ستُكتب الكتب والروايات، وستُصنع الأفلام العالمية عمّا يجري في مصر عن «النهضة» و«رابعة» التي بدأت تتشكّل كرمز للحرية أشبه بتمثال الحرية في أمريكا وشعوبها وثوراتها الإنسانية. نرى شعار «رابعة» يتشكّل كرمز للعرب والعالم الثالث وكل المقهورين في الوقت الذي أراد البعض طمس «رابعة» من شاشة القنوات ومن الذاكرة أيضاً لتصبح رمزاً تاريخياً للحرية، وهذا هو الحاصل، وهذه هي النتيجة بين القوة السلمية للشعوب عندما تنهض إرادتها والحكّام المدججين بكل وسائل الدمار والرعب، سيكتب التاريخ الإنساني ما يجري لهذا الشعب العظيم، وما يفعله به الأجلاف العرب والعسكر، فهذا يقتل بلا رحمة، وذاك يدفع المليارات، كلهم يقتلون ويقتلون في الشعب المصري وقوته السلمية، ليس لتصفية الإرهاب أو الاخوان كما يقولون؛ وإنما محاولة يائسة لإزهاق قوة المجتمع المتمثلة بهذه الإرادة السلمية الضاربة التي تشبه تيارات سيول الماء الجارف. ملحمة تسجّل دروساً إنسانية وتاريخية عديدة أهمها دروس السلمية وملحمتها الباهرة، فالمعركة السلمية اكتشفت فيها شعوبنا قوتها المغمورة وتمسّكت بها كملجأ لها للتحرُّر والوحدة والبقاء، هذه السلمية في مصر يمارسها الاخوان المسلمون كقيادة لهذه الثورة بجدارة يُحسدون عليها رغم الاستهداف الشامل لتصفية الجماعة. كنت وغيري أحسب أن ما جرى من هتك وهمجية وقتل دون رحمة وبالأسلحة الثقيلة والخفيفة سيجعلهم يكفرون بالسلمية، وما أسهل التوجُّه إلى العنف في مثل هذه الظروف المعتوهة المعممة بالقهر الشديد وغلب الرجال، إنه في النهاية دفاع عن النفس «ومن مات دون نفسه فهو شهيد» لكن التفريط بالسلمية تفريط بالقوة الجبارة للشعوب، وأظن أنهم أدركوا سرّها جيداً، وسيبتعدون عن العنف الذي هو صورة وضيعة للضعف ليبقى هذا الضعف خاصاً بالقتلة حتى يسقطوا تحت أقدام سلمية النساء والرجال العُزّل والشباب الذين يشبهون الورد؛ بل الأطفال الصغار. هذه السلمية ستحوّل الجماعة من جماعة كانت إلى قبل الانقلاب جماعة سياسية معرّضة للإخفاق والفشل الانتخابي؛ بل هي أقرب إلى الفشل أو الإفشال المحقّق؛ إلى عنوان لحركة شعبية وتحرُّر شعبي عريض يتجاوز الحزب والجماعة إلى مشروع العرب الجديد الذي يقف اليوم في وجه كل الأعراب وكل العسكر وكل الفسقة، وتحوّل إلى ثورة شعبية هادرة عصيّة تجاوزت الجماعات وكل الأحزاب والتكتلات. الملاحظة الأخرى وهي سوداء ووقحة تتعلّق بالشماتة والتشفّي التي أبداها ويبديها اليوم أقزام يدّعون أنهم بشر، وبعضهم يدّعون المدنية والدفاع عن حقوق الإنسان؛ بينما يُثبتون بكل هذا التشفّي الواطئ بالدماء أنهم متحلّلون من أدنى معاني الإنسانية، فهم يشمتون ويتشفّون حتى من صور الأشلاء الممزّقة والدموع المذعورة بدلاً ما يستفزهم المشهد الهمجي كأناس وبشر. هؤلاء لا وصف لهم في قاموس الإنسانية؛ لأن للموت حرمة عند الإنسانية حتى لو كان عدواً بعيداً؛ فما بالك بأخ قريب.. تباً لكم..!!. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك