ما سمي بالثورات الشعبية.. والتي أطلق عليها الأمريكان ب «الربيع العربي».. إنما كانت مؤامرة لضرب الشعب العربي، وضرب ما تبقى من الجيوش العربية بعد أن أطيح ودمر الجيش العراقي.. طبعاً هذا مع إيماني بأن العديد من الأنظمة العربية يجب أن ترحل، والبعض الآخر يجب أن يستمر.. لكن بثورات شعبية تحمل رؤية وأهدافاً وقيادة قادرة على استلام الحكم في البلدان وإدارة البلاد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، من خلال مؤسسات وطنية، وسياسات وطنية، قومية، إنسانية، والعمل على إعادة صياغة الأنظمة العربية بحيث تكون ملكاً للشعوب، وليس للنخب، وبحيث تعود السلطة والثروة والموارد للشعوب من خلال نظام يستخدم السلطة والثروة والموارد للشعب ورخائه ورفاهيته غير تنمية مستدامة تستوعب البطالة، وتكافح الفقر والمرض والجهل، وتستغل الثروة والموارد من جانب آخر لتحسين ورفع مستوى معيشة الشعوب، برفع مستوى الدخل. لكن ما حدث بدءاً من تونس لا يزيد عن مؤامرة تسمى “الفوضى الخلاقة” وتعني فوضى الشارع، ورفع شعار إسقاط النظام، دون أن يكون لديهم أي بديل لما بعد سقوط النظام، ولا قيادة تحل محل القيادة المرحلة.. وهو ما دفع إلى استغلال قوى حزبية، وخاصة الأحزاب الدينية أن تركب الموجة والفوضى الخلاقة لتصل في ظل هذه الفوضى إلى الحكم.. كما حصل في “تونس ليبيا مصر” والتي حتى الآن لم يستطع ربيعها إقامة دولة آمنة مستقرة. من الغرائب أن الرجل الذي أشعل الفوضى في تونس “محمد البوعزيزي” هو رجل غير معروف.. وأن “محمد البوعزيزي” مواطن تونسي من مدينة “أبو زيد” اتصل بإحدى الجهات يؤكد أنه موجود وحي يرزق، ثم كيف تم إشعال النار في ذلك الرجل في شارع فارغ من أي مارة.. وملاحظة مهمة لماذا لم يقم المصورون بإطفائه وتركوه يحترق وهم يصورون. في ليبيا لم تكن هناك ثورة.. بل غزو مسلح، لم يستطع الجيش الليبي صده؛ كونه مفاجئاً وجحافل مسلحة كبيرة.. ولو لم يكن حلف الناتو الذي تدخل من الجو والبحر لما سقطت ليبيا، ليبيا أسقطها حلف الناتو، وليست الجماعات المسلحة.. وها هي الجماعات الدينية المسلحة حتى الآن لم تستطع أن ترسي نظاماً حتى الآن. في مصر على موجة «الفوضى الخلاقة» قفز الإخوان إلى الحكم، ولم تنتبه قوى الشباب الثورية إلا والإخوان قد استلموا السلطة، وعلى مدار سنة لم يظهر في توجهاتهم ما يشير إلى أنهم يمضون لبناء دولة للشعب.. وإن ما يبنونه دولة لهم، فكانت محفزة لخروج شباب مصر والمعارضة للخروج من جديد، وأعلنوا أن الحسم في ال30من يونيو.. وفعلاً كان الحسم وسقط الإخوان لتحل محلهم رئاسة وحكومة مؤقتة تنفذ خارطة طريق بدءاً بصياغة الدستور ثم الانتخابات النيابية ثم الرئاسية. في المغرب ومع الربيع العربي قفز إلى السلطة حزب التنمية والعدالة إلى الحكم لكنه اليوم يتهاوى مع تحالف حزبين آخرين ليشكلوا أغلبية، وبالتالي يخطفون الحكومة من “الإخوان”. الخلاصة أن الربيع العربي يكشف أن مؤامرة استغلت سوء الأنظمة، وهي الآن تتهاوى بتجدد الثورات الشعبية “حركة تمرد في مصر والآن تشكلت حركات تمرد في تونس، وليبيا” لإسقاط حكم الإخوان، والحركات الدينية، وإسقاط مؤامرة الربيع العربي. رابط المقال على الفيس بوك