هذا هلال العام أقبل باسما قد جاء يحمل حلمه المهجورا آماله في أن يرى آلامنا قد بدّلت في مانعيش سرورا ولديه حلمُ أن يرى أمجادنا عادت تزيح عن الورى الديجورا أهلال فارجع لم نزل في بؤسنا نتجرع الألم الطويل مريرا دعنا فليل الياس خيّم فوقنا والهمّ أضحى ياهلال كبيرا إنا نسينا بالهموم همومنا وجراحنا فقدت هناك شعورا أوما ترى الأقصى تطاول ليله والجرح غار وما يزال أسيرا أو ما ترى مصر الكنانة قد غدت تبكي الأمان وحلمها المغدورا والنيل يمسح بالدماء دموعه وينام فوق لظى الجراح حسيرا أوَ ما ترى أرض الشآم وأهلها جرحٌ يؤجج في القلوب سعيرا كم أدمعٍ فاضت بها أجفانهم ودمٍ نراه على الثرى مهدورا كم أنفس زُهقت هناك ولم تجد في المسلمين مناصرا ومغيرا ماذا فعلنا لم نحرك ساكنا ولقد أدرنا للدموع ظهورا كنا بدوراً للزمان وأهله وعلى ربى المجد التليد صقورا وعلى جدار الشمس سُطّر مجدنا والبحر سار بذكرنا مبهورا ولقد غرسنا في الفيافي نورنا فتضوعت كل الدروب عبيرا حتى الربى سمعت صهيل خيولنا وغدت تردد بعدنا التكبير واليوم صرنا للعدو حمائما والقوم صاروا ياهلال نسورا صرنا على الإسلام نحسب سبةٍ وغدا يواري وجهه معذورا أهلال عذرا لو رجعت بحسرة ورجعت تحمل قلبك المكسورا هذي مآسينا بثثتك بعضها والقلب يحمل ياهلال كثيرا إني لأرجو أن تعود ومجدنا قد عاد يوما باسما ومنيرا والكون عاد ليستضيء بنورنا والأرض تشرب فجرنا المنظورا