قد يتساءل المواطن البسيط بين الحين والآخر عن سر ازدهار الأمم والشعوب وتقدّم الدول التي نصفها بالمتقدمة وعن أسباب تخلفنا عنهم وبمقارنة بسيطة نجد النافذين في تلك البلدان من رجال القانون والمسؤولين يخضعون لقانون واحد في التعامل بطريقة حضارية لا تعرف التفريق بين كبير أو صغير، فقيراً أو غنياً، مدنياً أو ريفياً، حاكماً أو محكوما،ً فكلهم سواء في نظر القانون، ذلك لأنهم أناس محترمون ملتزمون بالشرائع والدساتير التي تنظمهم وتعزز قناعتهم بها لإيمانهم بضرورة ذلك كمبدأ حصيف للعيش والتعايش , وبالرغم من كوننا مسلمين ونبينا العظيم علمنا الكثير والكثير مما أخذه الغرب وقاموا بتطبيقه فخدمهم أيما خدمة ونظم حياتهم أيما تنظيم بعكس ما فعلناه نحن العرب والمسلمون أصحاب هذه الشرائع السمحاء لنتفاجأ للأسف أننا لم نجد شيئاً من أنظمة ديننا الحنيف سائدة في مختلف مفاصل الحياة حيث وجدنا هناك من لا يخاف ولا يعي أن الظلم حرام و أن التحايل على القانون إخلالاً بحيثيات العيش وكان من الطبيعي أن لا يعود النفع على الأفراد والمجتمع فتواجد لدينا من يتعرض للظلم والقهر والاستلاب ومصادرة حقوقه ممتلكاته لتغدو هذه الثقافة الرعناء عنواناً عريضاً لهذا البؤس الموزع على الأفق الوطني، فالشخصيات النافذة ورجال الكوميشن هي سبب رئيس لضياع الحقوق فما نجده هنا أوهناك في مقيل أو جلسات حوار أو في أحداث عامة ليست سوى مجرد شعارات وزعيق مفرغ تماماً من التنفيذ فيما الواقع يؤكد على أننا نسير في سراديب مظلمة و لتبقى هذه الشعارات خاضعة لإرضاء البعض من ذوي المصالح الخاصة , لكن الواقع مغاير فكل القوانين والإجراءات الدستورية تطبق فقط على الغلابى والمساكين والبسطاء والفقراء ومن لا يقدمون الرشاوى وكأن القانون فقط وجد ليطبق على الشخص الضعيف وهكذا يعيش المساكين والبسطاء رهناً لمزاجية النظام وهنا غابت المساواة.. إن غياب العدالة وسيادة القانون لم تكن إلا نتيجة مضنية لعدم احترامهما فكيف يمكن للرخاء أن يتحقق والتقدم أن يحدث مع حفنة من المأجورين المستغلين لطموح المواطن وحقه في العيش بحرية وكرامة تحفظ له آدميته؟ وماعدا ذلك فحدّث ولا حرج. رابط المقال على الفيس بوك