ظهر قبل أيام في شاشة إحدى الفضائيات اليمنية رجل دين من مأرب اسمه علي سيف بن نمران قال فيما قال عن مأرب عموماً وما يحيطها أو بعض قبائلها من سمعة في أنحاء اليمن من أنها أو أنهم أساس ومنبع أو بعض منابع الشر التي اجتاحت اليمن، وما تتعرض له محطة مأرب الكهربائية والأبراج الموصلة للتيار إلى أنحاء البلاد عبر مئات الكيلومترات من أعمال تخريب يومياً وأحياناً مرتين في اليوم الواحد.. قال: إن قبائل آل شبوان وقبائل الجدعان، وهما من أشهر قبائل مأرب على الإطلاق في العراقة والبأس الشديد المتوارث عن أجدادهم الذين قالوا للملكة بلقيس عندما استشارتهم في الرد على رسالة سليمان بن داوود عليه السلام بديباجة وردت في سورة النمل وهي:”إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون”، إذ قالوا لها: “نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين”. وهنا لا نتحدث عن الرسالة التي أرسلها سليمان عليه السلام والأخذ والرد بينه وبينها، وكيف أحضرها العفريت بأسرع من لمح البصر إلى عرش سليمان، وكيف كان السبئيون ينعمون بالرزق الوفير والخيرات التي تفيض عن الحاجة بفضل الجنتين وبفضل السد العظيم, ولكننا نتوقف دائماً عند مآلهم بعد انهيار السد وكيف حل بهم الفقر والجوع، بعد أن كانوا يدعون الله أن يباعد بين أسفارهم لكي يعرفوا أو يزوروا سياحياً ما شاء لهم من الأقطار. الذي قاله ذلك الشيخ وأيده شخص آخر في صحيفة (الجمهورية) من آل نمران المأربية أيضاً أن أشخاصاً من القبيلتين يتنافسون في إحداث أكبر قدر من الأضرار في المحطة والمحطات التحويلية والأبراج، في تحدٍ متبادل لأي منها أو للسلطات منعهم من ذلك اتساقاً مع ما بينهما من ثأر وتفاخر في أعمال التخريب للكهرباء وأنابيب النفط والغاز والتقطع وخطف الأجانب والقاطرات المحملة بالمحروقات والقتل المتبادل، وصولاً إلى قتل الجنود والضباط والمسؤولين. المعنى واضح من كلام رجل الدين هذا، وهو أن عناصر من القبيلتين بدرجة رئيسة يمارسون هذه الأعمال بجرأة فائقة واستفزازات واضحة لجر الحكومة إلى خيار الحرب ضدهم بتحريض من بعض الأحزاب والقوى الخارجية التي ما كانت تحلم بأن يحدث في اليمن ما حدث منذ أكثر من عام وثلاثة أشهر, فانبرى نفر منهم ونفر من أرحب ونهم لتقاسم المهمات ذاتها انتقاماً وعقاباً جماعياً للشعب الصبور الحليم على الخارجين على القانون والمصلحة العليا لليمن واليمنيين. ولعل الكثير من الذين سمعوا عن اعتزام الدولة ممثلة بوزارتي الداخلية والدفاع اتخاذ إجراءات صارمة ضد المخربين أينما كانوا أو منهم هؤلاء الجدعان والشبوانيون واستئصالهم من الجذور، وقد آن الأوان وبلغ السيل الزبى يا حكومة الوفاق.