غالباً ما تمر على ناظري أهداف الثورة اليمنية عند قراءة مجلة أو صحيفة ، وكثيراً ما تشد القارئ تلك الكلمات البراقة لا سيما من لم يألفها بجمالها اللفظي ومضمونها الأسطوري الأخاذ المستهوي رغبة كل فرد حر يتمنى العيش في هكذا وطناً يزخر بتحقيق تلك الأهداف التي لا شك ستخلق عالماً رائعاً عامراً بالسلام والمحبة والعيش الكريم .. قامت ثورة سبتمبر على حكم إمامي بائد قيد حرية الشعب وصادر حقوقه ومنع عنه مقومات الحياة الكريمة فكان الناس أشبه بالعبيد لا يملكون قرار أنفسهم وليس بوسعهم تقرير مصير حياتهم ، فمرت تلك السنين كليل لم ينبلج بعده نهار وظلام لم يصارعه نور وبرفقة ذلك الليل الموحش وجدت الوحوش البشرية مرتعاً واسعاً لكي تسرح وتمرح دون خوف في ظل جهل الشعب المطبق وعقله المنغلق .. فكان لهذه الثورة شرف التخلص من هذا الحكم الملكي الاستبدادي الذي جثم على صدر اليمنيين سنين طوالاً .. وشاركت فيها أطياف الشعب التواق للحرية والديمقراطية .. والشيء الجميل في ثورة سبتمبر أنها عثرت على رجل حذق صاغ أهدافها بعناية وربما أجهد نفسه ساعات طوال لكتابة تلك الكلمات الغائبة عن الوجود في قاموس الحياة اليمنية .. ولا شك أن الرجل ذاته لم يعش طويلا ليلحظ تحقيق تلك الأهداف التي خطها حبر ريشته وعاش آملا صابرا يمني نفسه بها رجاء تحقيقها .. ونتيجة لطابع الثورة العسكري كان للأقوى فرصة الاستحواذ على مكتسبات الثورة ومقوماتها والاستمرار في ذات الاستبداد البغيض ولكن بغلاف جمهوري ثوري .. فالأهداف التي كتبت لم تر النور حتى الآن وظلت أسيرة أمل الشعب المسكين طوال إحدى وخمسين سنة وتراجع الشعب بعد الثورة ظناً منه أن القصد تحقق والوعود أنجزت .. فلا تحرر من الاستبداد .. ولا بنى جيشاً وطنياً قويا يحمي البلاد ويحرس مكاسب الثورة .. ولا ارتفع مستواه الاقتصادي والسياسي والثقافي .. ولا تذوق طعم الحرية والديمقراطية المأمولة .. ووحدته التي ولدت ميتة مهددة بالانفصال عن جسد الوطن المشرف على الموت !! وبعد ثورة فبراير 2011م .. التي كانت امتداداً ورديفاً لثورة سبتمبر المجيدة .. والتي حررت الشعب من سجن الحكم العائلي الوراثي .. ومسحت الغبار الكثيف عن لوحة أهداف سبتمبر وأظهرتها حقيقة لا زيفاً .. في أسلوب سلمي حضاري أذهل العالم .. ترى هل ستلقى الأهداف السبتمبرية حظاً من الاهتمام والعناية .. وهل سيكون لها موعد مع الشعب المسكين الذي ذاق مرارة العيش في كنف الاستبداد والاستعمار طوال قرن من الزمان أو يزيد ؟؟ أرجو ذلك .. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك