عن التحصين لم تحظ حملات التحصين في كل الأقطار العربية بمثل ما تحظى به حملات التحصين في جمهوريتنا اليمنية، فمنذ الأيام الأولى لانطلاق حملات التحصين الوطنية الشاملة في مطلع التسعينيات من القرن المنصرم وحملات التحصين ضد شلل الأطفال والأمراض الستة القاتلة بشكل عام تحظى بدعم سياسي ليس له نظير على المستويين الإقليمي والعربي وكل تلك الحملات يسبقها في العادة بل وتتزامن مع حملات تثقيفية وتوعوية، إضافة إلى حملات إعلامية مكثفة، وفي هذا الاتجاه يتذكر الكثيرون بأن الحملات التي نفذت قبل العام الفين كان يقال عنها بأنها الحملة الأخيرة وبعدها سيتم الإعلان عن بلادنا خالية من فيروس شلل الأطفال ليتضح بعد ذلك بأن ذلك الشعار لم يختلف كثيراً عن ذلك الشعار الذي سبقه والذي طالما أوهمونا من خلاله بأن العام 2000م سيكون عام الصحة للجميع لنكتشف بعد ذلك الإعلان وبعد العام 2000م بأن ماهو حاصل أن المرض بات للجميع واليوم نخشى بعد تواصل حملات التحصين المقررة للأطفال دون الخامسة من العمر أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه التطعيم ضد شلل الأطفال لكل الأعمار خصوصاً بعد أن تبين ظهور حالة شلل أطفال في الصومال وبعد أن جاءت التوجيهات بتحصين الوافدين من القرن الافريقي بمختلف أعمارهم وهذا ما حدث في مديرية ذوباب الساحلية حسب رئيس فرع الهلال الأحمراليمني بتعز الدكتور- عبدالوهاب عباس الغرباني. حملات سوء التغذية كثيرة هي تلك الدورات التدريبية الخاصة بمكافحة أمراض سوء التغذية والتي تم تنفيذها في عديد المحافظات اليمنية بهدف التعريف بأمراض سوء التغذية وكيفية التعامل معها لدى الأمهات والأطفال. وذلك بعد أن تبين بأن جمهوريتنا اليمنية تعاني من انتشار حاد ومخيف في حالات سوء التغذية، ونحن إذ نثمن كل المجهودات المبذولة في سبيل القضاء على أمراض سوء التغذية من قبل القنوات المسئولة في وزارة الصحة العامة والسكان والبرامج الصحية التابعة لها وإذ نثمن عالياً دعم منظمة اليونيسف لمجمل الفعاليات المتعلقة بهذا الشأن وبالأمومة والطفولة الآمنة فإننا نأمل أن تتواصل مثل هذه الفعاليات وبدرجة أساس تلك المتعلقة بحشد التهيئة المجتمعية كما حدث مؤخراً في المديريات المستهدفة بمحافظة تعز من خلال القائمين على المجالس المحلية ومديري المديريات الصحية ولعل المسح الميداني الأخير الذي شهدته مديريات الساحل قد يحقق الأهداف المرجوة على طريق المكافحة الفاعلة لأمراض سوء التغذية، وفي هذا الاتجاه كان قد شكا لي أحد القائمين على عملية الاشراف وهو ممن سبق لهم الاشراف في حملات التحصين بأن العاملين والعاملات الصحيات في ذلك المسح لم يتسلموا مخصصاتهم المالية كاملة وإزاء هذه الممارسات نخشى أن لا يُصاب أولئك المشتغلون في الميدان بأمراض سوء التغذية في ظل الاستقطاع الجائر لمخصصاتهم. خطر الغبار! تسود بعض المحافظات هذه الأيام موجات من الغبار كما هو حاصل في أجواء مدينة تعز المفعمة بذرات الغبار والتراب ربما في بعض الأحيان على مدار الساعة ورغم التحذيرات المتتالية من أضراره من لدن الارصاد، وباقي القنوات الأخرى وهي تحذيرات متعلقة في كثيرمن الأحيان بصعوبة الرؤية وما يترتب عليها عند أولئك السائقين في الخطوط الطويلة إلا أن الخطر الأهم والأساسي الذي ينجم عن ذلك الغبار لا يُشار إليه.. كما ينبغي الإشارة وأقصد بذلك الخطر أو الاخطار الجمة ..تلكم الأخطار الصحية التي يتعرض لها الجميع وبدرجة أساس صغار السن، ومن ثم أولئك المصابون بأمراض الربو وعموماً ينبغي التعامل مع هذه الظاهرة الجوية بحرص شديد من قبل الجميع حتى لا يتعرض الصغار والكبار للأخطار والأضرار الصحية التي تصيب الجهاز التنفسي “العلوي والسفلي” وللوقاية من أضرار موجات الغبار يجب اقتناء الكمامات الخاصة، وإلا بعدين ما تقولوا ما خبرناكمش.. فهذه الكمامات متوفرة بأسعار رخيصة وهي تقينا من مثل هذه الأجواء ومن عوادم السيارات والدراجات النارية والمولدات الكهربائية المنتشرة هذه الأيام بكثافة بسبب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي. واللهم امنحنا الأمن والأمان والسلامة.