التاريخ يعيد نفسه.. وأحداثه ووقائعه تأخذ دورتها الزمانية والمكانية.. ولكن لن تعود إلى الوراء البتة.. فما حدث قبل آلاف السنين من مآسٍ ومجازر ومذابح دموية قد تتكرر في صور متباينة.. وأشكال متعددة، لأن لكل زمان فراعين وطواغيت.. فالصراع قائم بين قوى الحق، وقوى الباطل منذ بدء الخليقة إلى قيام الساعة.. وهذا من سنن الله في خلقه.. فالظلم مهما طغى وعمّ البر والبحر.. لابد له من لحظة اندثار وانكسار.. وما يحدث اليوم في دول المنطقة العربية من مجازر ومذابح وأعمال إجرامية غاية في الفظاعة والبشاعة باسم الإسلام فهي من آثار الأفكار الضالة والمضلة والمنحرفة فكرياً وعقائدياً من مذاهب دينية متطرفة.. وأفكار دخيلة على قيمنا وتعاليم شريعة عقيدتنا الإسلامية الغراء كل مذهب من المذاهب المتطرفة يغنّي على ليلاه، ويرى نفسه على حق وما دونه على باطل.. ولا يفوتنا أن المجوس ما دخلوا بلداً إلاَّ أفسدوها.. وجعلوا أهلها شيعاً وأحزاباً متناحرة ..وغرسوا بين أبناء جلدته الشحناء والبغضاء والشقاء، لأن هذا ديدنهم منذ أن عاصروا فجر الإسلام الأول حتى يومنا هذا. إن المستقرىء لواقع تاريخهم القديم والحديث يجدهم أشد الناس عداوة وحقداً وكراهية للعرب والمسلمين لنعرتهم الشعوبية التي أشعلوها قديماً في عصر بني أمية ومازالت حتى الآن. إن المؤامرات المجوسية والصفوية ضد الإسلام وأبنائه تقف وراءها حركات عالمية، ماسونية، صهيونية، مجوسية.. يختلفون في كل شيء إلا أنهم يتفقون على هدف واحدٍ هو تمزيقُ وحدة الأمة الإسلامية بإشعال الفتن المذهبية والنعرات الطائفية.. المؤسف حقاً أن علماء الأمة في سبات عميق.. يتحاورون حول قضايا ثانوية عفَّى عليها الزمن.. وأعداؤنا من المجوس ومن على شاكلتهم يعيثون في الأرض فساداً.. فما نعيشه اليوم من مجازر ومذابح بشعة في صعدة وفي العراق وفي لبنان وفي سوريا هو نتاج طبيعي لتلك القوى المجوسية التي ترفع شعار الإسلام إسماً ورسماً وتذبح أبناء المسلمين باسم النعرات المذهبية والطائفية المتزمتة.. فالموقف جد خطير.. وعلماؤنا الأجلاء بل اتحاد العلماء العالمي لا يحركون ساكناً وكأن الطير على رؤوسهم.. فالمسؤولية تكاملية، ولكنها تقع بالدرجة الأولى على كاهل الاتحاد العالمي لعلماء الأمة لأنهم منضوون تحت لوائه رغم اختلاف مشاربهم المذهبية والفقهية.. فلابد من انعقاد دورة طارئة لاتحاد العلماء العالمي لمعالجة قضايا وأزمات المسلمين خاصة في هذه المرحلة التاريخية الحساسة والحاسمة التي تكالبت عليها القوى الحاقدة من كل فجٍ عميق. يكفي تمزيقاً ودماءً وقتلاً لأبناء جلدتنا في اليمن أو العراق أو في سوريا أو لبنان.. هناك مؤامرة مذهبية قذرة تُحاك ضد الوطن، أرضاً وإنساناً ووحدة تقف وراءها دول ومنظمات مجوسية وصهيونية.. وما يحدث في صعدة مأساة إنسانية وأخلاقية بمعنى الكلمة.. وعلماؤنا وفقهاؤنا ومثقفونا يقفون متفرجين ينتظرون نتائج المعركة، من الغالب ومن المغلوب؟، علينا أن ندرك الحقيقة أن ما يدور في صعدة وما جاورها من محافظات مؤامرة كبرى بامتياز ضد الوطن والشعب.. وضد كل من يخالفهم الرأي أو الفكر أو التمذهب الصفوي الاثني عشري.. فلنعلم أن المجوس الصفويين يتطلعون إلى إمارة صفوية على نمط حزب الله في لبنان بدعم فارسي مجوسي وبتأييد ومباركة من البعض.. ولكن مهما حاقوا ومكروا وكادوا فإن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله وأنصاره وأتباعه.. فالوطن أسمى وأكبر من جرائمهم اللا إنسانية، ومجازرهم اللا أخلاقية.. والخلافة في نهاية المطاف يرثها عباد الله الصالحون وليس الطالحون..!!.