مثلت وتمثل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة التي قامت في العام 1962م والتي نعيش هذه الأيام ذكراها الحادية والخمسين، مُرتكزاً أساسيا من مرتكزات الانطلاق نحو آفاق رحبة من التحضر والنهوض والازدهار، ذلك أن الحكم الإمامي الكهنوتي المستبد الذي جثم على شعبنا ردحا من الزمن كبل باستبداده الناتج عن تخلفه وكهنوته وطنا مبقيا عليه في دهاليز الظلام بعيداً عن الالتحاق بركب التقدم العلمي النظري والتطبيقي والمهني والتقني، مرتضيا لهذا الشعب أن يعيش في وطن هو في معزل عن البناء والتنمية طيلة عقود إمامته، التي أُلغي فيها عقل الشعب وإرادته ليسود عقل الفرد وإرادته، في جهل مطبق بأهم قانون من قوانين الشعوب والذي ينص على “أن عقول الشعوب لا يمكن أن تلغي وإراداتها لا يمكن أن تقهر وإن عتا الظالم وتجبر” لقد ظن الأئمة طيلة حكمهم أنهم بتجهيلهم للشعب وبممارستهم للسلوك الاستبدادي المصادر لإرادته قد تمكنوا من إحكام قبضتهم وتوطيد سلطانهم، دون دراية واستيعاب للسنن التي تدلل على “أن الذي يعيش في الظلمة قد يغمض جفن عينه لكنه لا يغمض جفن قلبه وعقله وإرادته” فكانت فترات استبدادهم رغم ما سادها من إنغلاق على العالم إلا أنها أسهمت بقوة في إيجاد طلائع ثورية أخذت على عاتقها تحرير الشعب من قهر المستبد وبطشه، وإستعادت الوطن ممن سلبه وصادره، فكانت المحاولات تلو المحاولات للخلاص من كهنوت الإمامة إلى أن أذن الله بثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي عملت على تخليص شمال الوطن من حكم الأئمة، وبدأت الثورة برجالها الشرفاء الأحرار تسير نحو إخراج اليمن من ظلمته وعزلته لينطلق في فضاءات النور، لكن ما إن تظل السفينة تشق عباب البحر إلا وتعترضها رياح عاتية قد تعصف بها فتغرق، وهو الحال الذي واجه ثورة سبتمبر فمن حصار السبعين إلى تصفية أصحاب الفكر والمشروع الثوري، ليصل الحال باليمن خلال الفترة من 1978م وحتى 2011م لأن تصبح ملكية إقطاعية تحت مسمي الجمهورية، حيث بات وأصبح واضحاً أن المستبد يعيد إنتاج مسلسل المستبد الإمامي بأدق تفاصيله من تجهيل وتزوير ومصادرة لحق الأمة في المشاركة في إدارة شؤونها فمصادرة للثروات الوطنية وتفريط بالسيادة الوطنية، إلى سعيه الجاد والدؤوب على توريث الشعب والوطن للأبناء والأحفاد، وليس إنتهاء بإحياء النزعات الطائفية والعرقية والمناطقية التي عمل على إحيائها ليضع الشعب أمام خيارين أحلامها مر إما أنا وأبنائي وأحفادي وإلا فالتمزق والتشرذم والإقتتال والفوضى، بل وصل الحال بمستبد الأمس القريب لأن يتحول إلى ممتهن للتخريب وممارس للإرهاب، علاوة على محاولاته من خلال تحالفاته المكشوفة على إعادة الحكم الإمامي الذي لفظه شعبنا إلى غير رجعة ليحكم من جديد عبر وجوه جديدة تحمل مشروع تمييزى متخلف مستبد وبغيض، لكن برغم هذه الإحن والمحن التي وجدت وبرزت في طريق ثورة سبتمبر التي حملت لنا بين طياتها مشروعا وطنيا وحدويا بنائيا وإنمائيا كاد أن ينمحي من الذاكرة ويزول لولا عناية الله التي ألهمت أهل اليمن أن ينتصروا لذلك المشروع السبتمبري بانتفاضة ثورة فبراير الشعبية السلمية، يبقي مجيئ ثورة فبراير 2011م إمتدادا لثورة سبتمبر وأكتوبر وإستكمالا للمشروع الثوري النهضوي الذي يهدف إلى الإنطلاق باليمن صوب غد يجعل اليمن في مصاف الدول المنتجة المتحررة من التبعية والإرتهان لقوى الاستكبار والهيمنة الدولية، وهو الأمر الذي يحتم علينا اليوم أن نعمل جادين على مساندة الجالسين على طاولة الحوار لترى مقررات حوارهم النور في واقعنا الوطني العملى فنسهم بهذا في أن تلتقي الجهود الوطنية في بوتقه البناء والتقدم والإزدهار والله نسأل أن يحفظ اليمن واليمنيين من كل ماكر غدار إنه على مايشاء قدير.. رابط المقال على الفيس بوك