كنا نسمع أخبار المخدرات والقرمطة كما نسمع حكايات (وريقة الحناء) وأساطير العالم الآخر.. لم يكن أحد يتصور أن يتسلل هذا الداء إلينا بهذه السرعة، الأمر في غاية الخطورة ...هناك جهات تعمل لتدمير المجتمع لتنفيذ أجندتها، فالشباب المخدر وحده يسهل من خلاله اختراق الوطن لأن الوطن يفقد مناعته المتمثلة بالشباب , أضرار المخدرات والقرمطة لا تحصى وهي تنتشر بين الشباب كما تنتشر (الكوليرا) والطاعون ..ومن الغباء أن تنام وأنت تسمع أن الصيدلية المجاورة لك تبيع حبوباً ...في هذا الفراغ وغياب الدولة تنتشر كل البلاوي، لقد عجزوا عن إشعال حرب أهلية في اليمن وتعز تحديداً، لقد أغاظهم هذه المناعة ضد الدمار رغم وجود السلاح وكل هذه الاحتقانات .... ولاشيء أسهل إذا ما انتشرت المخدرات , إنه قتل نفسي وروحي وأخلاقي وجسدي شامل نحتاج إلى مكائن رش للمخدرات لو أنها ترش بمكائن .. علينا أن لا نستكين أو نسكت أمام هذه الظواهر المدمرة , وفي ظل غياب الجهات المسؤولة التي تعيش وكأنها غائبة أو مصابة بالتخدير والشلل فإن الأمر يستحق أن يفكر الناس في إنشاء لجان شعبية لحماية الجيل من المخدرات لأنها أخطر من الانفلات الأمني والحرب وكل البلاوي وهي تستحق فعلاً أن يتنادى الناس لإنقاذ أولادهم قبل أن نراها تباع في السوق الى جانب القات والبن والشاي وينتهي علينا أمر الدنيا والآخرة ... نعلم أن الجهات المختصة والمعنية عندنا في إجازة ولا نريد أن نقول أكثر من هذا لأن البعض يتحدث عن علاقة لبعض منتسبي الأمن ووجود شبكة ترويج لهذه السموم وعن سيارات يقبض عليها ثم تغيب وكأنها فص ملح ذاب.. على الجميع وخاصة الجهات المسؤولة أن تعرف أن اللعب بالسموم والمخدرات هو أخطر من اللعب بالنار والمتفجرات وأن أي تهاون أو(استلطاف ) للسموم هي جرائم لا تسقط بالتقادم لأنها تشبه عمليات الإبادة توجه ضد البلاد .... ماهو الدور الذي تقوم به أجهزة الأمن في مطاردة هذه الآفة وأصحابها؟ هل هي ربط علاقة معهم كأصحاب نفوذ مثلاً أم ماذا؟ الأمر ينتشر وهذا الانتشار وراءه استرخاء أمني ولا نريد أن نزيد أو نسيء الظن، لكن واجبنا أن نقول إن هذا الإهمال من الجهات المسؤولة هو قتل لا يقل جرماً عن نشر السموم ذاتها. لا تتنازل عن الأمل : الأمل هو الشيء الوحيد الذي يملكه الإنسان دون منازع فلا تتنازل عن الأمل. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك