إن عدم القدرة على إصلاح الذات والتخلص من موجبات النفاق والأنانية المقيتة العصيبة التي يتبعها ندم قاتل يكون حينها أضحوكا لبعض الشياطين, وان الخيارات الكريهة والقرارات المتسخة والغير وطنية الهادفة بكل المقاييس والمعايير إلى تمزيق الوطن ورسم سياسيات العنف والتخريب أصبحت اليوم ليست مقبولة. فعندما بدأت بزوغ شمس الحرية وبدأنا بدفن أحقادنا ونقاطنا السوداء المليئة بالألم خوفا من الدخول في كهوف وخنادق مظلمة ومحاولتنا الابتعاد عن الارتطام بجبهات القتال المريرة التي دوما تصحب معها انصياعاً تاماً لمنطق الظلم والإذلال الذي لا يتوافق مع منهجنا وقيمنا ومبادئنا الإنسانية. لابد حينها أن يدرك أولئك الأطراف أن محاولتهم في عرقلة التسوية السياسية بممارسة أعمال تهدف إلى الدخول في اضطرابات ديالكتية وخلق نوع من الإرباك والقلق في المشهد السياسي أصبحت أمراً ليس مقبولاً ومنبوذاً من قبل مختلف شرائح وطبقات المجتمع اليمني وأحزابه الوطنية. فهذه القوى التي تسعى إلى عرقلة التسوية السياسية وتغير واقعهم الاجتماعي والاقتصادي بالطابع الوعظي والإرشادي أصبحوا في غباء سياسي وأقول لهم في صريح العبارة إن محاولاتكم في إعادة مسلسل الدم والعنف وإعادة وضع الخيارات الغليظة والقرارات المسمومة في مائدة مزينة مليئة بالزهور أصبحت اليوم هشة ومكشوفة وغير مقبولة و لا تجدي نفعا مع عقول تدرك تماما وتعي كل ما يدور حولها وتدرك أيضاً مكامن الأخطاء والأدوار وهوية الخيارات والقرارات واتجاهاتها. فالشعب اليمني العظيم يدرك تماماً الديماغوجية التي تستخدمونها والتي تستكينون بظلالها للوصول إلى مقاصدكم وأهدافكم والشعب اليمني العظيم بكل أطيافه على وعي ذاتي وشامل بخيارات المرحلة القادمة وبخارطة الطريق ويدرك ويثمن تماما جهود القيادة السياسية وفكرها القائم على تصحيح استنتاجات المرحلة القادمة بشأن ما هو حقيقي و ما هو مزيف على ارض الواقع . نتمنى من الجميع الالتفاف نحو بناء الوطن ووقف التناحر السياسي الداخلي الهادف إلى تمزيق وتشتيت الوطن وإثارة الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار ونتمنى من جميع الأطراف تقديم التنازلات السياسية لربح البطاقة الخضراء التي من خلالها نستطيع بناء دولة قائمة على العدالة الاجتماعية ونتمنى من جميع الأطراف الاحتكام للعقل في اتخاذ القرارات وعدم الانجرار نحو توتير الأوضاع فالأوضاع متوترة بما فيها الكفاية ونتمنى من الأحزاب السياسية توحيد الصف لمواصلة تقديم الحلول لكل القضايا والمشاكل وتهيئة الأجواء لتنفيذ مخرجات هذا الحوار الذي يعتبر مفتاح الحلول لكل القضايا والمشاكل وامل كل اليمنين سواء كانوا في الداخل أو في الخارج نتمنى نتمنى ذلك . رابط المقال على الفيس بوك