الغريب أننا نتحدث عن كثير من الأمور ونسهب فيها إلى ما لا نهاية بينما لا نتحدث عن المشاكل الأساسية والتي تضر بمصلحة الوطن و المواطن في آن معاً ومنها مشكلة الكهرباء في الوقت الحاضر والتي أضحت مزعجة للغاية لحياة الناس جراء ما تسببه لهم من إتلاف وخراب لأجهزتهم نتيجة للانطفاءات المتكررة يومياً بقدر ما نعرف بأن مسألة كهذه لم تكن آنية أو وليدة اللحظة وإنما هي تكاد تكون مستعجلة منذ سنوات طويلة ولكن لم يتم معالجتها بالطريقة بالمثلى ووفق خطط مدروسة وفاعلة لتفادي أية إشكالات قد تحدث في المستقبل ولذلك ظلت أوضاع الكهرباء على حالها كما يراد لها أن تبقى هكذا دون أن يطرأ عليها أي تطوير في خدماتها مقارنة بالتوسعات الجديدة للمدن بين عام وآخر فضلاً عن النمو المتزايد للسكان ناهيك عن الأنشطة الصناعية والتجارية وغيرهما داخل الوطن وهذا ما كان ينبغي أن تواكبه خدمات كهربائية حديثة حتى تظل مستمرة في خدماتها وغير منقطعة عن المستهلكين والمنشآت الأخرى كما يحدث حالياً في بلادنا وبالتالي هو ما أوصلنا في الأخير إلى هذا الوضع المتردي لخدمات الكهرباء والتي لم يراع فيها الاحتياجات المطلوبة من الطاقة الكهربائية للمستهلكين وغيرها ناهيك عن غياب السياسات التي يفترض أن تكون ذات رؤية ووفق خطط مدروسة بحيث يتم من خلالها إنشاء محطات كهربائية احتياطية وعلى أن تكون في المناطق الساحلية البعيدة عن مرمى القنص للأبراج الكهربائية حتى تكون هذه المحطات معززة للطاقة في حالة ما تتعرض محطة مأرب الغازية لأي نوع من التخريب لكن مسألة كهذه لم تؤخذ بالاعتبار من قبل الحكومات المتعاقبة كلها. فضلاً عن الحكومة الحالية حيث إنها لم تفعل شيئاً إزاء ما يحدث للكهرباء من تخريب بقدر ما نسمع منها عن تعرض الأبراج الكهربائية لخبطات أو ضرب لها من قبل الخارجين عن النظام والقانون .. فأي وضع هذا ؟ وأين نحن نعيش؟ هل نعيش ما قبل التاريخ البشري..؟ أم في العقد ونيف الأول من القرن الواحد والعشرين؟ لا أدري حقيقة إنما ما يحدث هو عمل مدبر ..ومتعمد من قبل من يستهويهم عمل كهذا بأن تظل البلاد على هذه المعاناة دون الخروج منها لأن هناك من يعمل على زعزعة الأوضاع وعدم استقرارها وهذا ما يؤكد على ما يحدث من عبث ممنهج حال ضرب الأبراج الكهربائية بصورة يومية علاوة إلى ما يتم من تخريب أنابيب النفط بين الحين والآخر. فضلاً عن التقطعات للمسافرين على مستوى الطرق الرئيسية ناهيك عن الاختطافات التي نحصل داخل المدن إذاً كل هذا يدل على أن من يقف وراء هذه الأعمال غير الأخلاقية والإنسانية ليس بأفراد لحالهم وإنما هناك مافيا أو عصابة منظمة هي من تقود وتخطط وتنفذ مثل هذه الأعمال بدقة محكمة وتقوم بضرب الأبراج الكهربائية وتخريب أنابيب النفط وغيره بينما نتساءل هنا أين دور الجهات المعنية من هذه الأعمال؟ وأين موقع القوات العسكرية والأمنية مما يحدث؟ حقاً لم نعد نعرف ما الذي يحدث في هذا الوطن المثخن بجراحه وآلامه؟ لأن ما خفي عنا ربما يكون أكبر ولكن رغم هذه الظروف الصعبة والقاسية التي تمر بها بلادنا فهل للمواطن المغلوب على أمره أن يستريح ويهدأ في بيته دون انطفاء للكهرباء؟ أقل ما يمكن حتى يعيد تنظيم حياته وفق احتياجاته دون عبث أو رمي لها في الزبالة بينما مؤسسة الكهرباء هنا أو هناك تطالب الناس المساكين بتسديد ما عليهم لها مقابل خدمات التيار غير الموجود على مدى 24 ساعة في بعض المناطق إنه لأمر مخالف لكل القوانين والأعراف الإنسانية وبالتالي أرى أنه لو ظلت الأمور على هذا الوضع الشائك والمعقد فعلينا أن نقرأ على الدنيا السلام. رابط المقال على الفيس بوك