون. رابط المقال على الفيس بوك