نحن نعلم أن اليمن موقعة على الاتفاقية أو الإعلان العالمي لحقوق الطفل، كما أنها موقعة على الاتفاقية العربية لحقوق الطفل، وهي حقوق إنسانية يؤكد عليها الإسلام منذ أربعة عشر قرناً الذي أكد حتى على حسن اختيار أسماء الأبناء حريصاً على ألا يكون الاسم مستقبلاً معيباً للابن، ومبعثاً على الخجل والتندر من قبل الآخرين، وفي القرآن الكريم جاء ما يلي: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا} صدق الله العظيم تأملوا أن الله سبحانه قدم المال على البنون.. لأن البنون بدون مال، ومع الفقر يعني عدم القدرة على تربيتهم وتسكينهم، وتعليمهم، وكسائهم ومعالجتهم، وتوفير الضرورات لهم، ولذا نجد الكثير من الأطفال بنين وبنات يضطرون للعمل في مسح العربيات، ورجال يشحتون، وهم يزدادون دائماً أي أطفال الشوارع، والعاملين، فتجدهم في الجولات والشوارع عند الأسواق يبيعون سلالاً أو زنابيل للمتسوقين وكذا ينقلون بالعربيات اليدوية السلع للمتسوقين إلى سياراتهم مقابل مائة ريال، أو مائة وخمسين ريالاً. وهناك أطفال يبيعون الماء في الخطوط الطويلة الماء والمناديل الورقية وأشياء أخرى.. إن مشاكل الأطفال في اليمن كبيرة نتيجة لتزايد نسبة الطبقة الفقيرة نتيجة للأوضاع الاقتصادية السيئة.. ولذلك نجد أن نسبة عالية من أطفال اليمن في سن التعليم لم يلتحقوا بالمدرسة ومن يلتحقون يقلون في الأساسي من 7-9 نتيجة للتسرب ،وهكذا في الثانوي يصبحون أقل نتيجة التسرب، وتزداد نسبة الأطفال هؤلاء في الأرياف عنها في المدينة، وبالذات الأرياف البعيدة والمشكلة تصبح أكبر وأعقد بالنسبة للإناث سواء في المدينة أو الريف، فالفتاة أكثر معاناة وضياعاً لحقوقها من الولد، والسبب الفقر وعدم قيام الدولة بمسؤولياتها، ونتيجة للعادات والتقاليد الاجتماعية، وهكذا يعاني الطفل في اليمن من بقية الحقوق، ولا شك أن الإرهاب والحروب الأهلية والأزمات العنيفة تزيد من معاناة الأطفال ومعاناة أسرهم فيتشردون وتضيع حقوق الكبار والصغار. المشكلة ليست في اليمن، لكنها مشكلة كل بلدان العالم الثالث الفقيرة والتي تعاني من غياب الأمن، وعدم الاستقرار وتعاني من الحروب الأهلية نتيجة للصراعات الدولية التي تغذي الصراعات في البلدان الفقيرة فتزيد من مشكلة الفقر، ومعاناة الإنسان رجلا وطفلا، لأن غياب الأمن وعدم الاستقرار ينتهك الحياة ويفقد الكثير من الأطفال أهاليهم وعائليهم، بل قد يتعرض الأطفال للقتل والتجنيد، وذلك يعد اعتداء على حياتهم وهلم جرا. ومع ذلك فمؤتمر الحوار الوطني في بلادنا نجد الطفل أكثر غياباً لأنه لم يمثل بطريقة أو بأخرى لتحديد وضعه وحقوقه في الدولة المستقبلية، ولم تدرك ذلك الدول الراعية، ولا مؤتمر الحوار، ولا منظمات حقوق الأطفال في البلد، الأمر الذي سيزيد حقوق الأطفال ضياعاً، وبالتالي ستكون دولة المستقبل مظلمة بالنسبة للأطفال، والمستقبل الذي يمثله الطفل. رابط المقال على الفيس بوك