من اللافت للنظر بأن عملية التعليم عن طريق نظام الانتساب بمراحل التعليم المختلفة كانت تحظى باهتمام كبير من قبل الحكومة سابقاً، ممثلة بالجهات المعنية بذلك، ومنها وزارة التربية والتعليم ومكاتبها بالمحافظات، وظل هذا النظام سايراً ومعمولاً به حتى بعد قيام الوحدة اليمنية المباركة بسنوات عديدة، إن لم يكن إلى فترة قريبة، وقد ساعد ذلك على أن يندفع الكثير من المواطنين، ومن ضمنهم الطلاب الذين لم يتمكنوا من مواصلة دراستهم نتيجة لظروفهم المعيشية أو الاقتصادية، أو الاجتماعية من عدم الالتحاق بمراحل التعليم المنتظم من أن يتجهوا نحو نظام التعليم بالانتساب، من خلال المدارس الحكومية الموجودة في كل محافظة، وهذا كان له من الأهمية بمكان على مستوى واقع فئات المجتمع لأنه أتاح فرصاً كبيرة لمواصلة التعليم لأولئك الأشخاص أياً كانوا موظفين في دوائر حكومية، أو طلاباً حالت ظروف الحياة دون مواصلة لدراستهم.. فضلاً عن غيرهم من الفئات الاجتماعية الأخرى، وهذا شكل حافزاً لهم من أن يواصلوا دراستهم في أي مرحلة دراسية كانت لكونها تعتبر الغاية المرجوة منها في نهاية المطاف، حتى يكونوا مؤهلين أسوة بغيرهم في وسط المجتمع، فيما نجد بأن السياسة التعليمية للدولة وتوجهاتها في هذا الإطار، تؤكد على ضرورة الاهتمام بالتعليم باعتباره منطلقاً أساسياً في جوانب الحياة بشكل عام. واستناداً لذلك نرى بأن التعليم مسألة مهمة لكل الناس، وهذا ما أولت به توجهات الدولة منذ الوهلة الأولى وحتى الآن، وعلى هذا فقد كان للكثير من أولئك المواطنين، وكذا الطلاب من أن يكملوا دراستهم حتى الجامعة، وهذا شيء جميل، إنما ما يؤخذ على الجهات المعنية هو إنها أضحت خلال الآونة الأخيرة لا تعير نظام التعليم بالانتساب أية أهمية، وهذا معيب في حق تلك الجهة، وكان الأجدى بها أن تولي هذا الجانب اهتماماً كبيراً لأنه يساعد على من يرغب الالتحاق بنظام تعليم الانتساب أن يسجل أسمه في أي مدرسة هنا أو هناك، بدلاً من بقائه خارج التعليم لأن مسألة كهذه سيترتب عليها انعكاسات سلبية آنياً ومستقبلاً.. سيما على حياة المجتمع والوطن، ولذلك لابد من إعادة النظر في نظام التعليم بالانتساب لأنه سيتيح مجالاً لمن يريد مواصلة دراسته بالانتساب نتيجة لظروفه الخاصة بالعمل أو لظروفه المرضية، أو الاقتصادية أو عدم قدرته على الحركة جراء حادث مروري وغيره، وبالتالي سيساعد كثيراً من الرفع من قدرات أولئك الأشخاص وتمكينهم من المشاركة المجتمعية، وكذا الإسهام في عملية التنمية الاجتماعية في البلد، الأمر الذي يتطلب من المعنيين في الجهات المختصة بوزارة التربية أن يأخذوا هذا بعين الاعتبار.. حتى يكون التعليم مفتوحاً للجميع لأن ما يلاحظ مؤخراً بأن المسألة أصبحت مزاجية من قبل الجهات المعنية حيث أنها تقوم أحياناً بفتح نظام التعليم بالانتساب في بعض المدارس، وأحايين أخرى تقوم بإغلاقه، وباعتقادي هذا معيب جداً في حق العملية التعليمية .. بينما التعليم هو حق لكل الناس، وعلى هذا نأمل من وزير التربية والتعليم بأن يعطي توجيهاته إلى كل مكاتب التربية بالمحافظات بإفساح المجال للتعليم عن طريق الانتساب، وأن تخصص بعض مدارسها لذلك في كل عام. وليس كما يلاحظ حالياً حيث يتم في عام استيعاب وتسجيل لمن يرغب الانتساب، وفي العام الذي بعده يتم إغلاق عملية التسجيل، وهكذا تسير الأمور بطريقة عشوائية، ولا أحد يتنبه لها، ولا أين ستقود في النهاية إذا ظللنا على هذا النحو السيء.. وبالتالي لابد من إيلاء هذا الجانب أهمية قصوى، وإعادة فتح المدارس لمن يريد الانتساب في أي مدرسة ما، وبدون ذلك لا يمكن أن نخرج من هذه المشكلة، وسنظل نجترح مشاكلنا إلى ما لا نهاية، ودون فائدة؟ لأن المسألة أضحت مؤلمة للجميع، فهل من مجيب... رابط المقال على الفيس بوك