قرأت في الأثر قولاً ورد على لسان العرب جرى ومازال مجرى المثل “ثلاث يضنين سراج لا يضيء، ورسول بطيء ومائدة ينتظر لها من يجيء” مثل ما أن فرغت من قراءته والاستمتاع بحسن مقاصده، حتى عكفت أبحث فيما حولي من مشاهد وأحداث علّي أجد شيئاً أستطيع أن أسطّره بكلمات قليلة ،عميقة ،مسجوعة تكون لها قيمة ومعنى أدبي جمالي يحب الناس حفظه وترديده وتداوله، فلم أجد بعد طول بحث وعناء ومكايدة وإصرار ومكابرة، غير مظاهر فاضحة، وأفعال منكرة ومحاولات يائسة بائسة، لم ولن يكون بمقدوري لملمة وترميم مقابرها وفظاعاتها، وإظفاء لمسة ملاطفة عليها مهما تفننت في التهوين منها، أو أتقنت ابتداع أوصافها محاولاً التستر على بعض أهوال أدرانها الشائعة، التي لا يقبل أولها خبث ونتانة أن تستوعبها، وتعبّر عنها لغة التكثيف والإيجاز والإعجاز لكثرة واتساع بوائقها التي تعاف النفس سماعها ويرفض العقل التسليم بوجودها والذاكرة بخزنها وإظهارها، أشياء لم أجد ما أقوله عنها وفيها غير قولي هذا في بعضها. “ سراج كاذب ملعون يعمي الحواس والقلوب قبل العيون، يقلب حياتك عاليها سافلها، ينغص عليك عيشتك، يعصف ويخل بتوازنك، يتلف مالك وممتلكاتك ،يفضحك ،يخرجك من طور الهدوء، والصواب إلى طور الجنون والضلال. يشحن وقتك بآثام الشتم والسباب، والجفوة والطلاق، وال ...، سراج محتقر ومغبون عليه غربان وخفافيش تحوم طوال الأيام والشهور، من أول العام إلى آخره ترجع وتعود بجناحات غبراء سود، تعصده ، تعجنه، تحوّله إلى بقرة حلوب، لشيخ أو سمسار، أو صاحب جدار من حمران العيون، الذي يطير الواحد منهم إلى الصين يشحن كم حاوية من سراجات يد، ورأس ورجول مصنوعة من مواد مشعة، تتحول سريعاً، إلى نفايات خطرة، تضر بما تبقى من صحة ومولدات أشكال وألوان بلا ماركة وبلا عنوان قابلة للإصلاح من أول شراء إلى آخر يوم استعمال. نافذون ومتنفذون ونهابة ومعتدون مشاركون مشتركون في بقاء وترويج مشاريع الإسعافات والإنقاذ عبر نظام “الطاقة المؤجرة” من خلال العمل على تنظيم وتشجيع العمل على ضرب وإتلاف محطات التوليد، أما عن طريق المماطلة في تجديد وإصلاح وتوفير قطع الغيار أو في إخراجها المستمر عن الجاهزية بالتنسيق مع قبيلة أو عائلة تقاول كم مقاولة بتنفيذ هجوم. وبلاد كلها ضرب، سرقة، ذبح، مليئة بأسواق بيع السلاح والرتب بالتزامن المستمر مع إعلان الدولة القيام بنزع السلاح وكل أنواع السلب!!! وإذا تم يوم القبض على كم ألف قطعة مهرب، اختلف المسئولون في الوزارة والنقط من قادة وضباط وعسكر في تحديد الكمية والعدد. وصحة يتسامع بذكرها في كل محفل، الجن والبشر وبسهولة يموت في اليوم كم نفر من تناول وجبة بلا دسم، وإذا اضطرك فقرك وانعدام صحتك للوقوع في شباك عيادة أو مستشفى أو مختبر، تخور قواك وينقطع منك آخر نفس عند أول جلسة طبيب، يفرح بدخلتك ، يحوّلك إلى رقم في قائمة الزلط، ويكون يوم سعدك إذا وافق رقم دخولك الذي يوضع بالغلط أمام أقراص اسم العلاج المرتجل، فيكون زمن فتكها لك أسرع من زمن انتقال الخبر. فيكفيك وأهلك من طول المرمطة، والبهذلة والطفر. أما إذا حصل وصحا ضمير مسئول في وزارة الصحة، وقال : إن تسعة وتسعين وتسعة من عشرة من العلاجات المتوفر في سوق المرضى فاسدة فأبشر بسوء مآلٍ ومستقر، لأن النسبة المذكورة أعلى بكثير مما ذُكر، وإذا حدث يوم بالغلط التصريح عن ضبط كمية من العلاجات المهربة والمغشوشة، فكن على يقين أن السوق قد أصبح مشبعاً بأصناف الخطر. هذه ثلاث عشرات أدهى وأنكر سنأتي ولا بد على ذكرها إذا شاء القدر. رابط المقال على الفيس بوك