الشعب اليمني من اكثر شعوب العالم موتا وتضحية بنفسه وبحياته ودمه الزاكي وتتعدد أسباب موته والموت واحد لا شريك له.. يأتيه الموت من كل جانب وتتوالى عليه النكبات والأزمات من كل الجهات وان لم يمت بالسيف مات بغيره وليس له فرار من الموت شاء أم أبى.. منذ اندلاع الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وساحة الوطن و المواطن اليمني تشهد تساقطا للأرواح والأنفس فداء لهذه التربة الطاهرة وتتوالى تساقط الأرواح مرورا بالثورتين المباركتين حتى أيامنا الراهنة دونما توقف, ولعل ما تساقط من اليمنيين خلال الأحداث الأخيرة ربما يفوق عدد الضحايا في كل الحروب السابقة من تاريخ اليمن الحبيب. فأن تموت ذودا عن بلدك وسعيا لحريته وانعتاقه فهذا قمة الشرف والنبل والإباء ولكن أن تموت هكذا ظلما وعدوانا دونما ذنب ولا حول لك ولا قوة فهذا لا يرضي إله السموات والأرض ويعتبر انتهاكاً لحرمة النفس ولحرمة دماء بريئة لا ذنب لها سوى أنها أحبت ثرى اليمن. من المؤسف والمؤلم جداً أن نشهد بأسى تساقط الأجساد اليمنية وتصاعد الأرواح إلى بارئها وشلالات الدماء اليمنية تنهمر في كل بقاع الوطن, في السهل والوادي والجبل والصحراء والبحر وفي كل مكان وكأن الدم اليمني لا قيمة له ولا ثمن ويضيع سدى وهباءً منثوراً دونما وجود لمن يقتفي اثره, فلماذا تعبثون بالدم اليمني هكذا ولماذا هذه الانتهاكات التي تحدث لكرامة الإنسان اليمني؟.. اغتيالات واختطافات وتفجيرات ونزاعات وعصابات وهراوات وبنادق وزخات رصاص من كل حدب وصوب وصار الموت اقرب إلينا من حبل الوريد يذهب ضحيتها مواطنون عُزل وعساكر وضباط وصحفيون وأطفال...... الخ ولم تعد الدماء اليمنية لها أي مكانة وكأننا لم نعد من بني البشر ..وكل هذا يحدث والجهات الرسمية تغض الطرف عن كل مجرم ونافذ ومتقطع ورئيس عصابة ومخرب.. وحقيقة لا ندري لذلك سببا!! هل السبب أن هذه العصابات اكبر من القانون أم إن الدولة أصبحت عاجزة لدرجة لا يمكن لعقل أن يتصورها أم ما الذي يحدث بالضبط؟؟ فالفوضى والضجيج والصراعات القبلية والمذهبية والطائفية والموت الذي يغتال فينا كل بارقة للنجاة جعلت اليمني يفقد ثقته في الدولة واعتزازه بها واحترامه لها لأن العقل لا يتصور أبدا أن قوة دولة بجلالة قدرها تعجز عن كسر شوكة مجرد عصابات همجية تخرب اليمن وتنتهك حرمة الدم اليمني بقلوب باردة وساردة في القبح والتوحش.. الدم اليمني ضرب الرقم القياسي في الانهمار واقصى درجات الجريان على تربة اليمن الحبيب وراح ضحية معترك سياسي نتن اكثر توحش ونرجسية مفرطة تنتهك كرمة اليمني بمشانق موت ومقاصل احتضار سريع.. دعوا أرواح اليمنيين تفىء إلى بارئها هكذا بسلام بأمر خالقها دونما أن تعجلوا بزوال النبض قبل الأوان.. دعونا نرتحل إلى المولى هكذا حين يحين أجلنا وليس حينما تقرر بواريدكم وبنادقكم ونرجسيتكم و وحشيتكم لنا الفناء .. ليس لهذه الغصص العالقة في أكبادنا والعلقم الذي نحتسيه مع كل زفرة شهيق وزفير سوى سؤال مُر ومؤلم لكل مسئول متغافل عن أحقيتنا في الحياة, يا ترى كم هو ثمن الدم اليمني في قواميس نرجسيتك المفرطة؟؟ ومتى ستكفون العبث بدم اليمني وحياته يا ترى؟؟ رابط المقال على الفيس بوك