هذه العصابات المسلحة المتخفية بلباس مدني وهي عناصر منفلتة “متهبشة” وجدت من غياب العقيدة الأمنية المهنية الإيجابية، وغياب سلطة الانضباط العسكرية وغياب الحساب والعقاب جداراً تحتمي وراءه لتنفيذ الكثير من المخالفات والجرائم المضرة بالأمن العام، والأمثلة لا تتسع لها هذه الحلقة غير أن نماذج من هذه المخالفات أزكمت أنوف الناس ومنها: 1 قيام مجموعة أمنية بلباس مدني في مدينة تعز باختطاف عامل نظافة وإخفائه قسراً بعد تعذيبه تعذيباً وحشياً، ثم أخذه ورميه على قارعة الطريق، ولم تحاسب هذه المجموعة وفقاً للأنظمة والقوانين ومازالوا طلقاء يعيثون في المدينة إجراماً. 2 قيام مجموعة مدججة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة بمهاجمة نقطة أمنية واقعة بين القاعدة ومديرية التعزية، واتضح بعدئذ أنها مجموعة أمنية إجرامية بلباس مدني تتبع أحد المتمردين على النظام والأمن وهي الآن طليقة، كما أن ما يسمى ب«وزير الداخلية» وخلافاً لكل الأعراف وليس القوانين النافذة أصدر أمراً بإعادة الأسلحة المستخدمة في الهجوم والمستولى عليها من المهاجمين للمجموعة الإجرامية.. أي أن مثل هذه الأعمال المخلة بالأمن العام مدعومة من الحزبية المتخلفة الفاسدة. “3” يوم الأحد الماضي 17112013م وبحسب معلومات صحفية نشرت يوم الثلاثاء 19112013م قام أحد ضابط فندق عدن باغتصاب عاملة فلبينية داخل الفندق وهو مازال طليقاً حتى الآن وينكر جريمته على الرغم من استنجاد أمن الفندق لضبطه. “4” وفي عدن تم ضبط تشكيل عصابي نفذ مجموعة من العمليات الإجرامية ومنها قتل صبي، واتضح أن أفراد المجموعة ينتمون إلى جهاز أمني منوط به حماية المدينة من الجريمة. “5” والأسبوع المنصرف قالت بعض الصحف إن نقطة أمنية في حدة أمانة العاصمة نهبت مواطناً 14ألف ريال وهاتفه الجوال، ونقطة أخرى لشرطة النجدة حاولت نهب عاملة أثيوبية ما بحوزتها لولا تدخل المارة وإنقاذها من حادثة كهذه. وعلى مستوى الأمن العام في المحافظات فإن المشهد الأمني مخيف جداً إذ أن الأجهزة الأمنية لم تعد تعمل بوتيرة أكثر من 10 % فقط تقريباً حيث تعيث أكبر شبكة عسكرية أمنية متخصصة بالجريمة المنظمة بأمن المحافظات العام.. ففي حضرموت أضحى اغتيال الضباط وصف الضباط والجنود عبارة عن تسلية مملة التكرار، وهي عمليات يقوم بها محترفون لهم صلة نسب بأجهزة الأمن.. وهذه المحافظة المنكوبة بالثروات المعدنية طالتها شبكة متخصصة تقاد من مركز الشبكة العسكرية الأمنية في صنعاء وهي مكشوفة الأهداف والآليات ولكن لا رادع لها بسبب اختلال العملية السياسية وتعدد سلط العصابات السياسية وتحالفاتها الإجرامية المرتبطة بشبكة المصالح الإقليمية والدولية. وفي محافظة تعز حيث الكثافة السكانية تمركزت العصابات المنظمة، وعصفت بالأمن العام فيها، وهي الآن عوضاً عن أن تكون منطقة آمنة وأكثرية متعلمة ومثقفة تحولت إلى منطقة رديئة الخدمات الأمنية والقتل والاختطاف والاغتصاب، والسطو فيها وجبة غذائية منتظمة، وآخر العمليات المخلة بالأمن ثلاث عمليات متزامنة مع هيمنة «طالبان تعز» على الشارع الإجرامي وهي: “أ” التقطع لسيارة تحمل سلعاً خاصة بشركات هائل سعيد في منطقة البرح ونهب كل محتوياتها. “ب” التقطع لعبدالجبار هائل سعيد عضو مجلس إدارة شركات هائل سعيد وهو في طريقه إلى صنعاء وسلبه ممتلكاته الشخصية. “ج” خطف محمد منير أحمد هائل عقب خروجه من منزله في شارع رئيسي واقتياده إلى “مرابع مراد” في منطقة “مأرب” وإخفائه قسراً دون أن يكون له علاقة بما يجري في المحافظة من الناحية السياسية والأمنية والمنازعات بين مراد ومخلاف شرعب. وبحسب المعطيات فإن العمليات الثلاث مركزها واحد وهو تعزالمدينة التي تعرضت إلى هجوم الحشرات الاجتماعية الضارة. ............... «يتبع» رابط المقال على الفيس بوك