بعد عشرة أشهر من بدء الحوار الوطني، بما تخلله من شدٍ وجذب، احتفل الوطن والشعب ابتهاجاً وفرحاً باختتام أعمال الحوار الوطني، وتًوج الوطن بإكليل نجاحه، أضاءت سماؤه أنوار الانتصار على كل التحديات والعراقيل والعقبات، بمخرجات تلبي مطالب كل اليمنيين، وحلول لكل القضايا اليمنية العالقة، والمتراكمة منذ سنوات، وفي مقدمتها القضية الجنوبية ،ويظل الحوار الطريق الأمثل لحفظ البلد من دوامة الاقتتال والتمزق.. حمل خطاب الرئيس عبد ربه منصور هادي في حفل اختتام مؤتمر الحوار الوطني، دلالات ومؤشرات المستقبل المنشود ،نمَّ عن وعيه واستيعابه بما يدور في صدور اليمنيين، وطموحات التغيير ،وأسقط ما يردده البعض بقصد التشكيك بالجهود الوطنية، لإخراج البلد من أزماته ،وبهدف عرقلة مسيرة التغيير ،والبعض الآخر بدون قصد من شريحة في المجتمع لم تصلها الرسالة واضحة عن الحوار وأهدافه، وخاصة فيما يتعلق بوحدة الوطن وسلامة أرضه، من التمزق والتفكك والشتات.. كان هادي هاديا بخطابه جليا ،أكثَرَ من ذكر وحدة الوطن ،يخاطب شعبه بكل ثقة، أن الوحدة اليمنية قائمة ،ولن يطالها أي مكروه ،وسيظل اليمن جسدا واحدا ،فالمنجز التاريخي اليمني مصون بجهود رجاله الشرفاء ،وشعبه المتفاني من أجله.. الأقاليم الموزعة على الجغرافية اليمنية هم الأبناء الستة لليمن الواحد ،جاؤوا لنزع فتيل التمزق، بعد سياسة أساءت لليمن ووحدته وشعبه، وكادت تجره إلى دويلات متناحرة، كانت الأقاليم بمثابة حلول ارتضاها المتحاورون صونا للجغرافيا والثروة، تعمل على توزيع المهام ،وتُخَفف من حدة مركزية السلطة المتعارف عليها، والتي فشلت طيلة عقود في إدارة البلد، وتحفظ للشعب حقوقه، وتحد من الفساد واستشرائه ،وتقلص الرؤوس الفاسدة وحصرها في مساحات محددة.. الحوار الوطني خرج مبتسما ،فاسعد اليمنيين ،وان كانت التحديات كثيرة والقادم مثقل بالصعاب ،فالرئيس هادي - وفقه الله - يحمل همَّا وطنيا، ونوايا صادقة لخدمة اليمن، وعلى الشعب الوقوف بصفه ،والشعور أيضاً بالمسئولية، ومن يقلل من جهود الحوار، ينظر إلى حالة التردي في دول الربيع، وما آلت إليه، ولنا في سوريا وأحداثها الدامية خير واعظ ،وبمصر وديمقراطيتها الإقصائية خير شاهد.. [email protected]