ذكّرتني هذه المقولة ونحن في بداية عام دراسي جديد يتوجّه فيه مئات الآلاف من أبنائنا الطلاب إلى مدارسهم ومعاهدهم وكلياتهم في كل أنحاء اليمن في ظل ظروف تعليمية صعبة عبّرعنها وزير التربية والتعليم في إحدى مقابلاته التلفزيونية بمرارة شديدة وهو يتحدّث عن الصعوبات والمشاكل والنقص الحاد في التجهيزات والمعدات التي تعاني منها العديد من مدارسنا. ذكّرني هذا الوضع بذلك الحوار الذي دار في عام 1945م أي قبل 68 عاماً بعد الحرب العالمية الثانية هذا الحوار دار بين القائد الهندي المعروف «نهرو» وسفير اليابان في الهند آنذاك.. حيث قال له القائد الهندي شامتاً بسبب خلافات آنذاك بين البلدين : إذا أردتم دولة أن تتقدم وتتصدّر الأمم ، فلا بد أن تمتلك عدة مقومات منها : مئات الملايين من البشر ،ومساحات شاسعة من الأرض الخصبة ، ومصادر طبيعية وفيرة ..فردّ عليه السفير الياباني قائلاً : « ياسيدي السر تحت القبعة » يقصد أن سرّ التقدم والتفوّق إنما يكون في العقل البشري ، وهذا هو السر فعلاً الذي أنقذ اليابانيين وجعلهم مركز ثقل في كل المجالات. شعرت بمرارة هذا الكلام وثقله على النفس خاصة ونحن لانزال نتحدث عن صعوبات ونقص في تجهيزات أولية من العيب أن نتحدث عنها ونحن في القرن الواحد والعشرين. فكيف لهذا الوطن أن يتقدّم ويلحق بركب الآخرين ونحن لانزال نتحدّث عن إمكانيات بسيطة تقف أمام حركتنا وتقدمنا. إن حقيقة التنافس الذي يجري في كل مكان من العالم هو تنافس تعليمي ..فما بالكم ووطننا يموج بالكثير من المتغيرات والتحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتي لن نتقدم فيها خطوة إلى الأمام مالم يكن لدينا تعليم قوي يخرج هذا الطن من أزماته. الوطن اليوم في أمسّ الحاجة إلى تأصيل هوية أبنائه في كل شبر من أرجاء هذا الوطن..نحن في أمسّ الحاجة إلى عجلة تنمية قوية تدفع بالاقتصاد إلى الأمام وهي تحديات قد تبدو صعبة وبعيدة المنال ، لكنها في الحقيقة من الأمور الممكنة إذا استطعنا أن ننقذ العملية التعليمة المتردية مما هي فيه وخاصة في مجال تطوير المناهج الدراسية بما يتناسب مع الوضع القائم في البلاد وتعمل على تكريس الهوية والوحدة الوطنية وبناء المواطن اليمني القادر على العطاء والانتاح. مناهجنا الدراسية وطرق التدريس يجب أن تحدّث وترتبط بالتدريب والتأهيل في كل المجالات يجب أن تتضمن أنشطة تقوم على الابداع والتميز والارتقاء بمهارت التفكير والاحساس. إذا أردنا لوطننا التقدم والرخاء والاستقرار فلابد من إجراء ثورة تعليمية مخلصة تعالج من خلالها كل المعوقات والصعاب حتى تتحقق كل أمنيات هذا الشعب الحبيب. رابط المقال على الفيس بوك