في شهر كريم كهذا الذي نتنفس عبق روحانيته ونسائم فضائله ما أشد حاجتنا فيه لبث روح التسامح والتآلف والمحبة ،ونبذ صفات الحقد والكراهية وتهيئة النفوس للعيش ساعات مباركة بين أيامه ولياليه ،بعيدا عن لغة السياسة والحزبية والمذهبية التي فرقت بين الأصدقاء بل وبين الاخ وأخيه ،وأفقدت الناس مشاعر رمضان التي كانت تتحلى بها الأجيال السابقة ،وكانت تجعل من رمضان شهراً مميزاً بنكهته الربانية. ما نعيشه اليوم من صراعات سياسية ومذهبية رمت بظلالها على العلاقات الاجتماعية بين الأسر والجيران ،فصار كل شخص بعيداً عن الآخر ،ولا يهمه سوى نفسه وأسرته ،وليذهب الآخرون الى الجحيم. ضاعت قيم المحبة وصور التكافل التي كانت أشد ما تظهر في شهر رمضان المبارك ،نلمسها من خلال المحبة والتسابق بين الجيران على التهادي بالأطباق الرمضانية والتسابق على إفطار الصائمين ،والبحث عن المعوزين والأسر الفقيرة التي تتعفف ولا تسأل الناس وتتحمل قرصات الجوع الشديد بصبر واحتساب عند الله. .. ما أحوجنا اليوم ونحن في بداية شهر الخير أن نفتح صفحة جديدة مع أنفسنا ،نتساءل فيها ما الذي حققناه من أعمال مجزية خلال العام ،مع من أصبنا وعلى من أخطأنا ،وهل كنا عند مستوى الأمانة والمسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه أسرنا ومجتمعنا. في اعتقادي اننا في شهر كريم لو أحسنا استغلاله لخرجنا بنفوس نقية وأعمال صالحة وأفكار نافعة معينة على الخير،وليس على الشر كما نتابع اليوم على شاشات القنوات ومواقع النت الاخبارية ،من تسابق على بث أخبار مفبركة ودعوات مغلفة ،كلها تدعي للفرقة والتشتت والانقسام وخلق المشاكل وتأزيم نفوس الناس اكثر مما تتحمل . أما آن لأصحاب النفوس المريضة من ساسة ومخربين وقطاع طرق وأصحاب المشاريع الشخصية أن يتصالحوا مع أنفسهم ويعلنوها توبة نصوحة عسى الله ان يكفر عنهم سيئاتهم ويبدلها حسنات في هذا الشهر الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار . رابط المقال على الفيس بوك