مازال الإخوان في مصر ومنذ عزل الرئيس المنتخب مرسي يهاجمون كل يوم مقارهم الحزبية, وأماكن اعتصاماتهم, موقعين في صفوفهم وصفوف مؤيدي الرئيس المعزول العديد من القتلى والجرحى، وهكذا ما بين هجوم وقتل لايزالون يرفضون الانقلاب العسكري لماذا..؟!. ما سبق طبعاً من تناقض وقلب ميزان للحقائق هو فقط لسان حال البعض اليوم ممن لايزالون يرون أن ما حدث في مصر وما يحدث هو ليس انقلاباً؛ وإنما ثورة تصحيح, وبهذا المنطق للأسف وبهذه الرؤية المتطرّفة في العداء لايزالون يبرّرون أعمال العنف والقتل والبلطجة ضد مؤيدي الرئيس مرسي والإخوان باعتبارهم «حرامية ثورة» مع أنهم ومنهم الكثيرون صدعوا رؤوسنا ولعقود بمصطلحات «الحرية, والديمقراطية, والتعايش السلمي، وقبول الآخر, والكرامة» وهاهم اليوم يهلّلون ويطبّلون لمصادرة الحريات وتكميم الأفواه للبعض لمجرد الاختلاف معهم، فهل لتلك المصطلحات مفهوم آخر لديهم متى ما كانت نتائج صناديق الاقتراع مخالفة لطموحاتهم وغاية الوصول إلى السلطة؛ فيلجأون إلى أقبح وسيلة وهي «العودة إلى ما قبل الربيع». يخطئ كثيراً العسكر ومن تحالف معهم حين يعتقدون أن الإمعان في مهاجمة الإخوان والنيل منهم قتلاً واعتقالاً سيوقف اعتصاماتهم السلمية أو سينال من عزيمتهم ؛بل على العكس فإن تلك الاعتداءات والتلفيقات الإعلامية والاعتقالات في صفوفهم ستجعل منهم أي الاخوان أكثر صموداً وإصراراً, وقد تخرج كثيراً من الصامتين عن صمتهم, وستشكك آخرين كثراً في أكذوبة أن الجيش يحمي الثورة؛ وأن الأمر ليس انقلاباً. أختلف مع الإخوان؛ لكني قطعاً لا أؤيد إقصاءهم وبهذه الطريقة وعلى يد العسكر وبعض من رفاق ميدان الثورة, لا أطيق خطابات مرسي؛ لكني لا أؤيد مطلقاً عزل أول رئيس مدني منتخب بانتخابات حرة ونزيهة شهد لها القاصي والداني بتحالف أصاب وللأسف أول منجز ديمقراطي بعد ثورات «الربيع» في مقتل!!. ما يحدث اليوم في مصر يجعلني أقف وقفة تأمل وأتساءل: هل كان حقاً قد آن الأوان ليعرف العرب ربيعاً ديمقراطياً يمارسون فيه فسحة من الحرية والكرامة دون دماء وتطرف، هل كنّا حقاً قد بلغنا الحلم وتجاوزنا مرحلة القُصّر والأوصياء لممارسة الديمقراطية..؟!. من المضحك والمبكي حقاً أن تقوم بلجيكا بقطع علاقتها بمصر وسحب سفيرها من القاهرة لعدم شرعية الانقلاب العسكري؛ فيما لايزال الكثيرون منّا وللأسف يرىون أن ما يحدث هناك وسيحدث تصحيح لثورة، والمحزن أكثر والمقلق هو التفكير بما سينتهي إليه أمر تلك الحشود في المحروسة. نسأل الله لمصر ولشعبها السلامة والأمان، وليسقط كل الطامعين والمتآمرين، ولتبقى مصر الحبيبة رغم أنوفهم وغزارة أموال النفط المسمومة أمناً لكل الخائفين. حقائق: - الديمقراطية بمفهوم عربي.. جموع «مع الكرسي» في مواجهة.. جموع «نريد الكرسي» والنهاية.. نموت ونفنى وتعيش عزيزاً يا كرسي..!!. - عربي ما بعد «الربيع» لايزال يمارس الديمقراطية كما كان قبل «الربيع» هتافاً وتطبيلاً وتصنيم وللأسف ما بين هؤلاء وهؤلاء أوطان تتمزق وأحلامٌ توأد وتموت وحقوقٌ تُسلب وتضيع في خضم صراعات وعنف لا ينتهي. رابط المقال على الفيس بوك