يختلف الناس في مسالكهم الفكرية والعملية، ويتفاوتون في طرائق التفكير وأساليب العيش، ورغم ذلك الاختلاف والتفاوت يمكن القول: إن هنالك ثلاث طرق رئيسة هي: طريقة العنكبوت، وطريقة النمل، وطريقة النحل. والقرآن الكريم يلفت أنظارنا إلى هذه المخلوقات العجيبة، وهنالك ثلاث سور في القرآن تحمل أسماءها وهي: سورة العنكبوت، وسورة النمل، وسورة النحل . وعند التأمل في طريقة تفكير وعيش هذه المخلوقات سنجد أن لكل مخلوق منها طريقته الخاصة، وأسلوبه المميز... ولنبدأ من العنكبوت الذي لديه طريقة تفكير وأسلوب حياة يقوم على الانتظار وليس السعي، فهو يبني بيته، وينتظر أن يأتيه رزقه إلى ذلك البيت، ودون أن يتعب نفسه في السعي والبحث عن الرزق ! وهنالك من الناس من يعيش بهذه العقلية والطريقة، لا يحب السعي والمغامرة، وإنما يعيش على انتظار الفرص وانتهازها، وعندما يفكر في الرزق فهو يبحث عن تلك الأعمال التي هي أقرب شيء إلى طريقة تفكير العنكبوت، كأن يشتري أرضية ثم يقوم بتحويشها وتركها، وكما ينتظر العنكبوت فريسته ينتظر المشتري ! وترى ذوي المسلك العنكبوتي يفضلون تحويل أموالهم إلى شباك عنكبوتية تصطاد الأرباح في البنوك، بدلاً من تشغيل تلك الأموال في الأعمال الحرة، وبفضل هذه العناكب البشرية تزدهر البنوك وتحقق لنفسها أرباحاً طائلة ! وأما النمل فطبيعته مغايرة تماماً لطبيعة العنكبوت، فمبدؤه السعي والبحث عن الرزق، وليس الانتظار، والإنسان النملة تراه دائب السعي لكسب رزقه، وهو كالنمل لا يؤمن بالحظ، وإنما بالسعي والعمل، وكالنمل يدخر لأيام الشدة، ويحسب للمستقبل حسابه. وبفضل النمل البشري تزدهر الحياة، وتعمر الأوطان، وتنشط الأعمال التجارية والحرفية، فالإنسان النملة وإن كان يعمل لنفسه، لكن فائدة حركته وسعيه تعود على المجتمع بأسره . وأما النحل فهو كالنمل في السعي والحركة، ولكنه يمتاز عنها بالإبداع، فهو عامل مبدع؛ ذلك أن النمل لا تبدع شيئاً وإنما تسعى خلف قوتها، ثم ترتبه وتخزنه لأيام الشدة، بينما النحل يقوم بجمع رحيق الأزهار ، ثم يفككه إلى أصغر جزئياته، ثم ينتج منه شيئاً جديداً ومفيداً وهو العسل ! والإنسان النحلة هو العامل المبدع، الإنسان الذي يؤمن بالعمل، ولديه القدرة على الإبداع والإتيان بشيء جديد ومفيد .. رابط المقال على الفيس بوك