لا نفقه كثيراً عن الذي يجري في دماج؛ كل الأنباء التي تصلنا تقول ان آلية الحوثي الحربية انكسرت على اعتاب دماج , وان الحجوري يفتي بحرمة دخول الكاميرات إلى المنطقة لتوثيق ضحايا قصف جماعة الحوثي من بشر وشجر واحجار..!!. اللجنة الرئاسية لم تحرز تقدماً على صعيد إيقاف المواجهات هناك, شهر ومازالت دماج في مرمى القصف.. المواجهات تشتد وحمى التحشيد المذهبي تستعر على شاشات التلفزة وأخبار الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي. ابتلعت جماعة الحوثي صعدة كما يبتلع حوت فريسة غبية, حدث هذا قبل أعوام, وبعد ستة حروب خاضها النظام السابق مع جماعة الحوثي؛ يومها عاد النظام بضحاياه, وعاد الحوثي بصعدة..!. صعدة كل شيء .. الدولة, والأمن, والسيادة, والخراج؛ صارت في قبضة الحوثي بعد ستة حروب مكلفة للوطن..!!. مرّ حوالي شهر ودماج عصية على الالتهام؛ سقط منها ما يقرب من ال 100 قتيل لم توثقهم الكاميرات لأن الحجوري يمنع دخول الكاميرات إلى المنطقة، تقول دماج إنه لا اعتبار لهؤلاء الضحايا في حسابات الصمود..!. الحوثي الذي التهم صعدة وفي نيّته الامتداد أكثر وصولاً إلى ابتلاع كل اليمن ومن ثم الزحف باتجاه الشام لتأديب «اسرائيل» يفشل في اقتحام بضعة كيلومترات في عمق نفوذه الحركي والعسكري. تبدو الحرب قذرة على كل حال؛ لكنها بمقياس النظافة ليست أقذر من ستة حروب سابقة أفضت إلى عزل صعدة عن محيطها الوطني, سيتساءل البعض: لماذا حدث ذلك وكيف..؟!. بلغتها البسيطة ستجيب دماج: النظافة هي رأس مال مقاومتي، لم تكن حروب صعدة الست نظيفة أو بالأصح لم يكن قادتها نظافاً تماماً؛ حين تسلم حروبك إلى تجار حروب وهواة نياشين؛ عليك أن تتقبل سلسلة الانتكاسات المتلاحقة برحابة صدر؛ لأنه لا أحد أجبرك على أن تقدم على خطوة مجازفة وملعونة كهذه. لا معايير وطنية لحرب السلفيين والحوثيين, مقاييسهم في الكسب والخسارة قائمة على ما كسبوه هم وما خسروه هم, أما الوطن فهو خاسر في كل الحالات، القتيل من أبناء الوطن, والذخيرة ذخيرة الوطن, والدمار يلحق بجزء من الوطن..!!. حين نناصر دماج ونشيد بصمودها الأسطوري لا يعني أننا نقف في طرف السلفيين ضد الحوثيين, نحن هنا نعبّر عن حالة إنسانية ساندة لجغرافيا اآمنة وجدت نفسها فجأة أمام فوهة مدفعية البغي والعدوان.. الحوثي مدان لأنه من بدأ الحرب ويرفض إيقافها حتى اللحظة. كل الضغوط والمناشدات لن تستطيع ثني الحوثي عن إيقاف العدوان على منطقة دماج, فهو يشعر أنه تورط في مواجهة غير محسوبة, كبرياؤه يمنعه من التراجع, اشتداد وتيرة رعشة مدفعيته في الأيام الأخيرة تنم عن شعور عارم بالخيبة والانكسار؛ ولذا يندفع بجنون لتسجيل نقطة انتصار يراها بعين غروره ممكنة ونراها وهماً كوهم أمريكا واسرائيل..!!. إيقاف الحرب مهمة الجميع الآن؛ نزيف دماج يمنح الوطن وجعاً إضافياً إلى أوجاعه, ينبغي أن تضع الحرب أوزارها وفقاً لميثاق شرف ينهي وضعية التحشيد وحالة الاستئساد, وينأى بدماج عن سندان طائفية الحوثي, ومطرقة فتاوى الشيخ الحجوري. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك