دعانا الإسلام إلى التراحم كمسلمين ونشرها في العالم فطاردناها في كل زاوية وموقع وفي عيون الاطفال وقلوب الامهات ...دعانا الإسلام إلى المساواة لا فرق بين عربي ولا عجمي ولا أبيض ولا أسود فدسناها بحوافر عنصريتنا واستخدمنا كل جميل وكل فضيلة لنشر العنصرية والطبقية بألوانها المختلفة ... دعانا الإسلام إلى العدل وترك الظلم فرفعنا من شأن الظلم والظالمين وطردنا العدل بعيداً عن أوطاننا ليرتع هناك في بلاد الأجانب وعبّاد الأوثان ..دعانا الإسلام إلى صيانة الدم الإنساني عموماً واعتبر قتل نفس قتلاً للناس جميعاً وإحياءها إحياء للناس جميعاً وكان للمسلم حرمة مضاعفة فاستهنا بدماء بعضنا ونحن نقرأ كل يوم عند الذبح وقبل الذبح والتفجير والحروب قول نبينا صلى الله عليه وسلم «لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم» فأثبتنا أننا لانعير المقدسات قيمة ولا الدماء حرمة ولافرق عندنا بين الحجر الأسود وحجر السائلة ولا بين دماء الدجاج والانسان، فذبحنا بعضنا كمهة رسمية ورسالة عربية ... ونسينا حتى توجيهات نبينا في التعامل مع الحيوان الحلال « اذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة» ونحن نذبح بعضنا بوحشية ثم نصرخ فرحين الله اكبر ...الذبح والقتل والهرج والمرج أصبحت مهمتنا التاريخية والمصطلحات الرائجة ..دعانا الاسلام الى السلم ونشر السلام في ربوع المعمورة حتى الجهاد لم يشرع إلا لحماية السلام فحولنا الجهاد الى وسيلة للقتل والاقتتال الداخلي وما عدا عصر الفتوحات الاسلامية الرحيمة التي كانت تهدف لنشر الحرية وتحرير العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد دون إكراه وفي أضيق الحدود لم يعد لنا من جهاد ولا غزوات إلا في غرفنا الداخلية وقرانا وأحياء مدننا نقتل بعضنا بوحشية ونطرب فرحاً ونغزو بعضنا ونهدم البيوت على رؤوس ساكنيها ونهدم المساجد بمافيها من كلام الله ونصيح منتشين الله اكبر ، والأغرب والمصيبة ان كل هذه الحروب تتم بين العرب المسلمين و لم يخرج العرب من قرون مضت لمحاربة أحد أو رد غازٍ بل حروب داخلية تستعين بالأجنبي لقتل بعضهم؟ ... ندور منذ عصور ونحن نحمل البندقية والسيف لكن على رقابنا كفار يضرب بعضنا رقاب بعض، لم نهدأ يوماً إلا لكي نكر اليوم الثاني على أخ شقيق ولم نترك الرمح إلا لنحمل السيف ولم ننم إلا لكي نستيقظ ياقاتل يامقتول ولم نجلس في طاولة حوار إلا ليلطم بعضنا بعضا ، مصطلحات الرفس والضرب والقتل والهزيمة والقصف والتفجير والهدم هي الأكثر انتشاراً على حساب السلام والتحية والحب والعمل والحضارة والزيارة والتضامن والتعاون والبناء ، ولذلك تمكن الاجنبي من بيضتنا واكثر من البيضة بكثييييير ، و بسبب هذا الهوس بدماء بعضنا اصبح هذا الاجنبي وذاك الغريب يحكمنا كما يشاء من غرف النوم ومحراب المسجد والمدن المقدسة وباسم الاسلام والعروبة والشرف الوطني نسن القوانين لشرعنة ذبح شعبنا ثم نغني النشيد الوطني ولا نبالي ونعمل كل الموبقات التي لا ولن يفعلها بنا الغريب أبداً ثم نهتف بسم الله، ونصرخ امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة؟. [email protected]