الغريب أننا لازلنا نعيش خارج إطار هذا الكون وبالذات من حيث تعاملنا مع تلك القوانين القديمة، والتي ربما أكل عليها الدهر وشرب، من جراء التعامل بها حتى الآن بقدر ما كان ينبغي تطويرها وتحديثها بما تتلاءم مع ظروف الناس وأوضاعهم المعيشية والاقتصادية في الوقت الحاضر، سيما حال ما تكون مرتبطة بحياتهم وخدماتهم، والتي لابد أن تكون متوفرة بصورة دائمة وليس كما هو الحال في بلادنا، وإن كانت هنالك عوامل هي من تعيق توفر مثل هذه الخدمات فعلى القائمين في هذا الوطن، من الوقوف أمامها وإيجاد المعالجات اللازمة لها.. دون التلكؤ أو الهروب منها.. خاصة إذا ما قلنا بأن هذه الخدمات ضرورية وهامة، ومن ذلك خدمات المياه والكهرباء.. بينما نجد بأن الجهات المختصة تقف عاجزة عنها على المستوى المركزي، ومنها وزارتا المياه والكهرباء، فضلاً عن الحكومة بأكملها لأن هذه من مسئولية الجميع، وبالتالي كان يفترض من تلك الوزارتين أن تكون لديهما رؤية واضحة.. سيما حال التعاطي مع هاتين المسألتين حتى لا يكون المواطن هو الضحية دائماً.. وهذا ما ينطبق حالياً على خدمات المياه والكهرباء.. حيث إن هذه الخدمات لا تزال محلك سر دون أن يطرأ عليهما أي تطور في أدائهما حتى اللحظة في حين أن خدمات المياه لا تصل إلى منازل المواطنين إلا خلال الخمسة الأشهر، بينما خدمات الكهرباء هي أيضاً تظل منقطعة عن البشر، في هذه المحافظة أو تلك طوال اليوم، وإن جاء التيار ينطفئ بعد نصف ساعة، وهذا ما يؤثر على الأجهزة المنزلية وخاصة منها الإلكترونية وغيرها، مما يؤدي في أغلب الأوقات إلى حرق تلك الأجهزة للناس دون مبرر لذلك.. اللهم هناك العشوائية التي تكتنف الجهة المعنية عن التيار وهذا أمر مخالف للنظم والقوانين التي تتعامل بها دول العالم الآخر.. لأنها تعتبر مثل الأعمال جريمة في حق مواطنيها بقدر ما يتم تعويضهم والاعتذار لهم.. إنما نحن حدث ولا حرج فلا أحد يعير هذه المسألة أي اهتمام.. وكأننا بعيدون عن هذا العالم ونعيش في كوكب آخر فلا نحترم مواطنينا، ولا نضع لهم أي اعتبار فيما تظل الأمور سارية إلى مالا نهاية.. ولا ندري إلى أين سائرون؟ فيما العالم الآخر يضع لها ألف حساب ويتعاطى معها بروح من المسئولية الكبيرة بينما نحن رغم أن هذه الخدمات غير متوفرة إلا فيما ندر والنادر لا حكم له نجد بأن الجهات المسئولة عنها تسارع في كل شهر إلى إصدار الفواتير الخاصة بكل خدمة سواءً للمياه أو الكهرباء فيما لا تتحرج من وضع المبالغ الخيالية على المواطنين بينما هم لا يستهلكون من خدمات المياه إلا حال ما تأتيهم مرة واحدة خلال الخمسة الأشهر.. ناهيك عن خدمات التيار والذي يظل منطفئاً لساعات طويلة وهذا أمر مزعج للغاية لا يوجد في أي بقعة من العالم إلا عندنا بالوقت الذي تأتي الفواتير مسجلة الاستهلاك فضلاً عن المبالغ الكبيرة فيها فباعتقادي هذا أمر أغرب مما نتصور ان يحدث في أي مكان آخر. لذلك نحن نتساءل هل هناك من مراجعة لمثل هذه الأمور حتى لا يغضب الله عليكم يامسئولي المياه والكهرباء..؟ رابط المقال على الفيس بوك